بداية قوية لتدفقات الاستثمار المغامر إلى الأسواق العربية خلال 2025

ارتفاع متوسط حجم الصفقات، مما يعكس زيادة في رأس المال المتدفق إلى الشركات الناشئة الأكبر حجما.
الأربعاء 2025/04/23
أحجام رأس المال الجريء قفزت في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

دبي – رصدت منصة ماغنيت لأبحاث السوق تدفقا لافتا في تدفق الاستثمار الجريء (المغامر) إلى الأسواق العربية منذ بداية عام 2025، في الوقت الذي يعمل فيه المستثمرون على اقتناص الصفقات في المرحلة المبكرة لجمع أموال أقل.

وقفزت أحجام رأس المال الجريء في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال الربع الأول من العام الجاري مدفوعة بتخفيضات أسعار الفائدة التي عززت ثقة المستثمرين.

وجمعت الشركات الناشئة في المنطقة حوالي 678 مليون دولار، ويعتبر هذا أقوى أداء فصلي لها منذ نهاية العام 2023، وفقا لمنصة البيانات ماغنيت، والتي تتخذ من دبي مقرا لها.

وعلاوة على ذلك أشارت المعلومات إلى ارتفاع متوسط حجم الصفقات، مما يعكس زيادة في رأس المال المتدفق إلى الشركات الناشئة الأكبر حجما.

678

مليون دولار جمعتها الشركات الناشئة بالربع الأول من 2025 وهو أقوى أداء منذ نهاية 2023

وأفادت ماغنيت بأن السعودية تصدرت جذب الاستثمارات في المنطقة العربية، واحتلت المركز الأول على مستوى العالم بين الأسواق الناشئة، بعدما استقطبت 391 مليون دولار. فيما جمعت الإمارات نصف هذا المبلغ تقريبا، أي قرابة 195.5 مليون دولار.

وتحدت منطقة الشرق الأوسط التباطؤ الأوسع في جمع الأموال بالأسواق الناشئة، ويعود الفضل في ذلك جزئيا إلى الصناديق السيادية النشطة، وإقامة الفعاليات في الرياض ودبي التي حفزت النشاط.

وأشارت المنصة إلى أن هذا الزخم مهدد الآن، حيث تسبب سياسات التعريفات الجمركية الأميركية حالة من عدم اليقين العالمي، كما قد يؤثر انخفاض أسعار النفط على قرارات الاستثمار في صناديق سيادية مثل صندوق الاستثمارات العامة السعودي.

وقال فيليب بحوشي الرئيس التنفيذي ومؤسس ماغنيت في بيان أوردته وكالة بلومبيرغ الثلاثاء، إن “في مجال رأس المال الجريء، من المرجح أن يؤثر هذا الغموض على ثلاثة مجالات.”

وتطرق في هذا الخصوص إلى تحويل الأموال من المستثمرين (صناديق التقاعد أو الصناديق السيادية) إلى شركات رأس المال الجريء، واستعداد هذه الشركات لاتخاذ قرارات استثمارية في ظل حالة عدم اليقين، وقدرة الشركات الناشئة على جمع التمويل.

وأوضح بحوشي أن قوة رأس المال المحلي والسياسات الحكومية الداعمة للشركات الناشئة ما زالت تمهّد الطريق للنمو طويل الأجل، كما أن القطاعات المدفوعة بالتكنولوجيا تبدو مهيأة لجذب رؤوس أموال جديدة.

وشكل تمويل قطاع التكنولوجيا المالية نحو 57 في المئة من إجمالي رأس المال الجريء الذي تم جمعه في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال الربع الأول، بقيادة جولة تمويلية بقيمة 160 مليون دولار لشركة تابي السعودية.

1.5

مليار دولار، حجم التمويل الذي جمعته الشركات الناشئة في المنطقة العربية وهو ما يُعد انخفاضا بنسبة 29 في المئة مقارنة بالعام السابق

ويؤكد خبراء ماغنيت أن قطاعي برمجيات المؤسسات وتكنولوجيا التعليم شهدا نموا قويا، في حين تباطأ أداء قطاعي التجارة الإلكترونية والتجزئة.

وشملت قائمة الشركات الاستثمارية الأكثر نشاطا في المنطقة بلو بول كابيتال وويلينغتون مانجمنت، بالإضافة إلى شركتي أس.تي.في وحصانة للاستثمار السعودية.

وسجلت المنطقة عددا قياسيا من صفقات الدمج والاستحواذ خلال الربع الأول. وارتفع إجمالي عدد الصفقات الإقليمية إلى 21 صفقة، أي أكثر من ضعف ما تم تسجيله قبل عام، حسب ماغنيت. وتصدرت مصر والإمارات القائمة بواقع تسع صفقات لكل منهما.

وشهدت بيئة تمويل المشاريع الأوسع في الأسواق العربية، كما هو الحال في أي مكان آخر من العالم، تباطؤا في العامين الماضيين، على الرغم من الضجيج المستمر حول الشركات الناشئة التي تقوم بجولات استثمارية ضخمة من أجل جعل أنشطتها أكثر نموا.

وكان تمويل رأس المال الجريء في الشرق الأوسط قد تراجع خلال عام 2024 رغم زيادة عدد الصفقات، حيث حوّل المستثمرون اهتمامهم إلى الاستثمارات التي لا تزال في المراحل الأولى.

وبلغ حجم التمويل الذي جمعته الشركات الناشئة في المنطقة العربية حوالي 1.5 مليار دولار، وهو ما يُعد انخفاضا بنسبة 29 في المئة مقارنة بالعام السابق.

وخلال عام 2023، حصلت السعودية على استثمارات أكبر في رأس المال الجريء من الإمارات، أكبر منافسة لها على المستوى الإقليمي، في سابقة هي الأولى من نوعها، حيث عززت الصناديق المدعومة من الحكومة الإنفاق على القطاع.

11