معرض للنشر والكتاب يمهد الطريق للاحتفاء بالرباط عاصمة عالمية للكتاب

المعرض يستضيف الشارقة ويبني جسورا متينة بين المغرب والمشرق العربيين.
السبت 2025/04/19
الأمير مولاي رشيد يفتتح المعرض ويزور جناح الشارقة

تمثل الدورة الثلاثون من المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط مساحة التقاء بين مغرب العالم العربي ومشرقه، حيث تحضر الثقافة العربية بشكل جلي بين أروقة المعرض وفعـالياته، خـاصة وهو يستضيف إمـارة الشارقة، بينمـا يـواصل انفتـاحه على مختـلف الثقـافـات العـالمية من أفريقيا إلى أوروبـا وأميركا الجنوبية وغيرها، إضافة إلى إضاءته بشكل خاص على الثقافة المغربية في الداخل والخارج.

الرباط – بعد افتتاحه الرسمي الخميس السابع عشر من أبريل الجاري، يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط في دورته الثلاثين أبوابه للزوار الجمعة الثامن عشر من أبريل ليستمر إلى غاية الثامن والعشرين من الشهر نفسه في مدينة الرباط.

ويقترح المعرض، الذي يكرم هذه السنة إمارة الشارقة ويحتفي بمغاربة العالم الذين يساهمون في إشعاع الهوية المغربية التعددية خارج حدودها، باقة واسعة تتجاوز 100 ألف عنوان تشمل كافة مجالات المعرفة ومختلف الأجناس الأدبية.

فعاليات مختلفة

برنامج هذه الدورة يعرف مساهمة باحثين وكتاب ومبدعين في مختلف أصناف الفكر والإبداع من داخل المغرب وخارجه
برنامج هذه الدورة يعرف مساهمة باحثين وكتاب ومبدعين في مختلف أصناف الفكر والإبداع من داخل المغرب وخارجه

يشارك في هذه الدورة من المعرض حوالي 775 عارضا، يمثلون 51 بلدا، موزعين ما بين 311 عارضا مباشرا، و464 عارضا بالوكالة، يقدمون ما مجموعه 100 ألف عنوان.

ويعرف برنامج هذه الدورة مساهمة مجموعة من الباحثين والكتاب والمبدعين في مختلف أصناف الفكر والإبداع، من داخل المغرب وخارجه، بمعدل 26 نشاطا في اليوم، يشارك فيها ما مجموعه 762 متدخلا عبر العديد من الندوات العامة، واللقاءات الفكرية، والليالي الشعرية، والحوارات المباشرة وتقديم الإصدارات الجديدة.

   كما يشهد هذا الموعد الثقافي الذي تنظمه وزارة الشباب والثقافة والتواصل، بشراكة مع جهة الرباط – سلا – القنيطرة، وولاية جهة الرباط – سلا – القنيطرة، وجماعة الرباط، تنظيم فقرات احتفالية تتمثل في تكريم قامات إبداعية وفكرية مغربية ساهمت في إشعاع الثقافة المغربية، إلى جانب فقرات خاصة بتكريم رموز الثقافة العربية بتعاون مع منظمة الألكسو، وفقرات أخرى لتقديم جوائز أدبية، منها جوائز ابن بطوطة لأدب الرحلة والجائزة الوطنية للقراءة.

وتحتفي الدورة الـ30 من المعرض بمغاربة العالم، وذلك من خلال تكريم أربع شخصيات بارزة في تاريخ الهجرة المغربية، كعبدالله بونفور (متخصص في الدراسات الأمازيغية)، والراحل أحمد غزالي (كاتب مسرحي وعالم متاحف)، وللا خيتي أمينة بن هاشم العلوي (أول صحافية مغربية في الإذاعـة والتلفزيون البلجيكي)، والراحل إدريس الشرايبي، وذلك بمناسبة الذكرى الـ70 لصدور روايـة “التيوس” في باريس.

   ويشمل البرنامج الأدبي لمغاربة العالم تنظيم أمسية شعرية تتضمن قراءات لقصائد باللغات العربية والأمازيغية والفرنسية والإنجليزية والإيطالية والإسبانية لـ11 شاعرا. كما أن من المقرر تنظيم عرض استيعادي لعشرة أفلام مغربية رائدة حول الهجرة.

   وصدر، بهذه المناسبة، عددان خاصان من مجلتين تحتفيان بمغاربة المهجر، الأولى هي مجلة “ديبتيك”، حيث سيكون العدد مخصصا للفنانات والفنانين التشكيليين من مغاربة العالم، والثانية مجلة “تيل كيل” التي سيكون عددها مخصصا لروائيات المهجر.

خلال هذه الدورة برنامج ثقافي يحتفي بمغاربة العالم والشارقة بحضور أكثر من 700 عارض يقدمون 100 ألف عنوان

وأكد وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد مهدي بنسعيد أن الوزارة بمعية كافة شركائها المهنيين والثقافيين والمؤسساتيين والجمعويين تعمل على إخراج الدورة الـ30 للمعرض الدولي للنشر والكتاب في الصورة التي تحقق بها قيمة مضافة، وتجعل من مدينة الرباط وجهة ثقافية وطنية ودولية، خاصة وهي تستعد لتكون العاصمة العالمية للكتاب في الدورة الموالية برسم سنة 2026.

   من جانبه، أبرز رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج إدريس اليزمي أن الدورة الـ30 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، تمنح من خلال الاحتفاء بذكرى الكاتب والأديب المغربي الراحل إدريس الشرايبي، فرصة لاستكشاف رحلته الإبداعية من خلال معرض غني بالصور والشهادات التي تسلط الضوء على مسيرته الفريدة.

   كما سجل اليزمي أن الاحتفاء بمغاربة العالم سيمكن من استكشاف التحولات الفكرية والثقافية التي شهدتها الجالية المغربية المقيمة بالخارج خلال بضعة عقود، والمتمثلة بالأساس في التطور الكبير للكتابات النسائية مقارنة بالجيل الأول لمغاربة المهجر.

  وعلى غرار الدورات السابقة، أعدت وزارة الشباب والثقافة والتواصل لفئة الأطفال برنامجا غنيا ومتنوعا طيلة أيام المعرض، يتضمن 712 نشاطا من بينها 660 ورشة تثقيفية داخل ستة مساحات يتشكل منها فضاء الطفل، إلى جانب تهيئة فضاء خاص بالرصد المطبوع من كتب الأشرطة المصورة لشخصيات السلسلة الكرتونية السنافر.

ضيف الشرف

حح

تتميز هذه الدورة باستقبالها للشارقة (الإمارات العربية المتحدة) كضيف شرف، في خطوة جديدة ترسخ مكانتها كمركز ثقافي عالمي، وحاضنة للثقافة العربية والإسلامية، مجسدة بذلك دورها في رعاية المشروع الثقافي العربي الحديث.

    وفي هذا السياق، تشارك الإمارة ببرنامج ثقافي وفني وحضاري متكامل، حيث ستسهم في الحوارات حول الثقافة والآداب والفنون والنشر، مقدمة رؤيتها لمستقبل الثقافة العربية وصناعة الكتاب ودور الناشرين من خلال وفد يضم نخبة من الأدباء والمفكرين والناشرين الإماراتيين.

وقال مشاركون في جناح إمارة الشارقة في الرباط، إن المشاركة في هذا الحدث تمثل محطة إستراتيجية في تعزيز الحضور الثقافي الإماراتي على الساحة العربية والدولية وتفتح آفاقا جديدة للتكامل والتعاون بين المشهدين الثقافيين الإماراتي والمغربي.

ويضم جناح الشارقة الذي تُشرف على تنظيم فعالياته هيئة الشارقة للكتاب أكثر من 18 مؤسسة ثقافية، فيما تترأس وفد الإمارة الرسمي إلى المعرض الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيسة مجلس إدارة الهيئة ضمن مشاركة نوعية تهدف إلى تسليط الضوء على المنجز المعرفي للإمارة وبناء شراكات فكرية ومؤسساتية مع جهات ثقافية مغربية وعربية وعالمية.

وحول أهمية هذه المشاركة وتأثيرها على العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة المغربية، قال الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي رئيس دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة، إن الحضور الثقافي للشارقة في المعرض الدولي للنشر والكتاب في الرباط ليس مجرد مشاركة رسمية بل هو تعبير عن عمق العلاقات الأخوية التي تربط دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية وتجسيد لوحدة المصير الثقافي العربي الذي تنسجه إمارة الشارقة بخيوط من الوعي والمعرفة والانفتاح.

بدوره، قال أحمد بن ركاض العامري الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، “تؤكد هذه المشاركة التي تحظى برئاسة ومتابعة الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، حرص الإمارة على تقديم نموذج متكامل للشراكة الثقافية يربط بين المؤسسات ويعزّز من حضور الكتاب العربي في المحافل الدولية ويوسّع من دوائر التأثير التي تسهم في ترسيخ الثقافة كقوة فاعلة في التقارب بين الشعوب.”

حخح

وقال الدكتور سلطان العميمي رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، “تحل الشارقة ضيف شرف المعرض الدولي للنشر والكتاب في الرباط ممثلةً واجهة ثقافية رائدة تحتل موضع الصدارة على صعيد معارض الكتاب الدولية وعلى صعيد الحراك الثقافي الذي يتجسد في عدد المؤسسات الثقافية التي تحتضنها الإمارة بتنوع تخصصاتها واهتماماتها.”

وأضاف “تكتسب هذه الاستضافة التي تصاحبها مشاركة إبداعية لعدد من الأدباء الإماراتيين عبر برنامج ثقافي زاخر بالتنوع الفكري والثقافي أهمية خاصة، إذ تشكِّل مصافحة مهمة بين المشرق العربي والمغرب العربي حيث لكل منهما مكونه الثقافي والفكري الخاص به، وعلى الرغم من ذلك فهما يلتقيان في الكثير من المكونات، كما أن الأعمال الإبداعية للكتاب الإماراتيين التي تمت ترجمتها إلى اللغة الأمازيغية تشكل جسر تواصل جديد لنقل صوت المبدع الإماراتي إلى لغة قديمة وعريقة.”

وأكد الدكتور عبدالعزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث، أن مشاركة المعهد في المعرض تعكس التزام الإمارة المستمر بدعم الثقافة العربية وتعزيز حضورها على الساحة الدولية، مضيفا أن هذه المشاركة تمثل فرصة فريدة لتسليط الضوء على غنى التراث الإماراتي والعربي وتعزيز التبادل الثقافي بين الشعوب. وأوضح أن مشاركة المعهد تسهم في تعزيز مكانة الشارقة كعاصمة للثقافة العربية والعالمية ولتكون محطة جديدة في مسار تبادل المعرفة والإبداع بين العرب والعالم.

وأشاد الدكتور محمد صافي المستغانمي الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة بمشاركة المجمع في هذا المحفل الثقافي العربي، وقال “إن اللغة العربية لا تزال الرابط الأقوى بين أبناء الأمة، وإن حضور الشارقة في المغرب هو تجلٍّ أصيل لوحدة الرسالة وتشابك المصير وإيمان مشترك بأن اللغة والثقافة هما طريقنا نحو المستقبل.”

وقالت مروة العقروبي المديرة التنفيذية لبيت الحكمة، ورئيسة المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، “تأتي مشاركة بيت الحكمة في المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط لتجسّد التزامنا ببناء جسور معرفية بين الثقافات وإبراز الدور المحوري للمراكز الثقافية في دعم الحوار والتبادل المعرفي، ومن خلال مشاركتنا سنحتفي بأدب الرحلات وبالتراث الأدبي الذي يجمع بين الرحّالة والمؤرخين والجغرافيين الإماراتيين والمغاربة وفي مقدمتهم ابن ماجد، وابن بطوطة والإدريسي لنقدّم تجربة ثقافية متكاملة تتيح للزوار التفاعل مع مفاهيم جديدة للقراءة والاستكشاف والتعلّم وتحتفي في الوقت ذاته بكل أشكال التعبير المعرفي والإبداعي.”

وقال الدكتور تود لورسن مدير الجامعة الأميركية في الشارقة، “تعكس مشاركتنا في المعرض التزام الجامعة بتعزيز البحث العلمي والإسهام الفكري على مستوى المنطقة، ونحن نسلط الضوء من خلال مشاركتنا بأكثر من 30 إصدارا لأعضاء هيئتنا التدريسية في مختلف التخصصات على غنى إنتاجنا الأكاديمي وعمق تأثيره.”

12