دبي تعبّد طرقها لاستقبال سيارات أجرة أبولو غو ذاتية القيادة

دبي - أعلنت هيئة الطرق والمواصلات في دبي الأحد أنها أبرمت مذكرة تفاهم مع شركة أبولو غو التابعة لمجموعة بايدو الصينية لإطلاق التجارب التشغيلية لمركبات أجرة ذاتية القيادة في 2025.
وتعتبر هذه المبادرة أول توسع دولي لشركة أبولو غو خارج البر الرئيسي الصيني وهونغ كونغ، لتعبد بذلك طريقها من خلال الدخول إلى أسواق الشرق الأوسط.
وبالنسبة إلى الشركة الصينية تعد الشراكة مع هيئة الطرق والمواصلات بمثابة تقدم كبير نحو تحقيق المزيد من الذكاء والاتصال من أجل النقل الحضري.
وتهدف أبولو غو إلى إحداث ثورة في التنقل الحضري من خلال توفير حلول النقل الآمنة والفعالة والذكية. ولئن اعتمدت مدن العالم وسائل النقل الذكية، فإن توسع بايدو إلى دبي يشكل خطوة واضحة لجعل التنقل المستقل واقعا على المستوى العالمي.
وذكرت الهيئة في بيان أن “الشركة ستقوم بالتشغيل التجريبي لخمسين مركبة ذاتية القيادة خلال الأشهر القادمة تمهيدا للتشغيل الرسمي وإطلاق الخدمة للجمهور في عام 2026.”
ودبي تشكل نقطة دعم مبادرات المركبات ذاتية القيادة منذ سنوات، ما يجعلها بديلاً مثاليًا عن التوسع الدولي لمركبة أبولو غو، حيث توفر البنية التحتية الذكية للمدينة والمشاركة فيها بالابتكار قاعدة صلبة لخدمات التنقل المستقلة.
ونقل البيان عن مطر الطاير المدير العام ورئيس مجلس المديرين في الهيئة قوله “المذكرة تعد خطوة مهمة في تحقيق إستراتيجية دبي للتنقل الذكي ذاتي القيادة.”
وأضاف “التنقل ذاتي القيادة أصبح أمرا واقعا، والشركات العالمية تسرع الخطى لتطوير التكنولوجيا والبرمجيات المتعلقة بعمل المركبات ذاتية القيادة، فيما تعمل الحكومات ممثلة في الهيئات المعنية بترخيص تشغيل المركبات ذاتية القيادة ووضع التشريعات والقوانين المنظمة لتشغيلها.”
ووفقا للهيئة، سيتم التشغيل الفعلي للخدمة في العام المقبل، على أن يتم تحويل ربع إجمالي رحلات التنقل في دبي إلى رحلات ذاتية القيادة من خلال وسائل المواصلات المختلفة.
وفي هذا الإطار ستنشر أبولو غو 100 مركبة ذاتية القيادة بالكامل في المناطق الحضرية في الإمارة بنهاية 2025، باستخدام الجيل السادس من الروبوتات آر.تي 6، التي تم تطويرها خصيصًا لخدمات النقل الآلي، إذ تتمتع المركبات بتصميم أكثر أمانا وذكاءً وراحة.
ومن المقرر أن يصل الأسطول إلى أقل من ألف مركبة بحلول العام 2028، ما يدعم هدف حكومة الإمارة الخليجية المتمثل في توفير 25 في المئة من وسائل النقل المستقلة بحلول نهاية العقد الحالي.
وكانت شركة كروز، وهي وحدة السيارات ذاتية القيادة التي تدعمها شركة جنرال موتورز الأميركية ومعظمها مملوك لها، قد أبرمت في أوائل 2021 صفقة لبدء تشغيل سيارات الأجرة ذاتية القيادة في دبي عام 2023.
التشغيل الفعلي للخدمة سيتم في العام المقبل، على أن يتم تحويل ربع إجمالي رحلات التنقل في دبي إلى رحلات ذاتية القيادة من خلال وسائل المواصلات المختلفة
ويتوقع أن تصل العوائد الاقتصادية السنوية للإستراتيجية التي أطلقها حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في عام 2016 في هذا المجال، والتي تعد الأولى على مستوى المنطقة العربية والعالم، إلى قرابة 6 مليارات دولار.
وتشمل العوائد المتوقعة من هذه الإستراتيجية جوانب متعددة تتضمن خفض تكاليف التنقل وانبعاثات الكربون والحد من الحوادث ورفع إنتاجية الأفراد وتوفير مئات الملايين من الساعات المهدورة في التنقل بالوسائل التقليدية.
وسيؤدي تطبيقها إلى تقليل تكاليف التنقل بنسبة 44 في المئة بما يعادل 245.5 مليون دولار، كما سيتم توفير 13.9 مليار دولار عبر خفض التلوث البيئي بنسبة 12 في المئة، إضافة إلى توفير 4.9 مليار دولار عبر رفع كفاءة قطاع التنقل داخل الإمارة بنسبة 20 في المئة.
وفي الواقع هناك تنافس قوي بين دبي وإمارة أبوظبي لاحتضان السيارات ذاتية القيادة؛ حيث تعدان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سبّاقتين في استخدام هذه التكنولوجيا المتقدمة في التنقل.
وفي وقت سابق هذا الشهر أطلقت شركة أوتو غو، المتخصصة في حلول التنقل الذاتي والتابعة لمجموعة كينتسوجي القابضة وتتخذ من الإمارات مقرا لها، تجاربها التشغيلية لخدمة روبو تاكسي في أبوظبي، تمهيدا لبدء العمليات الكاملة بحلول عام 2026.
وتأتي الخطوة في إطار شراكة إستراتيجية مع أبولو غو بهدف إدخال الجيل الجديد من تقنيات التنقل إلى طرق العاصمة أبوظبي.
وتجري التجارب التشغيلية لروبو تاكسي بالتنسيق مع مركز النقل المتكامل في أبوظبي، لضمان توافق الخدمة مع إستراتيجيات النقل المحلية واللوائح التنظيمية ومتطلبات البنية التحتية، وذلك في إطار جهود الإمارة لتعزيز التنقل الذكي.