استجابة المدنيين في الفاشر لنداءات المغادرة تربك الجيش السوداني

قوات الجيش المرابطة في المدينة تتحرك لثني المدنيين عن الخروج.
الاثنين 2025/04/21
النزوح خيار الضرورة

الخرطوم - أربكت استجابة الآلاف من المدنيين للنداءات الموجهة إليهم بمغادرة مدينة الفاشر، الجيش السوداني والحركات المسلحة الحليفة له، لما يعنيه ذلك من سحب لأهم ورقة كانت تحول دون مضي قوات الدعم السريع في خططها للسيطرة على المدينة الإستراتيجية، خشية التكلفة البشرية وما قد تخلفه من ردود فعل دولية يصعب احتواؤها.

وتحركت قوات الجيش المرابطة في المدينة لثني المدنيين عن الخروج، ووجهت الفرقة السادسة مشاة، الأحد رسالة للمواطنين تحضهم فيها على عدم المغادرة بداعي “الحرص على سلامتهم وعلى ما تبقى من ممتلكاتهم”، مع أن البقاء قد يكون الأكثر كلفة حيث باتت المدينة اليوم في قلب الصراع السوداني.

وسبق وأن اتهمت قوات الدعم السريع الجيش وحلفاؤه باستخدام المدنيين في الفاشر كدروع بشرية، في الصراع الدائر حول عاصمة شمال دارفور.

وفي خطوة بدت عملية وجهت حركات مسلحة قريبة من قوات الدعم السريع، في الأيام الأخيرة الماضية دعوات للسكان في المدينة للمغادرة، وأبدت تلك الحركات استعدادها لتوفير ممرات آمنة لهم.

قال رئيس حركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي، الهادي إدريس، السبت، إنهم يخططون لإجلاء ما يزيد عن 100 ألف أسرة من مدينة الفاشر، والمعسكرات المحيطة بها خلال الأيام المقبلة، معتبرًا إفراغ المدينة من كامل السكان السبيل الوحيد للحفاظ على أرواحهم، في ظل تعذر التوصل إلى وقف لإطلاق النار أو هدنة، لإصرار الأطراف على الحرب واستخدام المدنيين كدروع بشرية.

ووصف إدريس إخراج مواطني مدينة الفاشر والمعسكرات المحيطة بها من خطوط النار بأنه “أكبر عملية إجلاء حدثت في التاريخ من مناطق خط النار إلى أماكن أكثر أمنا.”

كشفت حركة جيش تحرير السودان عن استقبال المناطق الخاضعة لسيطرتها في دارفور أعدادا كبيرة من النازحين

من جهتها كشفت حركة جيش تحرير السودان بقيادة عبدالواحد نور، عن استقبال المناطق الخاضعة لسيطرة الحركة في ولاية شمال دارفور، أعدادا كبيرة من النازحين جراء الاشتباكات المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وسيطرت قوات الدعم السريع في 14 أبريل الجاري على مخيم زمزم الواقع على بُعد 12 كيلومترًا جنوب غرب الفاشر، بعد اشتباكات استمرت ثلاثة أيام، أسفرت عن مقتل نحو 400 نازح، بينهم نساء وأطفال وعمال إغاثة، وفقًا للأمم المتحدة.

وقال رئيس السلطة المدنية في مناطق سيطرة حركة تحرير السودان، مجيب الرحمن محمد الزبير، بوصول 3 ملايين شخص إلى مواقع سيطرة الحركة في شمال دارفور، وتوقّع في تصريح لموقع ”سودان تربيون” زيادة الأعداد مع استمرار تدفّق الفارين بصورة يومية إلى مواقع الحركة.

ولفت إلى أن الوضع الإنساني في غاية السوء بسبب زيادة أعداد النازحين الذين وصلوا المنطقة بنحو يفوق إمكانيات الحركة. وأشار إلى إطلاق الحركة نداءً إنسانيًا لإغاثة النازحين وتقديم المساعدات الضرورية بأسرع ما يمكن حتى لا تحدث كارثة أكبر.

وأعلن عن تواصل الحركة مع المنظمات الدولية ووكالات الأمم المتحدة لإيصال المساعدات لهذه المناطق خلال الفترة القادمة.

وحسب منظمة الهجرة الدولية إن اجتياح مخيم زمزم أدى إلى فرار ما يصل إلى 80 ألف أسرة – نحو 400 ألف فرد – منها 30 ألف أسرة نزحت إلى الفاشر، و36 ألف أسرة هربت إلى طويلة، بينما توزعت البقية في مناطق بشمال ووسط دارفور.

ويقول حقوقيون إن خروج المدنيين قد يكون الحل الأقل تكلفة بشريا، في ظل الوضع الميداني الراهن.

وتصر قوات الدعم السريع على السيطرة على الفاشر، بعد خسارتها العاصمة الخرطوم، ومناطق إستراتيجية أخرى وسط البلاد.

وقال هادي إدريس، “الدعم السريع والجيش والحركات في صراع مسلح. الجيش ظل يهاجم الدعم السريع في الخرطوم، والدعم السريع أيضًا له الحق في الهجوم على أي منطقة أخرى، وبدون اتفاق على وقف العدائيات لن نستطيع أن نلزم طرفًا بوقف الهجمات، والصحيح الآن هو أن نطالب بإجلاء المدنيين إلى مناطق أكثر أمنًا بدلًا من الدعوة لفك الحصار.”

2