الشراكة مع بي.واي.دي توسع رهانات أرامكو على النقل النظيف

اتفاقية تهدف إلى تعزيز تطوير التقنيات المبتكرة التي تدعم الكفاءة والأداء البيئي.
الثلاثاء 2025/04/22
شراكة مثمرة

الرياض- أعلنت أرامكو السعودية الاثنين أنها اتفقت مع شركة بي.واي.دي الصينية، الرائدة في تصنيع المركبات الكهربائية والهجينة وبطاريات الطاقة، على بحث الفرص المُثلى للتعاون بشكلٍ وثيق في تقنيات المركبات التي تعمل بمصادر الطاقة الجديدة.

وتهدف الاتفاقية التي وقّعتها ذراع أرامكو للتقنية، وهي شركة تابعة ومملوكة بالكامل لعملاق النفط السعودي، مع بي.واي.دي إلى تعزيز تطوير التقنيات المبتكرة التي تدعم الكفاءة والأداء البيئي.

ويستفيد هذا التعاون من فِرق البحث والتطوير التابعة لاثنتين من الشركات الرائدة عالميًا، بهدف تحقيق ابتكارات في مجال المركبات التي تعمل بمصادر الطاقة الجديدة.

وقال النائب الأعلى للرئيسي المكلف بالتنسيق والإشراف التقني في أرامكو علي المشاري في بيان أوردته الشركة على منصتها الإلكترونية إن هذا التعاون “يعتمد على جهود بحوث التطوير المكثفة التي تبذلها أرامكو لأجل حلول الطاقة الجديدة.”

وأوضح أن أرامكو تستكشف عددًا من الطرق لتحسين كفاءة محركات الاحتراق الداخلي، بدءًا من الوقود المبتكر منخفض الكربون وصولا إلى مفاهيم أنظمة نقل الحركة المتقدمة.

علي المشاري: نحتاج إلى منهجيات متعددة لدعم تحوّل الطاقة عمليا
علي المشاري: نحتاج إلى منهجيات متعددة لدعم تحوّل الطاقة عمليا

وأضاف “دافعنا في جميع تلك الجهود اعتقادنا بوجود حاجة إلى منهجيات متعددة لدعم تحوّل الطاقة بشكل عملي، ولذلك يسعدنا التعاون مع بي.واي.دي في هذا المجال.”

وفي مارس الماضي نقلت بي.واي.دي سباق تطوير البطارية إلى قفزة جديدة بطريقة تتيح شحنها خلال بضع دقائق، لتقدم تحولا مختلفا تماما في مجال يحتل صدارة جبهات ثورة المركبات الكهربائية، في وقت تزداد فيه ضغوط الهواجس البيئية.

وكشفت آنذاك عن نظام شحن بقوة ميغاواط تقول إنه يمكنه شحن سيارة كهربائية بسرعة تماما مثل ملء خزان الوقود، مؤكدة أنها ستبني شبكة في جميع أنحاء البلاد، وهو ما يشعل سباق الشحن الفائق.

وتأتي الخطوة بعد قرابة 15 شهرا من إعلان تويوتا اليابانية عن اقترابها من تصنيع بطارية ذات حالة صلبة تضاعف مدى السير إلى 1200 كيلومتر قبل إعادة شحنها في عشر دقائق فقط.

وتعليقا على الاتفاق مع أرامكو قال النائب الأول للرئيس التنفيذي للشركة الصينية لو هونغبين “لطالما كانت بي.واي.دي على قناعة بأن الإنجازات الحقيقية في الانفتاح والتعاون تتحقق حيث تلتقي طرق الابتكار التقني والكفاءة البيئية.”

وأضاف “نأمل أن تتواءم خبرات أرامكو للتقنية مع قدراتنا المتقدمة في مجال البحوث وتطوير المركبات التي تعمل بالطاقة الجديدة على تجاوز عوائق الجغرافيا والفكر لابتكار الحلول التي تجمع بين الأداء عالي الكفاءة وانبعاثات الكربون المنخفضة.”

وشدد هونغبين على ثقة شركته الأكثر مبيعا للسيارات الكهربائية في العالم بأن ذلك من شأنه أن يدعم الجهود العالمية الرامية إلى مواجهة التحديات المناخية.

واستحوذت أرامكو في يونيو الماضي على 10 في المئة من المشروع المشترك بين شركتي رينو الفرنسية وجيلي الصينية، في إطار اهتمام عملاق النفط بقطاع صناعة السيارات بما يشمل ما يعرف بـ”الوقود الاصطناعي”.

وجاء تأسيس المشروع البالغة قيمته 8.2 مليار دولار في وقت ينصب فيه تركيز معظم الشركات العالمية لتصنيع السيارات على تكثيف رأس المال على التحول إلى المركبات الكهربائية البحتة.

وفي عام 2023 اتفقت أرامكو مع هيونداي الكورية الجنوبية على دراسة أنواع وقود متطورة يمكن استخدامها في محركات هجينة لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

الشراكة تهدف إلى تصميم وتصنيع سيارات كهربائية بالكامل داخل السوق السعودية مع توقعات بتوليد 30 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة بنهاية العقد الحالي

ومن المتوقع أن تجري الشركة السعودية المزيد من عمليات الاستحواذ بعد تلك التي أبرمتها في العامين الأخيرين، بما يعزز محفظة أعمالها في قطاع الطاقة.

وتسعى السعودية إلى ترسيخ مكانتها كمركز إقليمي لصناعة السيارات، مستفيدةً من موقعها الإستراتيجي ورؤية 2030 التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد بعيدا عن النفط.

ومن أبرز المبادرات في هذا السياق إطلاق صندوق الثروة السعودي علامة سير في نوفمبر 2022 كشراكة مع شركة فوكسكون التايوانية بالتعاون مع شركة بي.أم.دبليو الألمانية.

وتهدف تلك الشراكة إلى تصميم وتصنيع سيارات كهربائية بالكامل داخل السوق السعودية مع توقعات بتوليد 30 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة بنهاية العقد الحالي.

وتخطط الحكومة لإنتاج نصف مليون مركبة تعمل بالبطاريات الكهربائية في غضون السنوات الخمس المقبلة عبر مصانع لوسيد التي يستحوذ صندوق الثروة على حصة مسيطرة فيها، وشركة سير مع التركيز على إنشاء محطات شحن ومراكز خدمة وصيانة لدعم التوسع.

ووضعت هدفا طموحا لزيادة نسبة استخدام السيارات الكهربائية من واحد في المئة إلى 30 في المئة خلال خمس سنوات. ومع ذلك تواجه تحديات في البنية التحتية إذ أن عدد محطات شحن السيارات الكهربائية بلغ 101 محطة فقط في 2024.

واكتسبت خططها المزيد من الزخم في وقت سابق هذا الشهر مع تدشين تسلا مبيعاتها في السوق المحلية من خلال شاحنة سايبرترك وسيارة موديل واي المعاد تصميمها ومتاجر مؤقتة ومحطات شحن فائق السرعة في المدن الرئيسية لدعم توسعها.

وتحتدم المنافسة بين تسلا وبي.واي.دي، وهما الأكبر في قطاع صناعة السيارات الكهربائية في العالم، للهيمنة على السوق العالمية. ويضغط النمو السريع للشركة الصينية ونماذجها منخفضة الكلفة على حصة منافستها الأميركية في أسواق رئيسية.

10