التسريبات الإعلامية تحرج حزب الله: المواقف تصدر حصرا عبر البيانات الرسمية

بيروت - اضطرت دائرة العلاقات الإعلامية في حزب الله إلى إصدار بيان رسمي تنفي فيه معلومات متداولة عن مصادر في الحزب عادة ما يتم تسريبها بطريقة غير مباشرة، غير أنها هذه المرة أثارت حرجا وتسببت بورطة دفعت إلى نفيها.
وقالت العلاقات الإعلامية في بيان “تتداول بعض وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة وبشكل لافت جدا، أخبارا ومعلومات منسوبة إلى مصادر في حزب الله أو إلى مسؤولين فيه، إنّ تلك الادعاءات هي عارية عن الصحة جملة وتفصيلا”.
وأكدت العلاقات الإعلامية “مجددا، ما بات معلوما، أنه لا توجد مصادر في حزب الله، وأنّ مواقف حزب الله تصدر حصرا عبر البيانات الرسمية الصادرة عن العلاقات الإعلامية في حزب الله أو عبر تصريحات مسؤوليه في المواقع الرسمية والحزبية”.
ودعت وسائل الإعلام إلى توخي أقصى درجات الدقة والموضوعية، والامتناع عن نشر أو تبنّي ما لم يصدر عن الجهات المعنية بشكل رسمي، وتؤكد استعدادها لتقديم كل الإيضاحات والاستفسارات لتعزيز المهنية والمصداقية وتجنّبا للوقوع في مغالطات من شأنها تضليل الرأي العام.
التسريبات التي تحدثت عن خطط حزب الله مناقضة لخطاباته العلنية التي يؤكد فيها تمسكه بسلاحه والمقاومة
وكانت وكالة “رويترز” نقلت الأسبوع الماضي عن “مسؤول كبير بحزب الله” قوله إن الحزب مستعد لمناقشة مستقبل سلاحه مع الرئيس جوزيف عون إذا انسحبت إسرائيل من جنوب لبنان وأوقفت ضرباتها.
وحسب الوكالة، فإن المسؤول أبدى استعداد “حزب الله” لمناقشة مسألة سلاحه في “سياق إستراتيجية دفاع وطني، لكن هذا يتوقف على انسحاب إسرائيل من خمسة مواقع في جنوب لبنان”، مضيفا “حزب الله مستعد لمناقشة مسألة سلاحه في حال انسحبت إسرائيل من خمس نقاط، وأوقفت عدوانها على اللبنانيين.”
ويبدو أن هذه المعلومات أثارت غضب المسؤولين في الحزب إذ إنها تشير إلى ضعفه والكشف عن معلومات لا يريد الإفصاح عنها في إطار ممارسة الضغوط على السلطة وكسب المزيد من الوقت.
وأشار الحزب إلى أن أي حديث حول سلاحه أو مواقفه السياسية يجب أن يتم عبر القنوات الرسمية التي يُعبّر فيها عن مواقف الحزب بشكل دقيق وواضح، بعيدا عن أي تحريف أو اجتهادات غير دقيقة.
وجاءت التسريبات التي تحدثت عن خطط حزب الله مناقضة لخطاباته العلنية التي يؤكد فيها تمسكه بسلاحه ورفض أي جهود دولية لنزع ترسانته العسكرية.
وفي رسالة تحد واضحة، أعلن الحزب مؤخرا عن استعادة قدراته القتالية بعد الأضرار التي لحقت بها خلال حربه الأخيرة مع إسرائيل، مؤكدا استمراره في ما يسميه “المقاومة”، متجاهلا القرارات الأممية والضغوط الدولية المتزايدة.
وأكد النائب عن حزب الله في البرلمان علي عمار أن “المقاومة لا تزال قائمة ومستمرة، وهي في جهوزية تامة لمواجهة أي عدوان جديد”، مشددا على أن “المقاومة بكامل قوتها واستعداداتها.”