زيارة قيس سعيد تحتوي غضبا على مقتل طلاب بسبب انهيار جدار معهد

الرئيس التونسي يتعهد بتوفير الخدمات ومواطن الشغل لسكان المزونة.
السبت 2025/04/19
في انتظار تحقيق المطالب

أكد الرئيس التونسي قيس سعيد في زيارته إلى منطقة المزونة وسط تونس، العملَ على تحسين الخدمات الاجتماعية عبر توفير مواطن الشغل ومركز استشفائي للمنطقة المهمّشة، وذلك بعد "غضب" سكان المنطقة على خلفية وفاة ثلاثة طلاب وجرح آخرين بعد سقوط جدار معهد في المنطقة.

المزّونة  (تونس) - تعهّد الرئيس التونسي قيس سعيد لدى زيارته منطقة المزونة التابعة لمحافظة (ولاية) سيدي بوزيد (وسط)، بتوفير الخدمات الصحيّة ومواطن الشغل لسكان المنطقة، وسط غضب شعبي على إثر وفاة طلاب بسبب انهيار جدار معهد منذ أيام.

ويقول مراقبون سياسيون، إن الزيارة تأتي في إطار تخفيف حدّة التوتر القائمة في الأيام الأخيرة على خلفية وفاة عدد من الطلاب إثر انهيار جدار معهدهم، رافقه احتجاج من سكان المنطقة على تردي الخدمات الاجتماعية ونقص المرافق الأساسية.

ويضيفون أن الزيارة تأتي أيضا تلبية لنداء توجّه به أهالي المزونة للرئيس سعيد، طالبوه فيه بزيارتهم ومواساة عائلات الضحايا، فضلاً عن الاهتمام بتنمية المنطقة التي تعيش تهميشا متواصلا منذ سنوات.

وزار الرئيس التونسي فجر الجمعة، منطقة المزونة مشيداً بقيام أهاليها بما سماه “كنس العملاء والخونة” منها.

وتداول نشطاء في المنطقة مقاطع فيديو لسعيد خلال لقائه بعدد من أهالي المنطقة، حيث أشاد بـ”التلاحم بين الأهالي وقوات الأمن”، مضيفاً: “جئنا اليوم لنؤكد للعالم كيف كنس أهالي المزونة- والتونسيون جميعاً- الخونة والعملاء، وكيف تلاحموا مع قوات الأمن.”

كما تعهّدَ بإعادة الاعتبار لأهالي المنطقة، والقيام بمشاريع تنموية فيها. وعاد الهدوء إلى المنطقة، بعد حالة من الاحتقان شهدتها المدينة منذ يوم الإثنين الماضي، وتخللها صدامٌ بين الشرطة ومحتجّين على وفاة ثلاثة طلاب، عقب سقوط سور معهد (مؤسسة تربوية) المزونة.

وأكدت مصادر إعلامية انسحاب قوات الأمن من المدينة، فضلاً عن مشاركة بعض عناصرها في حملة طوعية نظّمها أهالي المنطقة لتنظيف الشوارع.

وكانت المدينة قد شهدت حادثة انهيار جزء من سور معهد ثانوي، وأسفرت عن وفاة ثلاثة تلاميذ وإصابة اثنين آخرين. كما تم الإفراج عن مدير المعهد محمد الكثيري بعد احتجازه لعدة أيام على خلفية الحادثة.

وتقع منطقة المزونة التي تضم حوالي 7 آلاف نسمة، على بعد حوالي 70 كيلومترا من محافظة سيدي بوزيد، المنطقة النائية والمهمّشة التي انطلقت منها شرارة الثورة التونسية قبل نحو 15 عاما فأطاحت بنظام الرئيس السابق الراحل زين العابدين بن علي وأطلقت موجة ما عرف “بالربيع العربي.”

المنذر ثابت: زيارة الرئيس تأتي استجابة لانتظارات أهالي المنطقة
المنذر ثابت: زيارة الرئيس تأتي استجابة لانتظارات أهالي المنطقة

وقال المحلل السياسي المنذر ثابت، إن “الزيارة تعتبر حركة سياسية طبيعية، وإن كانت متأخرة من حيث التوقيت، فإنها جاءت لاحتواء حالة من التوتر واستجابة لانتظارات أهالي المنطقة.”

وأكد في تصريح لـ”العرب”، “لا بد من تحميل المسؤولية لمن لم يؤدّ واجبه، ويفترض هناك من يغادر سياسيا،” لافتا أن “الحلّ في برنامج إنقاذ اقتصادي لأن تونس تواجه إشكالا حقيقيا في علاقة بالاستثمار.”

وتابع المنذر ثابت، “المزونة ليست حالة استثنائية ومن الضروري أن يطرح الرئيس سعيد برنامجا اقتصاديا شاملا، لأن المناطق المحرومة من التنمية لا تزال ترزح تحت عدة صعوبات.”

واستطرد قائلا، “الرئيس سعيد اتخذ هذه الخطوة في اتجاه تخفيف حدّة التوتّر، وملف التنمية الجهوية مطروح بشدّة.”

وحذر السكان على مدى سنوات من أن حائط المعهد الثانوي الوحيد في القرية معرض للانهيار، ولكن تحذيراتهم لم تلق آذانا صاغية.

ويطالب أهالي المزونة المهمشة بنيل حقوقهم وتوفير التعليم والصحة لأبنائهم في القرية القريبة من مدينة سيدي بوزيد، مهد ثورة 2011.

وتقول نجاة المسعدي بصوت يملأه الغضب “نحن نطالب فقط بالمرافق الأساسية، وبدلا من ذلك يرسلون لنا 112 سيّارة شرطة. هل نحن إرهابيون؟”

وأصيب مُهند جدايدة، ابن أخت نجاة المسعدي البالغ من العمر 18 عاما في رأسه بقنبلة غاز مسيل للدموع خلال إحدى التظاهرات التي أعقبت وفاة التلاميذ الثلاثة الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و19 عاما، الاثنين الفائت جرّاء انهيار جدار مدرستهم الآيل للسقوط.

وتوضح نجاة المسعدي “يضيفون آلما على ألامنا، دفنا ثلاثة من شبابنا ومن الممكن أن نواصل دفن آخرين.”

وتضيف والدة مهند، منيرة المسعدي، التي أغمي عليها بسبب الغاز المسيل للدموع خلال محاولتها الوصول إلى ابنها الجريح، “يسألوننا ما المشكلة؟ نحن لا نريد ثورة أخرى، نحن نريد فقط حقوقنا.”

اقرأ أيضا:

4