موجة انتقادات لنقابة الفنانين السوريين لفصلها سلاف فواخرجي.. عودة إلى القمع

رافضون لمواقف الفنانة السياسية يدافعون عن حريتها في التعبير.
الاثنين 2025/04/21
عنوان مرحلة

رفض الكثير من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي قرار فصل الفنانة السورية سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين رغم مواقفها السياسية المثيرة للجدل، معتبرين أنه يجب على النقابة احترام الفصل بين العمل الفني وحرّية التعبير.

دمشق - يتواصل الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن قرار نقابة الفنانين السوريين شطب قيد الفنانة سلاف فواخرجي من سجلاتها بسبب ما وصفته النقابة بـ“خروجها عن أهدافها”. وتفاوتت ردود الفعل بين من اعتبره تسييساً للعمل النقابي، ومن رأى فيه موقفاً مبرّراً بسبب ما وصفوه بـ“تواطؤ فني مع السلطة”.

وأرجعت النقابة التي يترأسها الفنان مازن ناطور القرار إلى ما وصفته بـ“تنكّرها لآلام الشعب السوري وإنكارها للجرائم”، في إشارة إلى مواقفها المعلنة تجاه النظام السوري السابق، في حين أن الكثيرين انتقدوا هذا القرار معتبرين أنه إعادة إنتاج لممارسات سابقة استنادا إلى مواقف الفنانين السياسة حيث فصلت النقابة تحت الإدارة السابقة الكثير من الفنانين المعارضين للنظام السابق من بينهم جمال سليمان ويارا صبري وأصالة ومكسيم خليل ورئيس النقابة الحالي نفسه مازن الناطور.

وقد رُبط القرار بتصريحات أدلت بها فواخرجي مؤخراً، قالت فيها إن الرئيس السوري السابق بشار الأسد “عاش حياة بسيطة، وكان يمثّل الاستقرار السياسي في البلاد”، معتبرةً أن “المشكلة لا تكمن في الحاكم، بل في الشعب المنقسم”.

وأضافت حينها أن الأسد حكم البلاد “بسياسة دولة ومؤسسات، لا من منطلق ديني”، مشيرةً إلى أن “أيام الثورة الأولى كانت جيدة”، لكنها ترى أنها “اختُطفت لاحقاً من تيارات دينية”، وفق تعبيرها.

وكان أبرز المتضامنين مع فواخرجي زوجها الفنان وائل رمضان، الذي نشر رسالة مطوّلة عبر حساباته الرسمية، وصفها فيها بـ“كليوباترا” و“شهرزاد” و“زنوبيا”، ووجّه انتقادات لاذعة إلى من هاجمها أو شكّك في مكانتها، وكتب في حسابه على فيسبوك:

وائل رمضان

كليوباترا يا ملكة الزمان،

أسمهان الطرب في كل مكان،

شهرزاد أنتِ وللحب عنوان.

يا من أضفتِ للحياة أطياف وألوان، ويا من خصّك ربنا الرحيم الرحمن بعبق السمو وعشق الصدق مهما كانت الأثمان، حقاً صديقتي لا كرامة لنبيٌ في وطنه ولا عبرة للميزان.

لكن اعلمي يا زنوبيا بأن جوليا دومنا بعض منك وبلقيس أنت إن آن الأوان وحيث تدوسين يتشرّف الوضيع أن يسجد برأسه من بني إنسان…

وقال ناشط متضامنا مع الفنانة:

HAIDARA_3THMAN@

أنت أفضل من أن تكوني فيها يا سيدة سلاف، لم يعجبهم قولك للحقيقة.

كل الاحترام والدعم والتقدير لشخصك الراقي وقولك الصادق.

#سلاف_فواخرجي

واستنكر آخر صمت الفنانين على قرار النقابة:

ABDALLAH_B2@

غريب هو الصمت المُستنكر من نجوم #سوريا بعد شطب اسم #سلاف_فواخرجي من نقابة الفنانين، علمًا أنها دعت مرارًا إلى عدم التعرّض لأي فنان معارض أيام النظام السابق..

ومهما كانت أعذار السلطة الحالية، فهذا يبقى قرارًا جائرًا ينافي مفهوم الحرّيات، لكن أين النجوم من ظلم زميلتهم؟ وأين أصواتهم؟

في المقابل عبر آخرون عن استيائهم من مواقف فواخرجي واستهتارها بمشاعر ذوي آلاف الضحايا الذين لا يعرفون مصير أبنائهم الذين اختفوا في سجون الأسد، بالإضافة إلى نهبه أموال البلاد وتهريبها خارج البلاد. وقال أحدهم معلقا على مقطع فيديو:

Abedelshoubaki@

أنا بكل صراحة احترت أحدّد موقفي من #سلاف_فواخرجي! هل هي فعلاً ساذجة وغبيّة أم بتتعمد استفزاز الناس؟ هل يُعقل تمدح “بساطة” منزل الرئيس بينما ثروته المهرّبة للخارج قدرت بأكثر من 16 مليار دولار! هل يُعقل تقتنع بأن “رجل أعمال” ممكن يصف 1200 سيارة بقصر رئاسي؟!

وكتبت ناشطة:

Qamar_qr7@

حتى سلاف فواخرجي إلي الكل يعرف أنها شبيحة نص السوريين المنبطحين زعلوا على عزلها وقالوا هذا رأيها وحرية شخصية ما بالك إذا سجنوا شخص مو مكشوف زي سلاف وقتها عواهم رح يوصل قبرص.

وهناك من عبّر عن رفضه لمواقفها السياسية، وفي نفس الوقت اعتبروا أنه لا يجب فصلها من النقابة. وانتقدت الفنانة ناندا محمد قرار الشطب في منشور لها على فيسبوك، واصفةً إياه بأنه “غبي ومسيء”، رغم أنها لا تتفق مع فواخرجي سياسيا، معتبرة أن النقابات ليست جهة مخوّلة لمحاكمة الفنانين على خلفية مواقفهم أو قناعاتهم.

وفي مصر، عبّر عدد من الفنانين والنقاد عن تضامنهم معها، حيث كتبت الفنانة وفاء عامر:

wafaaamer0@

سلاف فواخرجي شطبت عضويتها نقابة سوريا أهلا بيها وسط زملائها وحبايبها، فنانة عظيمة وثروة لا يقدرها إلا من يفهم في الماس.

وأكّد الناقد طارق الشناوي رفضه للقرار، مشدّداً على ضرورة أن تبقى النقابات الفنية على مسافة واحدة من جميع أعضائها، بعيداً عن الحسابات السياسية والانقسامات.

كما عبّر الإعلامي المصري خالد منتصر عن استغرابه من قرار النقابة، وكتب قائلا “الفنان كالوشم… لا يُمحى، ومرحباً بكِ يا سلاف في أحضان مصر”.

وأعلنت إدارة مهرجان “همسة” الدولي للآداب والفنون، الذي يُقام سنوياً في القاهرة، عن تكريم سلاف فواخرجي ضمن دورته الثالثة عشرة، التي تُقام هذا العام تحت اسم الفنان الراحل سامي العدل.

وقال رئيس المهرجان الكاتب فتحي الحصري، إن “مصر ترحّب دائماً بالمبدعين من الأشقاء العرب”، مشددا على أن التقدير الفني لا يجب أن يتأثر بالاختلافات السياسية.

وكانت فواخرجي قد نشرت قبل ذلك منشورا عبّرت فيه عن موقفها مما وصفته بـ“المرحلة الجديدة” التي تعيشها سوريا بعد سيطرة فصائل المعارضة على العاصمة دمشق.

وفي هذا المنشور، تحدّثت عن مراجعتها لمواقفها السابقة، مؤكدة أنها لم تدّعِ يوماً امتلاك الحقيقة المطلقة، بل كانت تعبّر عن رأيها بما تراه صوابا، حتى وإن اختلف معها الآخرون.

وأشارت إلى أنها لطالما دعت إلى حقن الدم السوري، لكن بعض الأصوات، بحسب تعبيرها، رفضت الاستماع لهذا النوع من الخطاب وفضّلت التركيز على تخوينها وتجريمها فقط.

وأكّدت فواخرجي تمسكها بحقها في عدم التراجع قسرا عن آرائها، موضحةً أنها لم تسارع إلى تقديم اعتذارات أو اتخاذ مواقف استرضائية، مضيفة “لم أرَ الصواب بعد، لكنني أتمناه.”

كما أشارت إلى أن البعض طالبها بحذف صورها ومواقفها السابقة، في إشارة إلى الصور التي جمعتها بمسؤولين من النظام السوري السابق، لكنها اعتبرت أن “محو الصور لا يُلغي التاريخ”، مؤكدة أن تلك المرحلة، بما لها وما عليها، تبقى جزءاً من تاريخ سوريا. وأضافت “أحترم كل لحظة مضت، وسأحترم كل لحظة جديدة.”

ووجّهت رسالة ضمنية إلى الإدارة السورية الجديدة، قالت فيها “لا أعتقد أن الحكم الجديد سيكون ظالماً أو مستبداً كما يُروّج البعض”، معربةً عن أملها في استعادة الجولان المحتل، قبل أن تختم بالقول “عاشت سوريا، وعاش السوريون موحّدين، مسالمين، غير مقسّمين… وشكراً لحقن الدماء.”

كما نفت شائعة زواجها من الرئيس السوري السابق بشار الأسد، التي انتشرت مؤخرا على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد تداول وثيقة تزعم ارتباطها به رسميّاً.

وكتبت فواخرجي عبر حسابها الرسمي على إكس ساخرة:

sfawakherji@

لا تواخذونا … عملناها عالضيق … ماعزمنا حدا

هل تستطيعون أن تكونوا نبلاء لمرة واحدة على الأقل؟

هل تستطيعون أن تناقشوا أفكارا دون الطعن بالشرف

الذي لا يتوقف عنده إلا كل من لديه عقدة فيه؟

هل تستطيعون أن تخرجوا عقولكم خارج غرف النوم؟

 

وأشارت إلى أن الوثيقة المتداولة مليئة بالأخطاء، كإدراج خانة لم تكن موجودة أصلا في السجلات الرسمية السورية، بالإضافة إلى معلومات غير دقيقة عن اسم والدها وتاريخ ولادتها. وأكدت فواخرجي أنها لم تُطلّق ولن تُطلّق من زوجها الفنان وائل رمضان.

5