نزع سلاح حزب الله يتصدر مطالب اللبنانيين في ذكرى الحرب الأهلية

الرئيس اللبناني جوزيف يحذّر من أن أي سلاح خارج إطار الدولة يعرّض مصلحة لبنان إلى الخطر.
الاثنين 2025/04/14
هل حزب الله مستعد فعلا لتسليم سلاحه؟

بيروت - تصدر نزع سلاح حزب الله مطالب قادة لبنان الجديد في الذكرى الخمسين من الحرب الأهلية، والتي تأتي في ظرفية انتقالية تمر بها البلاد، ويأمل من خلالها اللبنانيون أن توصلهم إلى بر الأمان بعد سنوات من الانهيار، فاقمتها الحرب الإسرائيلية الأخيرة.

واستذكر رئيس الحكومة نواف سلام الحرب اللبنانية في الذكرى الخمسين لاندلاعها، قائلا “نقف اليوم لا لنفتح جراحا، بل لنسترجع دروسا يجب ألا تنسى”، معتبرا أنّ “كل الانتصارات كانت زائفة، وكل الأطراف خرجت خاسرة مهما تباينت الآراء حول أسباب الحرب، فهي تتقاطع عند مسألة غياب الدولة أو عجزها.”

وأضاف سلام “لا دولة حقيقية إلا في احتكار القوات المسلحة الشرعية للسلاح”، داعيا إلى “تطبيق بنود الطائف بالكامل، ولنصوّب ما طُبّق خلافا لروحه ونسد ثغراته.”

وحذّر الرئيس اللبناني جوزيف عون بدوره، من أن أي سلاح خارج إطار الدولة “يعرّض مصلحة لبنان إلى الخطر.”

نواف سلام: لا دولة حقيقية إلا في احتكار القوات المسلحة الشرعية للسلاح
نواف سلام: لا دولة حقيقية إلا في احتكار القوات المسلحة الشرعية للسلاح

وقال عون في خطاب بمناسبة ذكرى اندلاع الحرب الأهلية في لبنان “طالما أننا مجمعون على أن أي سلاح خارج إطار الدولة أو قرارها من شأنه أن يُعرّض مصلحة لبنان للخطر لأكثر من سبب، فقد آن الأوان لنقول جميعا: لا يحمي لبنان إلا دولته، وجيشه، وقواه الأمنية الرسمية”.

وجاءت التصريحات في وقت أبدى فيه حزب الله استعداده لحوار وطني يناقش فيها إستراتيجية الدفاع الوطني، بعد ممانعة طويلة، وسط شكوك في أن يكون العرض مجرد مماطلة بانتظار ما ستسفر عنه المفاوضات غير المباشرة الجارية بين إيران والولايات المتحددة.

وأفاد مصدر مقرّب من حزب الله السبت بأن معظم المواقع العسكرية التابعة للحزب جنوب الليطاني باتت تحت سيطرة الجيش اللبناني. وذكر المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته أن هناك “265 نقطة عسكرية تابعة لحزب الله، محددة في جنوب الليطاني، سلم الحزب منها قرابة 190 نقطة.”

ومع اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة إثر هجوم نفذته الحركة على جنوب الدولة العبرية في السابع من أكتوبر 2023، فتح حزب الله جبهة “إسناد” لغزة تصاعدت في سبتمبر 2024 إلى حرب مفتوحة أضعفت قدراته وأدت إلى تصفية العديد من قادته على رأسهم الأمين العام السابق حسن نصرالله.

وتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في السابع والعشرين من نوفمبر نص على نشر قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) والجيش اللبناني فقط في جنوب لبنان وانسحاب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، على بعد 30 كيلومترا من الحدود الإسرائيلية وتفكيك ما تبقى من بنيته التحتية في الجنوب.

وترى الإدارة الأميركية أن إنهاء السيطرة الأمنية للحزب على جنوب الليطاني غير كاف، وأن هناك حاجة ملحة إلى نزع سلاح الحزب.

هناك 265 نقطة عسكرية تابعة لحزب الله، محددة في جنوب الليطاني، سلم الحزب منها قرابة 190 نقطة

وخلال زيارة للبنان، قالت نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس في تصريح للمؤسسة اللبنانية للإرسال إنترناشونال (أل.بي.سي.آي) “نواصل الضغط على هذه الحكومة من أجل التطبيق الكامل لوقف الأعمال العدائية، بما يشمل نزع سلاح حزب الله وكافة الميليشيات.”

ودعا الرئيس عون الذي انتُخب مع تراجع نفوذ حزب الله، في خطابه إلى الحوار، مضيفا “كلّما استقوى أحد بالخارج ضد شريكه في الوطن، يكون قد خسر كما خسر شريكه أيضا، وخسر الوطن”.

وقال “مهما بلغت كلفة التسوية الداخلية بيننا، تبقى أقل بكثير علينا جميعا وعلى لبنان من أي ثمن ندفعه للخارج… لا ملاذ لنا إلا الدولة اللبنانية”.

وكان حزب الله الفصيل العسكري الوحيد الذي احتفظ بسلاحه بعد انتهاء الحرب الأهلية في لبنان عام 1990 تحت شعار “المقاومة” في مواجهة إسرائيل.

ورغم اتفاق وقف إطلاق النار، فإن إسرائيل ما زالت تنفّذ غارات على أهداف تقول إنها تابعة لحزب الله في الجنوب، بينما أبقت على وجودها العسكري في خمسة مرتفعات “إستراتيجية” عند الحدود.

2