"أوبن.إيه.آي" تستعد لدخول عالم التواصل الاجتماعي ومنافسة إكس وميتا

واشنطن - تعمل شركة “أوبن.إيه.آي” على تأسيس منصة للتواصل الاجتماعي تشبه إكس التابعة لرجل الأعمال إيلون ماسك، في خطوة جديدة قد تشعل المنافسة في عالم التكنولوجيا.
وبدأ الرئيس التنفيذي سام ألتمان فعلياً بالتشاور مع أطراف خارجية للحصول على آراء حول النموذج الأولي، وسط تساؤلات عمّا إذا كانت الشركة تنوي إطلاق المنصة كتطبيق مستقل أو دمجها ضمن تطبيق شات.جي.بي.تي الذي تصدّر مؤخراً قوائم التحميل حول العالم.
وذكر موقع “ذا فيرج”، نقلاً عن مصادر على دراية بالأمر، أن المشروع لا يزال في مراحله الأولى، لكن الشركة طورت نموذجاً أولياً يركز على عرض واجهة منصة تواصل اجتماعي تتضمن خاصية لتوليد الصور باستخدام شات.جي.بي.تي.
ومن المحتمل أن يفاقم هذا المشروع حدة المنافسة المشتعلة بين ألتمان والملياردير ماسك بعدما تقدم الأخير في فبراير الماضي بعرض قوبل بالرفض لشراء “أوبن.إيه.آي” مقابل 97.4 مليار دولار. وردّ ألتمان بسخرية قائلاً “لا شكراً، لكن يمكننا شراء (تويتر) مقابل 9.74 مليار دولار إذا أردت ذلك”.
وإذا تم المضي قدماً في هذا التوجّه، فإن أوبن.إيه.آي تدخل ساحة مزدحمة ومليئة بالتحديات، مما قد يزيد من حدّة التوتر القائم أصلاً بين ألتمان وماسك.
ومن جهة أخرى، فإن دخول “أوبن.إيه.آي” هذا القطاع يضعها على مسار تصادمي مباشر مع شركة ميتا، التي تعمل بدورها على إضافة خلاصة اجتماعية لتطبيقها الذكي المقبل. وكان ألتمان قد لمح سابقاً إلى إمكانية دخول هذا المجال رداً على تسريبات عن مشروع ميتا، مغرداً عبر منصة إكس “حسناً، ربما سنُطلق تطبيقاً اجتماعياً إذن”.
ولا يقتصر التوجّه الجديد فقط على توسيع الحضور الرقمي لـ”أوبن.إيه.آي” بل يحمل بعداً إستراتيجياً مهماً، حيث سيوفّر للشركة بيانات مستخدمين فورية تساعد في تحسين وتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، وهو ما تستفيد منه حالياً إكس وميتا.
ويُذكر أن أداة الذكاء الاصطناعي “جروك” التابعة لماسك، تستند إلى بيانات منصة إكس بينما تعتمد ميتا على قاعدة بيانات مستخدميها الضخمة لتطوير نموذجها "ال.لاما."
وتشير تسريبات من داخل مختبرات الذكاء الاصطناعي إلى أن أحد محاور المشروع هو تسخير الذكاء الاصطناعي لمساعدة المستخدمين على ابتكار محتوى أكثر جاذبية وتأثيراً.
ورغم أن المشروع لا يزال في بدايته، ولم يُحسم بعد مصيره، فإن مجرد وجوده داخل "أوبن.إيه.آي" يعكس رغبة واضحة في التوسع والهيمنة على مساحات جديدة من عالم التقنية، وسط توقعات متزايدة لنمو غير مسبوق في السنوات المقبلة.