حماس تبحث في القاهرة أفكارا جديدة للتهدئة وسط تصاعد القصف

غزة (الاراضي الفلسطينية) - أكد قيادي في حركة حماس أن وفدا من الحركة غادر الدوحة متوجها إلى القاهرة لبحث "أفكار جديدة" للتهدئة في قطاع غزة حيث أعلن الدفاع المدني الثلاثاء عن مقتل 26 شخصا على الأقل.
وتأتي هذه الجهود بعد رفض حماس الأسبوع الماضي لعرض إسرائيلي يضمن إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في قطاع غزة.
ولم يُحرز أي تقدم في المحادثات التي استؤنفت مع عودة القصف الإسرائيلي على قطاع غزة في 18 مارس المنصرم بعد هدنة استمرت شهرين.
وقال القيادي الذي فضل عدم الكشف عن هويته إن الوفد "سيجري اجتماعات مع المسؤولين المصريين حول أفكار جديدة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار".
وأوضح أن الوفد "يضم خليل الحية، رئيس الوفد المفاوض وعددا من القيادات".
وفي سياق متصل، أفاد مصدران بأن الوفد الحمساوي سيناقش في القاهرة عرضا جديدا يتضمن هدنة لمدة تتراوح بين خمس وسبع سنوات، بعد إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة ووقف كامل للقتال.
وأضاف المصدران أن إسرائيل، التي رفضت عرضا قدمته حماس في الآونة الأخيرة لإطلاق سراح جميع الرهائن مقابل إنهاء الحرب، لم ترد بعد على مقترح الهدنة طويلة الأمد. وتطالب إسرائيل بنزع سلاح حماس، وهو ما ترفضه الحركة.
وكان السفير الأميركي الجديد لدى إسرائيل مايك هاكابي دعا حماس الإثنين إلى توقيع اتفاق مع إسرائيل والقبول بإطلاق سراح الرهائن مقابل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وأضاف هاكابي "عندما يحدث ذلك، ويطلق سراح الرهائن، وهو أمر طارئ جدا بالنسبة إلينا جميعا، فإننا نأمل بعد ذلك بأن تتدفق المساعدات الإنسانية وتصل من دون عوائق مع العلم أن ذلك سيتم من دون أن تتمكن حماس من مصادرتها".
وتفرض إسرائيل منذ الثاني من مارس الماضي حصارا مُطبقا على قطاع غزة.
وتتهم إسرائيل حماس بالسيطرة على المساعدات وتوزيعها على المقربين منها وهو ما تنفيه الحركة.
وتوسطت قطر مع الولايات المتحدة ومصر في هدنة بين إسرائيل وحماس دخلت حيز التنفيذ في 19 يناير بعد أكثر من 15 شهرا من الحرب التي اندلعت إثر هجوم حماس غير المسبوق على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.
وتضمنت المرحلة الأولى من الاتفاق التي استمرت شهرين، عمليات تبادل لرهائن إسرائيليين في غزة ومعتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية، قبل أن ينهار الاتفاق عقب خلافات بشأن مفاوضات المرحلة الثانية.
وسعت إسرائيل إلى تمديد المرحلة الأولى من الهدنة لكن حماس أصرت على ضرورة البدء بمفاوضات المرحلة الثانية وفق ما تم الاتفاق عليه في إطار المرحلة الأولى.
وبعد جمود المفاوضات، أوقفت إسرائيل دخول المساعدات واستأنفت هجماتها على القطاع والتي أوقعت 1890 قتيلا، وفق وزارة الصحة الفلسطينية التابعة لحماس في قطاع غزة.
ومؤخرا، اقترحت إسرائيل هدنة لمدة 45 يوما مقابل إطلاق سراح عشر رهائن أحياء وهو العرض الذي رفضته حماس الأسبوع الماضي.
والثلاثاء، أعلن الدفاع المدني الفلسطيني مقتل 26 شخصا على الأقلّ في غارات جوية إسرائيلية استهدفت منذ الفجر أنحاء متفرّقة في قطاع غزة.
وقال مدير الإمداد الطبي في الدفاع المدني بغزة محمد المغير إنّ "الاحتلال شنّ عدة غارات جوية عنيفة فجر اليوم الثلاثاء على مدينة غزة وخان يونس ورفح وجباليا".
وأوضح أنّ "5 شهداء سقطوا إضافة لعدد من الإصابات جرّاء قصف طائرات الاحتلال منزلا لعائلة بكر في حيّ الرمال غربي مدينة غزة، بينما سقط شهيدان إثر استهداف من الطيران الحربي لمنزل في منطقة الصبرة غربي المدينة".
وفي بيان لاحق، قال الدفاع المدني "سقط 9 قتلى وأصيب آخرون في منطقة مخيم جباليا، 4 قتلوا في منطقة بئر النعجة غرب المخيم، و5 آخرون بينهم سيدة، بقصف طائرات الاحتلال خيمة تأوي نازحين في منطقة أبو قمر بتل الزعتر شمال شرق المخيم".
وفي جنوب قطاع غزة، أفاد الدفاع المدني بسقوط قتيلين وجريح "في قصف بمسيرة إسرائيلية لمجموعة من المواطنين قرب مفترق صوفا شرق مدينة رفح".
وفي شارع السكة وسط مدينة خان يونستم إحصاء تسعة قتلى وعدد من الإصابات في قصف إسرائيلي استهدف منزلا وفق الدفاع المدني الذي أكد فقدان ستة أشخاص آخرين.
وفي بني سهيلا شرق خان يونس، أعلن الدفاع المدني عن مقتل شخص وإصابة آخرين في قصف خيمة تؤوي نازحين.
من جهته، لفت المتحدّث باسم الدفاع المدني، محمود بصل إلى أنّ الجيش الإسرائيلي "نسف أكثر من عشرة منازل شرقي مدينة غزة وفي رفح"، بينما "أسفرت غارة جوية عن إحراق وتدمير جرافات ومعدات تابعة لبلدية جباليا في شمال القطاع".
كما طال قصف مدفعي إسرائيلي أحياء الدرج والتفاح والشجاعية في مدينة غزة، وفق المصدر نفسه.
أسفر هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 عن 1218 قتيلا، معظمهم مدنيون، وفق تعداد يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
وارتفعت الحصيلة الإجمالية للقتلى في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب إلى 51.266 قتيلا على الأقل، وفقا لوزارة الصحة في غزة.