للمرة الثانية.. إسرائيل تفتح حدودها أمام مئات الدروز السوريين لزيارة مقام ديني

دمشق/القدس _ أعلنت وسائل إعلام عبرية، يوم الخميس، أن السلطات الإسرائيلية ستسمح لنحو 600 رجل دين درزي من سوريا بدخول أراضيها يوم غدٍ، لزيارة مقام النبي شعيب في منطقة الجليل.
وتأتي هذه الخطوة في إطار ما وصفه مراقبون بمحاولات إسرائيلية متواصلة لاستثمار البعد الطائفي في الملف السوري، من خلال إظهار نفسها كـ"حامية للأقليات"، وعلى وجه الخصوص الطائفة الدرزية، في ظل الوضع المتأزم في سوريا.
وقال موقع "واللا" الإسرائيلي "سمح وزير الدفاع يسرائيل كاتس لمئات الشيوخ الدروز من سوريا بالدخول إلى إسرائيل غداً (الجمعة) بغرض الاحتفال بعيد في قبر النبي شعيب في الجليل الأسفل (وفق الرواية الدرزية)".
وستكون هذه هي الزيارة الثانية من نوعها بعد الأولى التي أجرى خلالها 100 رجل دين من الطائفة الدرزية بسوريا إلى إسرائيل منتصف اذار/مارس الماضي وكانت الأولى منذ 50 عاما.
ولكن خلافا للزيارة الأولى التي اختتمت في اليوم نفسه فإن إسرائيل ستسمح لرجال الدين الدروز بالمبيت لليلة واحدة، وفق الموقع الإخباري.
وأضاف "على عكس المرة الأولى التي وصل فيها 100 شيخ درزي من سوريا إلى إسرائيل، قرر كاتس هذه المرة زيادة العدد، ومن المتوقع وصول 600 منهم".
وتابع "وبالإضافة إلى ذلك، فقد سمح لهم هذه المرة بقضاء ليلة واحدة في إسرائيل والعودة إلى سوريا في اليوم التالي".
وبينما تؤكد الإدارة السورية حمايتها لجميع طوائف البلاد دون تمييز ضمن وطن واحد، تردد إسرائيل ادعاءات عن تعرض الدروز بسوريا لاعتداءات، وهو ما تعتبره دمشق ذريعة لانتهاك سيادتها.
ويعكس موقف تل أبيب عداء للإدارة السورية بقيادة رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع، ويكشف عدم رضاها عن الإطاحة بالرئيس بشار الأسد (2000-2024).
ويقدر عدد الدروز في إسرائيل بنحو 150 ألفا يخدم قسم منهم بالجيش الإسرائيلي فيما يعتبر القسم الآخر، بأن هضبة الجولان أرض سورية محتلة ويرفضون الحصول على الجنسية الإسرائيلية.
ومنذ عام 1967 تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية وأعلنت ضمها في العام 1981 في خطوة لم تعترف بها إلا الولايات المتحدة الأمريكية.
وكانت إسرائيل استولت على المنطقة السورية العازلة في ديسمبر الماضي، مستغلة أحداث الإطاحة ببشار الأسد ووسعت رقعة احتلالها، كما دمرت آليات ومعدات وذخائر للجيش السوري عبر مئات الغارات الجوية منهية بذلك اتفاق فصل القوات لعام 1974 دون أن تضع جدولا زمنيا لانسحابها وإن كانت قد قالت إن الاستيلاء مؤقت لحين استتباب الأمور في سوريا.
ودعت السلطات السورية الجديدة مرارا، إلى وقف الاعتداءات الإسرائيلية وانسحاب الجيش من الأراضي السورية.