السفينة الأميركية "ماونت ويتني" ترسو في طرابلس قبل مناورات الأسد الأفريقي

سياسيون وعسكريون يلتقون الوفد الأميركي على متن السفينة.
الاثنين 2025/04/21
الزيارة تشمل طرابلس وبنغازي

أعلنت السفارة الأميركية لدى ليبيا الأحد عن وصول السفينة الحربية الأميركية "يو إس إس ماونت ويتني" إلى ميناء طرابلس، وذلك بعد توقفها في تونس، قبل أقل من يوم على انطلاق مناورات الأسد الأفريقي في تونس بقيادة الولايات المتحدة.

طرابلس - أثار وصول السفينة العسكرية الأميركية “ماونت ويتني” إلى شاطئ العاصمة طرابلس، أمس الأحد، تساؤلات بشأن هذه القطعة العسكرية التي حملت على متنها نائب الأدميرال جيه تي أندرسون، قائد الأسطول السادس للبحرية الأميركية، والمبعوث الأميركي إلى ليبيا ريتشارد نورلاند، والقائم بالأعمال جيريمي برنت.

ويقول مراقبون إن هذه الزيارة، التي ستشمل مدينة بنغازي أيضًا، تأتي قبل 48 ساعة من مشاركة ليبيا في أكبر المناورات العسكرية “الأسد الأفريقي”، بقيادة الولايات المتحدة وتحتضنها تونس خلال الفترة من 22 إلى 30 أبريل الجاري، حسبما سبق أن أعلنت وزارة الدفاع التونسية، بينما لم يصدر تعليق رسمي ليبي بشأن هذه المناورة.

وقالت السفارة الأميركية لدى ليبيا، في بيان، إن وصول السفينة الحربية إلى ميناء طرابلس، يأتي في إطار زيارة رسمية تهدف إلى تعزيز التعاون الثنائي في مجالات الأمن والدفاع.

سفينة "ماونت ويتني" تعمل ضمن الأسطول السادس دعمًا لمصالح الأمن القومي الأميركي في أوروبا وأفريقيا

وأشارت السفارة إلى أن زيارة الوفد الأميركي تشمل العاصمة طرابلس ومدينة بنغازي، حيث من المقرر عقد سلسلة من اللقاءات مع مسؤولين ليبيين لبحث سبل تعزيز التعاون الأمني بين الولايات المتحدة وليبيا، والمساهمة في دعم الاستقرار الإقليمي، مؤكدة أن هذه الزيارة تعكس التزام الولايات المتحدة المستمر بدعم وحدة ليبيا وسيادتها، والعمل على بناء شراكات إستراتيجية في المنطقة بما يخدم مصالح الشعب الليبي ويعزز الأمن في البحر المتوسط وشمال أفريقيا.

وشارك في اللقاء من الجانب الليبي كل من رئيس الأركان العامة الفريق أول ركن محمد الحداد، وعضو المجلس الرئاسي عبدالله اللافي، والمكلَّف بتسيير شؤون وزارة الخارجية والتعاون الدولي الطاهر الباعور، ووكيل وزارة الدفاع عبدالسلام الزوبي، ومستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء إبراهيم الدبيبة، ورئيس ديوان المحاسبة خالد شكشك.

وأفادت سفارة الولايات المتحدة لدى ليبيا أن لقاء الوفد الأميركي مع المسؤولين الليبيين “ركز على سُبل تعزيز العلاقات العسكرية بين الولايات المتحدة وليبيا، ودعم الجهود الليبية الرامية إلى تحقيق التكامل العسكري.”

وأضافت أن اللقاء يأتي في إطار تأكيد “الولايات المتحدة التزامها بشراكة قوية مع الشعب الليبي في المجالات الأمنية والاقتصادية والسياسية، دعمًا للاستقرار والازدهار في ليبيا.”

وأجرى اللافي والحداد والزوبي والدبيبة وشكشك والباعور جولة على متن السفينة للاطلاع على مكوناتها بحسب صور نشرته السفارة الأميركية عبر حسابها على “فيسبوك.”

ووفق بيانات رسمية أميركية، فإن “ماونت ويتني” هي سفينة قيادة وتحكم من فئة “بلو ريدج”، وتتمركز في قاعدة بحرية بمدينة “جيتا” الإيطالية بطاقم مشترك من البحارة الأميركيين وبحارة الخدمة المدنية التابعين لقيادة النقل البحري العسكري في منطقة عمليات الأسطول الأميركي السادس.

وتعمل السفينة الحربية ضمن الأسطول السادس “دعمًا لمصالح الأمن القومي الأميركي في أوروبا وأفريقيا،” الذي يؤدي “دورًا رئيسيًا في الأمن البحري والتعاون بجميع مسارح البحر الأبيض المتوسط وأفريقيا.”

وتدير الأسطول الأميركي السادس، الذي يوجد مقره في مدينة نابولي بإيطاليا، تشكيلة كاملة من العمليات المشتركة والبحرية، بالتنسيق مع الشركاء الحلفاء ووكالات متعددة، لتعزيز المصالح الوطنية الأميركية والأمن والاستقرار بأوروبا وأفريقيا، حسب السفارة الأميركية في تونس.

واشنطن أدرجت زيارة قائد الأسطول السادس للبحرية الأميركية إلى طرابلس وبنغازي لمناقشة سبل التعاون مع ليبيا

وحطت سفينة “ماونت ويتني” رحالها في تونس، الأسبوع الماضي، في إطار ما قالت السفارة الأميركية إنها “زيارة مبرمجة تهدف إلى تعزيز الشراكة الراسخة بين الولايات المتحدة وتونس”.

وكانت القوات البحرية التونسية قد تسلمت، خلال هذه الزيارة، زورقي خفر سواحل من فئة آيلاند بطول 110 أقدام (34 مترًا)، نقلتهما الولايات المتحدة.

وأدرجت واشنطن زيارة قائد الأسطول السادس للبحرية الأميركية ونورلاند وبرنت إلى طرابلس وبنغازي لـ”مناقشة سبل التعاون الأمني بين الولايات المتحدة وليبيا، وتعزيز الأمن الإقليمي، وتأكيد دعم الولايات المتحدة وحدة ليبيا.”

وفي وقت سابق، كشف قائد قيادة الولايات المتحدة لأفريقيا (أفريكوم)، الجنرال مايكل لانغلي، عن “مساعٍ أميركية نحو دفع الليبيين من أجل تعزيز اعتمادهم على أنفسهم لبناء جيش موحد يخضع للسيطرة المدنية، ويحفظ السيادة الليبية، ويعزز أمن الحدود، ويحارب الهجرة غير النظامية والإرهاب العابر للحدود،” وفق بيانه أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأميركي.

وتحدث المسؤول العسكري الأميركي حينها عن أن “التنافس بين الفاعلين الأمنيين في شرق ليبيا وغربها يؤثر على تطور البلاد واستقرارها، ويهز أحيانًا أسواق الطاقة العالمية،” منبها إلى أن “إعادة التوحيد الوطني يجب أن يأتي من الشعب الليبي.”

وذهب إلى الحديث عما أسماها “خطوات مدروسة ومحدودة” من قِبل “أفريكوم” من أجل “دعم جهود التكامل الأمني المتعدد الأطراف، لتعزيز الظروف المواتية للمصالح الأميركية.”

4