نجاح أمني في إنقاذ تونس من أكبر عملية لترويج المخدرات

حجز أكثر من مليون قرص مخدر موجه إلى المؤسسات التربوية.
الاثنين 2025/04/21
يقظة أمنية عالية

تونس - حقق الأمن التونسي نجاحا جديدا في مجال مكافحة المخدرات والتصدي لترويجها في المجتمع، بعد إحباط توزيع أكبر عملية ترويج مخدّرات كانت موجهة إلى الأوساط التربوية في البلاد.

وأكّد المتحدّث الرسمي باسم الإدارة العامة للحرس الوطني في تونس العميد حسام الدين الجبابلي أن الوحدات الأمنية التابعة للحرس الوطني تمكّنت من تفكيك شبكة دولية تنشط في مجال ترويج المواد المخدرة، وحجز أكثر من مليون و200 ألف قرص مخدر من نوع “إكستازي” بقيمة تتجاوز 40 مليون دينار (13.39 مليون دولار)، إلى جانب عدد من السيارات الفاخرة استعملت في عمليات النقل ومبالغ مالية.

وأضاف، خلال نقطة إعلامية انتظمت مساء السبت في مقر الإدارة العامة للحرس الوطني بالعوينة، أنّ حجز هذه الكمية الضخمة من المخدر المذكور جعل هذه العملية الأكبر في تاريخ تونس، ومن بين أكبر العمليات على المستوى العالمي حسب الإحصائيات الدولية، مشيرا إلى أنّه تمّ إيقاف مجموعة من الأشخاص، وأنّ العملية لا تزال متواصلة.

خليفة الشيباني: الكميات المحجوزة تستهدف مليونين و400 ألف شخص
خليفة الشيباني: الكميات المحجوزة تستهدف مليونين و400 ألف شخص

كما أوضح الجبابلي أنّ هذه العملية تمّت بناءً على معلومات دقيقة توفرت لدى إدارة الاستخبارات والأبحاث بالحرس الوطني، مفادها اعتزام شبكة دولية تنشط في مجال المخدرات ترويج أقراص مخدرة من نوع “إكستازي” في الأوساط التربوية والشبابية والطلابية، مبينا أنه تم تنفيذ هذه العملية النوعية المشتركة بين مختلف الوحدات انطلاقا من إحدى معتمديات ولاية (محافظة) نابل (شمال)، وتم إيقاف أطراف من الوفاق المذكور.

ولفت إلى أنّ العملية كانت انطلقت منذ أربعة أشهر، وأنّ الوحدات الأمنية قامت بالأعمال التحضيرية والاستخباراتية، لتتولى صباح السبت إيقاف العناصر المتورطة وحجز كمية المخدرات المذكورة، ومباشرة الأبحاث في قضية عدلية مفادها التوريد والتوسط والترويج لأقراص مخدرة وغسل الأموال، مضيفا أنّ عملية إحصاء كمية المحجوز ما زالت متواصلة، وأنّه يمكن الإفادة بالمزيد من التفاصيل في الأيام القادمة، خاصة حول قيمتها التي قد تتجاوز الـ40 مليون دينار (13.39 مليون دولار)، مبينا أنّ الفرقة المركزية لمكافحة المخدرات بالإدارة الفرعية للأبحاث في إدارة الاستخبارات والأبحاث بالحرس الوطني مكلفة بمتابعة الموضوع، وإذا توفرت معطيات جديدة فسيتم تقديمها لاحقا إلى الرأي العام.

وأكد الجبابلي أنّ هذه العملية الأمنية تتنزّل في إطار الحرب المتواصلة بلا هوادة على المخدرات، وفي إطار الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الجريمة المنظمة، لاسيما منها جرائم تهريب وترويج المواد المخدرة، مبيّنا أنّ ما تمّ حجزه يضاهي حصيلة ما يتم حجزه في سنة كاملة بدول عربية أو أوروبية أو حتى في القارة الأميركية.

وقال الجبابلي، منذ إعلان رئيس الجمهورية قيس سعيد شن حرب على المخدرات، تجندت الوحدات الأمنية من أمن وحرس وطنيين ومختلف الأسلاك الأخرى في إطار أعمال مشتركة، لكسب هذه الحرب، معتبرا أنّ هذه العملية هي بمثابة “ضربة قاصمة” في صفوف مروجي المخدرات وأباطرة ترويجها.

وأوضح أنّ العملية تمت بكل حرفية وبدقة عالية، وبتنسيق عال من طرف الوحدات الأمنية، مشددا على أهمية المعلومات التي توفرت لإدارة الاستعلامات والأبحاث بالحرس الوطني، وأشار إلى أن من تمّ إيقافهم يحملون الجنسية التونسية ومن غير المستبعد أن يتم الكشف خلال الأبحاث الجارية عن أطراف أجنبية منخرطة في هذا الوفاق الإجرامي، باعتبار أن الشبكة دولية.

العملية تمّت بناءً على معلومات توفرت لدى إدارة الاستخبارات تؤكد اعتزام شبكة دولية تنشط في مجال المخدرات ترويج أقراص مخدرة في الأوساط التربوية والشبابية والطلابية

وعن التنسيق مع دول أخرى لكشف بقية عناصر الشبكة قال الجبابلي إنّه على مدى السنوات الماضية وحتى منذ بداية السنة الجارية تقوم مختلف أجهزة وزارة الداخلية التي تعنى بهذا الموضوع بالتنسيق مع الجهات الأجنبية للكشف عن الشبكات الإجرامية الدولية، بما يؤكد وجود تنسيق وتواصل مستمر مع الأجهزة الرسمية الأجنبية في هذا الاتجاه.

ويناهز عدد السجناء الموقوفين في قضايا المخدرات في تونس ثلث إجمالي الموقوفين في السجون، وفق تقديرات منظمات غير حكومية.

وأفاد المحلل السياسي والخبير الأمني خليفة الشيباني بأن “هذا النجاح الأمني يؤكد يقظة الوحدات الأمنية في إحباط عملية ترويج مخدرات كانت تستهدف الأوساط التربوية، وهذا ما يعكس وجود مؤامرة على تونس.”

وأكد في تصريح لـ”العرب” أن “هذا النوع المحجوز يعتبر سعره مناسبا وأقل من سعر بقية أنواع المخدرات حيث يقدر سعر القرص الواحد بين 30 و40 دينارا، ومن الممكن أن يستهلك شخصان قرصا واحدا (أي أن المحجوز كان يستهدف مليونين و400 ألف شخص)، لكن تأثيره كبير ويتسبب في إثارة العنف والجريمة والفوضى ويستخدم حتى عند الشبكات الإرهابية.”

وتابع خليفة الشيباني “أقصر طريق لتدمير المجتمعات هي المخدرات، واختلاف الألوان في كمية المخدرات المحجوزة فيه نوايا لإغراء الشباب والإقدام على استهلاكها.”
ويرى مراقبون أن تجارة المخدرات شهدت تطورا لافتا، حيث تحولت تونس من منطقة عبور لتجار ومهربي المخدرات بين الجزائر وليبيا أو بين أوروبا والجزائر أو بين تونس وتركيا، إلى سوق سوداء لمختلف المواد المخدرة وخاصة القنب الهندي، والأقراص المخدرة بكل أصنافها وأنواعها.

4