عدي رشيد: "أناشيد آدم" قراءة سينمائية نفسية للطفولة والبلوغ

فيلم عراقي فلسفي يستعرض 8 عقود من تاريخ العراق.
الخميس 2025/04/17
فلسفة تنطلق من هواجس الطفل العراقي

بغداد - بعد جولة عرض خلالها في مهرجانات عربية ودولية، انطلق في بغداد العرض الخاص للفيلم العراقي الفلسفي “أناشيد آدم” وهو من تأليف وإخراج عدي رشيد وإنتاج الفنان ماجد رشيد.

ويشارك في الفيلم البطل عزام أحمد الفنانة آلاء نجم والفنان عبدالجبار حسن والفنان تحسين داحس والفنانة هدى شاهين والفنان صفاء نجم والفنان علي الكرخيِّ والفنان علي ريسان والفنان أوس صلاح والفنان ستار عواد، وإدارة فنية وإكسسوار ريّا عاصي.

الفيلم حائز على جائزة اليسر لأفضل سيناريو في مهرجان البحر الأحمر لعام 2024، وسبق أن عرض خلال حفل افتتاح مهرجان العراق السينمائي الدولي لأفلام الشباب في دورته الأولى في بغداد، ضمن عرض نخبوي موجه إلى ضيوف المهرجان وصناع السينما.

الصبي آدم يحاول إيقاف مرور الزمن بداخله بينما يستمر في مراقبة مروره الصاخب في حياة المقربين من حوله
الصبي آدم يحاول إيقاف مرور الزمن بداخله بينما يستمر في مراقبة مروره الصاخب في حياة المقربين من حوله

ويحاكي “أناشيد آدم” قصة صبي يدعى آدم يحاول إيقاف مرور الزمن بداخله بينما يستمر في مراقبة مروره الصاخب في حياة المقربين من حوله. ويستعرض الفيلم 8 عقود من تاريخ العراق من خلال عينيه. ويصفه المخرج بأنه “بحث شخصي” يعكس طفولته وتطلعاته.​

وقال رشيد في تصريحات خلال إطلاق العرض الأول للفيلم ببغداد إنه “كعراقي ما أفهمه عن الطفولة هو ما عشته، منها حرب وعدد من الأمنيات التي لم تتحقق، كإنسان أفهم تماما أن الطفولة هي في لحظة مواجهة مستمرة مع عالم البالغين وبين هذين المفهومين يتمركز ما أحاول أن أتفحصه في ‘أناشِيد آدَم’.”

وأضاف “على المستوى الدرامي كنت قد أسست للحبكة عبر قرار يتخذه آدم بألا يغادر سن الثانية عشرة من عمره محتفظاً بصباه، بينما أخوه الأصغر علي ينمو ويكبر متجاهلاً طفولته ويبقيها منطقة هشّة في الذاكرة، قرار آدم هذا سوف يؤثر بشكل حتمي في علاقة الأخوين ببعضهما البعض وفي مستقبل كل منهما على حدة، وكذلك في علاقتهما معا في مواجهة من حولهما.”

وأشار إلى أن ” النسق الدرامي للفيلم الذي أبحث عنه لسرد حكاية الأخوين عبر ست مراحل متسلسلة يبدأ منذ عام 1946 وينتهي في عام 2014 ضمن تحول زمني درامي يترجم إصرار آدم على تمسكه بطفولته.”

وأوضح “كان هدفي الأسمى في مرحلة ما بعد الإنتاج هو تعضيد كل ما أنجز في فترة التصوير من النواحي الدرامية النفسية والإنتاجية عبر التأني الدقيق في تركيب الفيلم والتأليف الموسيقي.”

والمخرج السينمائي العراقي عدي رشيد يعد أحد أبرز الأسماء في السينما العراقية المعاصرة، وُلد في العراق ودرس في أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد. بدأ مسيرته السينمائية في أوائل الألفية الجديدة، وحقق شهرة من خلال أفلامه التي تتناول قضايا اجتماعية وإنسانية بعمق فني.​ من أعماله فيلم قصير بعنوان “غير صالح” صدر عام 2008 ويعكس الواقع العراقي في ظل الاحتلال، ويُظهر معاناة المواطن العراقي البسيط.​ وفيلم “كرنتينا” وهو فيلم طويل صدر عام 2010 ويتناول ظاهرة القتل المأجور في العراق، ويُظهر تأثير النزاعات الطائفية في المجتمع.​

ومن أفلامه الأخرى “بياض الطين” و”مقدمة أخرى” و”نقص التعرض”. ومن أفلامه الوثائقية “كلكامش: الملحمة.. المكان”.

سرد قصصي من صميم الواقع
سرد قصصي من صميم الواقع

ويشتهر عدي رشيد بأسلوبه الواقعي والرمزي في سرد القصص، حيث يمزج بين التاريخ والخيال لطرح قضايا اجتماعية وسياسية، وتُمثل أعماله نافذة لفهم التحديات والتغيرات التي شهدها العراق على مر الزمن. كما يُعتبر من المخرجين القلائل الذين يكتبون سيناريوهات أفلامهم بأنفسهم، إذ يرى أن النصوص التي يكتبها هي التي “تستفزه” كمخرج.​

واجه رشيد العديد من التحديات في تمويل أفلامه وإيجاد تمويلات حكومية أو خاصة، لاسيما في ظل الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة التي مر بها العراق. وعلى الرغم من ذلك استطاع أن يحقق نجاحات كبيرة على الصعيدين المحلي والدولي، ويُعتبر من أبرز المخرجين الذين ساهموا في إعادة إحياء السينما العراقية.​

من جهته قال منتج الفيلم ماجد رشيد لوكالة الأنباء العراقية إن “قصة العمل على إنتاج فيلم ‘آدم’ بدأت أثناء جائحة كورونا بفريق عمل كان قد امتد من نيويورك وأمستردام وفيينا إلى بغداد، وامتد البحث عن مواقع التصوير إلى أكثر من تسع قرى في شمال غرب العراق قبل أن يستقر في ريف قضاء هيت في محافظة الأنبار، التقى فريق اختيار الممثلين بأكثر من 800 موهبة ووظف أكثر من 40 دورا ناطقا.”

وأضاف “بدأ التصوير الفعلي للفيلم في مارس عام 2022 في قرية بمحافظة الأنبار التي كانت تحت سيطرة داعش، وخاض فريق الإنتاج تجربتين، الأولى إنتاج الفيلم، والثانية مراقبة عودة الحياة بعد أشهر عديدة من ظلام الإرهاب في تلك القرى الممتدة على ضفاف نهر الفرات.”

وأشار إلى أن “فترة الإنتاج استغرقت ثلاثة أشهر متواصلة في 26 موقعا، حاول خلالها فريق العمل التكيف مع العناصر البيئية الشرسة وغير المتوقعة وتسخيرها لخدمة الصورة.”

14