"سلاحك حصانك".. حملة دعائية لحزب الله لمقاومة نهايته بنزع سلاحه

مسؤولو حزب الله يتهمون "محرضي" الشبكات الاجتماعية باستهداف سلاح الحزب.
الأربعاء 2025/04/23
ميليشيا في مواجهة دولة

لجأ حزب الله إلى الحملات الإعلانية والدعائية لتأكيد تمسكه بسلاحه تحت شعار "سلاحك حصانك" مع شن هجوم ضد المطالبين بنزع السلاح بحسب تفاهمات الدولة مع المجتمع الدولي، بينما رأى الكثيرون أنها محاولة لمنع انهياره أمام بيئته الداخلية.

بيروت - أطلقت قناة المنار التابعة لحزب الله حملة إعلانية تحمل شعار “سلاحك حصانك… إذا صنته صانك” إضافة إلى نشر ملصقات دعائية وتكثيف المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، في حملة تجييش ضد المطالبين بسحب سلاحه رغم تعهدات الدولة للمجتمع الدولي بهذا الشأن، فيما يبدو أن الحزب يقاوم نهايته.

وأثارت الحملة الدعاية جدلا واسعا على مواقع التواصل وبين اللبنانيين باعتبارها محاولة واضحة لتحدي الجهود اللبنانية والدولية التي تُبذل لحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، بينما يطلق مسؤولو حزب الله حملات مضادة لهذا المسار الذي أكد عليه الرئيس جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، اللذان يتمسكان في الوقت نفسه بالحوار للتوصل إلى تفاهم داخلي بعيدا عن أي صدام داخلي.

وكتب ناشط معلقا على مقطع فيديو دعائي لحزب الله يظهر عناصر الحزب أثناء استعراض تدريباتهم وسلاحهم:

LibanAyla@

حزب الله ينشر ويوجه رسالة إلى رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون.

واعتبر ناشطون أن الحملة الدعائية لحزب الله تشير إلى تمسكه بالسلاح ضاربا عرض الحائط بمصالح البلاد والتعهدات الدولية والاتفاق الذي أبرمه مع إسرائيل المستعدة للعودة الى الحرب في حال لم يلتزم بالاتفاق.

وعلق ناشط على الهجمة الإسرائيلية الأخيرة على جنوب لبنان في حين أن حزب الله بسلاحه وقف عاجزا أمامها:

lakiss_nancy@

استهداف جديد قرب الدامور (بعورتا).

سلاح #حزب_الله الذي باعوه لنا كـ”درع الأمة”، عاجز عن صد العدوان، وعاجز عن حماية الناس، وعاجز حتى عن حفظ كرامة مقاتليه. تحوّل من #مقاومة إلى ذريعة لخراب لبنان، ومن وعد بالتحرير إلى توقيع على الهزائم.

انتهت اللعبة، وبقي السلاح شاهدا.

واعتبر ناشط:

DarineSuccar7@

مع نزع سلاح #حزب_الله_الإرهابي بالقوة، شاء من شاء وأبى من أبى.

وعلق مغرد على مزاعم الحزب التي تطالب الدولة بالتحرك للدفاع عن البلاد بعد أن ورطها في الحرب:

PierreBouAssi@

طالب #حزب_الله الدولة اللبنانية بأن تخرج من موقع المتفرّج العاجز.

مع الرفض القاطع لأي خرق لسيادتنا، أسأل الحزب “ما كان تأثير حرب الإسناد على اللبنانيين وكيف حقق حزب الله توازن الرعب مع #إسرائيل؟”

الدولة ليست متفرجة ولا عاجزة. أنت يا حزب الله ورّطت لبنان وتبيّن أنك عاجز…

#بيار_بو_عاصي

#القوات_اللبنانية #الجمهورية_القوية

وقال آخر:

shimry1000@

إسرائيل تواصل الحرب على ميليشيا حزب الله اللبناني بعد تصريح الإرهابي نعيم قاسم، وبأمر من إيران، برفضه تسليم سلاح الميليشيا للجيش اللبناني، وغارات على مواقع الميليشيا في الجنوب اللبناني واغتيال نائب رئيس الوحدة 4400 حسين نصر باستهداف سيارته.

وبالتوازي مع حملة "سلاحك حصانك" شن مسؤولون في الحزب، على رأسهم النائب حسن فضل الله، هجوما على الإعلام معتبرين أن كل ما يثار بهذا الشأن هو من المحرضين ومواقع التواصل الاجتماعي. وتحدث فضل الله عن “حرب نفسية على المقاومة وبيئتها عبر بث أخبار لا أساس لها.”

بدوره خرج مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا، في حديث لإذاعة “النور” التابعة للحزب، ليقول إن “كلمة نزع السلاح ليست موجودة إلا على وسائل التواصل الاجتماعي… والمحرضين،” معتبرا أن “الحديث فقط عن الإستراتيجية الدفاعية يكون بعد انسحاب إسرائيل ووقف اعتداءاتها، والإستراتيجية تبدأ بتسليح الجيش.”

وتوجّه إلى جمهور “المقاومة” قائلاً “كل ما تسمعونه ‘هوبرات’ لا تتأثروا بها. لا توجد قوة تستطيع نزع السلاح،” مضيفا “ثقوا بحزب الله وقيادته كما كنتم تثقون بسماحة السيد الشهيد (الأمين العام السابق حسن نصرالله).”

وفي إطار الحرب الإعلامية التي أطلقها الحزب على خصومه هدد نائب رئيس المجلس السياسي لـحزب الله، محمود قماطي، بقطع كل يد تمتد إلى سلاح المقاومة،” ليعود بعد ذلك ويوضح أن المستهدفين بكلامه “هم من يشنون عليه الحملات ويطالبون بنزع سلاحه.”

ناشطون يعتبرون أن الحملة الدعائية لحزب الله تشير إلى أنه يضرب عرض الحائط بمصالح البلاد والتعهدات الدولية

وعلق الصحافي علي حمادة على التضارب بين تصريحات المسؤولين في الحزب والدولة اللبنانية، قائلا:

AliNahar@

فيديو -من نصدق؟ الرئيسين عون وسلام أم السيدين قماطي وصفا؟

بعد تهديدات رئيس المجلس السياسي للحزب محمود قماطي، مواقف تصعيدية من المسؤول الأمني الأعلى وفيق صفا!

1- ما في شي اسمو (لا يوجد شيئ اسمه) نزع سلاح.

2- “هُبل وغُشاما” الداخل.

3- الإستراتيجية الدفاعية لا تعني تسليم السلاح.

كذلك كان النائب فضل الله قد شنّ الخميس هجوما على الدولة اللبنانية، معتبرا أن “العدو يستفيد من ضعف الدولة وعجزها وعدم قيامها بمسؤولياتها الكاملة في مواجهة الاعتداءات.”

وربط فضل الله الحوار حول “الإستراتيجية الدفاعية” بـ”وقف الاعتداءات وتحرير الأرض وتحرير الأسرى وإعادة الإعمار، وعندما تنجز هذه الملفات، وعندما تقوم الدولة بمسؤولياتها كاملة في هذه الملفات، وعندما لا يعود دم شعبنا مستباحا ولا أرضنا محتلة ولا بيوتنا مهدمة؛ نأتي لمناقشة القضايا الأخرى، بما فيها الإستراتيجية الدفاعية.”

وترى مصادر مطلعة أن هذه الرسائل التي يبعث بها مسؤولو الحزب عبر الإعلام، وتدور جميعها في فلك سحب سلاح الحزب والإستراتيجية الدفاعية، “موجّهة إلى بيئة الحزب أكثر منها إلى الدولة اللبنانية والمجتمع الدولي بعدما بات الجميع مقتنعا بأن القرار قد اتُّخذ، ومسار حصر السلاح بيد الدولة قد بدأ،” وأضافت أن ما يحصل من تصريحات وحملات دعائية يأتي في خانة “الاستهلاك المحلي تمهيدا لاستيعاب بيئة الحزب التبدلات التي تحصل، ورسائل للداخل بأننا موجودون،” واصفة المواقف بأنها “غير واقعية”.

ولا تخرج هذه الحملات عما دأب عليه حزب الله في هجومه على الإعلام، ففي فبراير الماضي اختار النائب عن حزب الله إبراهيم الموسوي توجيه الانتقادات نحو المؤسسات الإعلامية اللبنانية وتصنيف تغطياتها إلى ثلاثة مستويات.

وفي حديثه لموقع “المنار” التابع للحزب في الأول من فبراير اعتبر الموسوي أن بعض وسائل الإعلام كانت “مقصّرة” في تغطية الأحداث.

وانتقد ” تلفزيون لبنان” الرسمي لاختياره بث الرسوم المتحركة بدلاً من مواكبة التطورات الميدانية.

كما اتهم وسائل إعلام أخرى باتباع أجندات تخدم “العدو”، من خلال تسليطها الضوء على حجم الدمار في القرى الجنوبية، وهو ما وصفه بمحاولة لتشويه صورة “المقاومة” وتحميلها مسؤولية الأضرار.

في المقابل أثنى الموسوي على ما أسماه “الإعلام الملتزم بالهوية الوطنية”، الذي تبنى رواية حزب الله وعكس ما وصفه بـ”الصورة الحقيقية لصمود الأهالي وثباتهم والتفافهم حول خيار المقاومة.”

وتصنيف الإعلام من قبل نائب حزب الله، إلى جانب القيود المفروضة على وسائل الإعلام التي لا تتماشى مع توجهات الحزب، يثير تساؤلات متجددة حول واقع حرية الإعلام في لبنان.

كما يسلط هذا التصنيف الضوء على الضغوط التي تواجه الإعلاميين في نقل معاناة الناس في المناطق الخاضعة لنفوذ الحزب، بعيدا عن السرديات المفروضة التي تخدم أجنداته السياسية.

5