مطالبات غربية بوقف فوري وغير مشروط للحرب في السودان تحرج الجيش

الخرطوم- تتصاعد الضغوط الدولية المطالبة بوقف فوري وغير مشروط للحرب السودانية التي دخلت عامها الثالث، الأمر الذي يضع قيادة الجيش السوداني أساسا في موقف صعب لكونها من تفرض شروطا على أيّ تسوية تنهي النزاع.
ويشهد السودان صراعا مسلحا بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023، وانهارت جميع مبادرات التسوية ومنها تلك التي احتضنتها جدة وجنيف جراء موقف الجيش.
ويشترط قائد الجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان لوقف القتال انسحاب قوات الدعم السريع من المناطق التي تسيطر عليها، ورفع الحصار عن الفاشر وبقية مدن دارفور، والتجمع في مناطق محددة تمهيدا لنزع سلاحها ومعالجة أمرها عسكريا.

تامي بروس: يجب على المتحاربين الوفاء بالتزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي ويجب أن يحاسَبوا
ويقول محللون إن الشروط التي يضعها البرهان تعجيزية وتعكس إصرارا على المضي قدما في الحرب، اتساقا مع رغبة قيادات الحركة الإسلامية، التي تتهم من قبل القوى المدنية بأنها المحرض الرئيسي للصراع والساعي لاستمراره إلى حين الحصول على ضمانات تعيدها إلى السلطة.
ودعا وزراء خارجية الدول الأعضاء في مجموعة السبع، الأربعاء، إلى وقف فوري وغير مشروط للصراع في السودان.
جاء ذلك في بيان مشترك لوزراء خارجية الولايات المتحدة وكندا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان وبريطانيا، وممثل السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، بمناسبة دخول الصراع في السودان عامه الثالث.
وأدان البيان، وفق وزارة الخارجية الأميركية، الاشتباكات المستمرة في السودان وانتهاكات حقوق الإنسان، مشيرا إلى الأزمات الإنسانية وعمليات التهجير داخل البلاد، وعلى رأسها الصعوبات التي تواجه النساء والأطفال.
وشدد على ضرورة الوقف الفوري للاشتباكات، مؤكدا ضرورة حماية المدنيين وضمان العبور الآمن من المناطق المتضررة.
وأعرب عن قلقه جراء التقارير الواردة عن استخدام التجويع كسلاح حرب، مشددا على أن مثل هذه الأفعال محظورة بموجب القانون الدولي.
وحث الأطراف على الامتثال للقانون الدولي، وتسهيل مرور المساعدات الإنسانية عبر حدود السودان. وأكد أهمية سيادة السودان ووحدته وسلامة أراضيه، موضحا أن أعضاء مجموعة السبع سيواصلون جهودهم الدبلوماسية لإنهاء الصراع.
وخلفت الحرب الدائرة في السودان أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.
ومنذ أسابيع وبوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مساحات سيطرة الدعم السريع في ولايات السودان لصالح الجيش، وتسارعت انتصارات الأخير في الخرطوم بما شمل السيطرة على القصر الرئاسي، ومقار الوزارات بمحيطه، والمطار، ومقار أمنية وعسكرية.
وفي الولايات الـ17 الأخرى، لم تعد الدعم السريع تسيطر سوى على أجزاء من ولايتي شمال كردفان وغرب كردفان وجيوب في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، إلى جانب 4 من ولايات إقليم دارفور (غرب).
◄ وزراء خارجية الدول الأعضاء في مجموعة السبع دعوا، الأربعاء، إلى وقف فوري وغير مشروط للصراع في السودان
لكن الأخيرة بدأت تسترجع البعض من قوتها، في الأيام الأخيرة بعد سيطرتها على مخيم زمزم للاجئين والتقدم صوب مدينة الفاشر، كما صعّدت هجماتها بطائرات مسيّرة على مناطق خاضعة للجيش، بما في ذلك هجوم على محطة كهرباء عطبرة شمال البلاد، وفقا لشركة الكهرباء الوطنية، مما أدى إلى قطع التيار الكهربائي عن بورتسودان.
ويقول المحللون إن سيطرة الدعم السريع على الفاشر ستعني سقوط كامل إقليم دارفور بيدها، وبالتالي استعادة توازنها لحرب طويلة في السودان.
والثلاثاء طالب 15 بلدا والاتحادان الأوروبي والأفريقي بـ”وقف فوري ودائم لإطلاق النار” في السودان، وذلك خلال مؤتمر في لندن حشد تعهّدات بمساعدات إضافية تتخطى 800 مليون يورو للدولة الغارقة في أزمة إنسانية كارثية.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس “يجب على المتحاربين الوفاء بالتزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي ويجب أن يحاسَبوا.”
وشددت بروس “لقد حان الوقت للطرفين المتحاربين أن يلقيا أسلحتهما ويتفاوضا على سلام دائم يتيح إقامة حوار واسع النطاق وتشاركي لكي يتمكن الشعب السوداني من تقرير مستقبله بطريقة سلمية وموحدة.”