لا مكان في الوسط الإعلامي السعودي إلا للمهنيين المسجلين

هيئة تنظيم الإعلام تقطع الطريق على مؤثري الشبكات الاجتماعية.
الخميس 2025/04/24
اهتمام بصورة المملكة

بدأت هيئة الإعلام السعودي في اتخاذ إجراءات بحق ممارسي المهن الإعلامية غير المسجلين مهنيًّا، ليقتصر القطاع على المهنيين فقط الذين عملت المملكة على تأهيلهم وتدريبهم، ويبقى مؤثرو مواقع التواصل على منصاتهم الإلكترونية في مسعى لتهيئة بيئة إعلامية منظمة والحد من ظاهرة انتحال صفة الإعلاميين.

الرياض - أكدت الهيئة العامة لتنظيم الإعلام في السعودية أن التسجيل المهني يُعد شرطاً أساسياً وإلزامياً لجميع الأفراد قبل الشروع في ممارسة أيّ من المهن الإعلامية المحددة في المملكة، لتقطع بذلك الطريق على مؤثري مواقع التواصل الاجتماعي غير المهنيين ومنعهم من اقتحام المجال في ظل تركيز السلطات على تدريب وتأهيل الكوادر السعودية بالشراكة مع كبريات المجموعات الإعلامية العالمية.

وقالت الهيئة أنها تسعى لحفظ حقوق الإعلاميين، بالإضافة إلى تهيئة بيئة إعلامية منظمة، والحد بشكل فعال من ظاهرة انتحال صفة الإعلاميين، وقد بدأت في اتخاذ الإجراءات النظامية بحق ممارسي المهن الإعلامية غير المسجلين مهنيًّا، من أجل تحصين الجمهور من الممارسات الإعلامية السلبية والمُضللة، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء السعودية.

وأشارت الهيئة بوضوح إلى أن اللوائح المعتمدة سيتم تطبيقها بحزم على كل من يزاول أيّ نشاط إعلامي دون الحصول على التسجيل المهني المطلوب، وكذلك على الجهات والمؤسسات الإعلامية التي تستعين بخدمات ممارسين غير مسجلين لديها.

وقد أثارت الخطوة ردود فعل واسعة على الشبكات الاجتماعية، ورحب غالبية الناشطين بالقرار، وجاء في تعليق:

QMNOSZ@

رسالة هيئة #تنظيم_الإعلام واضحة جداً:

لا مكان في الوسط الإعلامي السعودي إلا للمحترفين المسجلين نظامياً..

المزورين والمنتحلين للمهنة الله يعينكم على البلاوي اللي بتجيكم لو كذبتوا وقلتوا أنا إعلامي وأنت ما عندك تسجيل مهني ودعوا المدرجات..

معاد فيه كل من هب ودب يتقمص دور الإعلامي وهو لا مسجل ولا له صلة بالمهنة..

من اليوم الإعلام للمحترفين فقط .

واللي ما عنده ترخيص رسمي يعتبر خارج السرب ومُحاسب..

وقال آخر

ammar_alsanan@

خطوة رصينة من هيئة تنظيم الإعلام تعكس وعي الدولة بأهمية التنظيم المهني لمهنة الإعلام، عبر منصة “إعلام” التي باتت نموذجًا رقميًا يُحتذى في الحوكمة، وضمان الحقوق، والارتقاء بالمحتوى الإعلامي.

وكتب آخر:

KhalidAlrubish@

المملكة حريصة على إيجاد بيئة إعلامية مُنظمة، تضمن حقوق المهنيين، والحد من انتحال صفة إعلامي، فضلا عن الارتقاء بالمشهد الإعلامي السعودي، وهو أمر مهم للغاية، يعزز نجاحات المملكة ويبرز إنجازاتها المحققة تحت مظلة #رؤية_2030 ومن هنا جددت #الهيئة_العامة_لتنظيم_الإعلام تأكيدها على أهمية التسجيل المهني للإعلاميين، كإجراء مُلزم قبل ممارسة أيّ من المهن الإعلامية.

وشهدت المملكة في السنوات الأخيرة تغييرات كبيرة في المشهد الإعلامي، نتيجة للتطور التكنولوجي السريع وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي. ونتيجة لهذا التحول، أصبح مشاهير السعودية المؤثرين في الإعلام يمثلون جزءاً أساسياً من العملية الإعلامية في المملكة.

ولم يعد الإعلام مقتصرًا على الصحف والمجلات التقليدية أو القنوات الفضائية فحسب، بل أصبح يتوسع ليشمل منصات الإنترنت، مثل إنستغرام، تويتر، سناب شات وتيك توك، حيث بدأ هؤلاء المشاهير في بناء قاعدة جماهيرية واسعة من خلال هذه المنصات، وأصبح هؤلاء المشاهير يشكلون أداة مهمة للتأثير على الرأي العام وإعادة تشكيل المفاهيم الاجتماعية والاقتصادية من خلال استخدام قدراتهم في التأثير على المتابعين لتقديم محتوى يجذب الانتباه ويحقق تفاعلاً كبيرًا.

غير أن هؤلاء المشاهير لا يمتلكون الخبرة الكافية لإيصال الرسائل المهمة للداخل والخارج في القضايا التي تمسّ المملكة، كما أن هناك الكثير من المشاهير الذين يسعون فقط وراء عدد المشاهدات دون اهتمام بخطورة الرسالة التي يقدمونها نتيجة عدم وجود الخبرة الإعلامية.

وقد سبق أن قامت هيئة الإعلام باستدعاء أحد ناشطي منصة تيك توك لمخالفته لنظام الإعلام المرئي والمسموع، بسبب إجرائه مقابلات في أماكن عامة وتوجيهه أسئلة خادشة للحياء تتعارض مع القيم الاجتماعية، ونشرها.

ما ينطبق على الشبكات الاجتماعية لا يسري على الإعلام الذي يجب أن يكون العاملون فيه على قدر من المهنية

ولا يقتصر تأثير مشاهير السعودية في الإعلام على تقديم محتوى ترفيهي أو إعلامي فحسب، بل يتعدى ذلك ليشمل التأثير على مجموعة من القضايا الاجتماعية والاقتصادية الهامة. حيث أصبح هؤلاء المشاهير أحد المحركات الرئيسية في إحداث التغيير داخل المجتمع، غير أن ما ينطبق على الشبكات الاجتماعية لا يسري على الإعلام التقليدي الذي يعتبر الأكثر دقة ومصداقية ومسؤولية تستوجب أن يكون العاملون فيه على قدر كبير من المهنية.

وتهدف هيئة الإعلام السعودية إلى تعزيز مبادئ الحوكمة في القطاع الإعلامي ككل، والعمل على الارتقاء بمستوى كفاءة العاملين فيه، وقد دعت الهيئة كافة الممارسين في الحقل الإعلامي إلى ضرورة الالتزام التام بضوابط وأخلاقيات أداء المهنة المعتمدة.

ونبهت إلى أن أيّ مخالفة لهذه الضوابط والمعايير المهنية قد تعرّض الممارس لإجراءات تأديبية قد تصل إلى تعليق الشهادة المهنية الممنوحة له أو حتى شطبها نهائياً.

وشددت الهيئة على أن ممارسة أيّ عمل إعلامي بعد انتهاء صلاحية الترخيص المهني، دون القيام بتجديده في الوقت المحدد، يُعتبر مخالفة صريحة وواضحة للأنظمة واللوائح.

وأكدت أن هذه المخالفة تستوجب تطبيق الجزاءات والعقوبات المقررة نظاماً بحق مرتكبها.

وتركز المملكة في السنوات الأخيرة على بناء شراكات مع مؤسسات إعلامية كبيرة ومن ضمن الاتفاقات المبرمة معها تأهيل وتدريب الكوادر الإعلامية المحلية للقيام بمهمة النهوض بالإعلام السعودي، ومن هذا المنطلق لا مكان لغير المهنيين في الإعلام المحلي الحكومي والخاص على حد سواء.

كما أن وزارة الإعلام أنشأت ثلاث أكاديميات إعلامية متناغمة تهدف إلى تدريب أكثر من 4000 متدرب خلال عامين، وذلك عبر 3 مسارات تعليمية، تحتوي على 50 مادة نظرية وعملية، وبرامج متخصصة، وذلك بالشراكة مع كبريات الجامعات العالمية.

وتعمل الوزارة على الاستفادة من مجالات الذكاء الاصطناعي والإسهام فيها، في ظل النمو العالمي المتسارع بهذا القطاع، حيث يسعى الإعلام السعودي ليكون لاعبًا أساسيًا وليس متفرجًا، وقد تم تأسيس مركز التميُّز للذكاء الاصطناعي ومعسكر الذكاء الاصطناعي التوليدي بالشراكة مع الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، وتم تدريب أكثر من 2000 شاب وفتاة في برامج ودورات حديثة داخلية وخارجية.

5