الجيش الإسرائيلي يوسع عملياته في غياب أفق لاستئناف الهدنة

حماس تأمل في إحراز "تقدم حقيقي" في محادثات القاهرة والجيش الإسرائيلي يرفض أي هدنة لا ترتبط بإطلاق الرهائن.
الأحد 2025/04/13
الجيش الإسرائيلي يطوق القطاع

غزة - أعلنت إسرائيل السبت أن قواتها أحكمت سيطرتها على محور رئيسي في جنوب قطاع غزة وأنها ستوسع هجومها ليشمل معظم أراضي القطاع الفلسطيني الذي تمزقه الحرب، في وقت لا توجد فيه مؤشرات على استئناف الهدنة رغم تحركات مصرية – قطرية لعقد اجتماعات باتت روتينية طالما لم تفض إلى نتائج.

وأملت حركة حماس في إحراز “تقدم حقيقي” في المحادثات المقررة في القاهرة للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة حيث تستمر الغارات الإسرائيلية ويرفض الجيش الإسرائيلي أي هدنة لا ترتبط بإطلاق الرهائن دفعة واحدة مدعوما بموقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وأعلن مصدر مطلع في حماس إجراء محادثات السبت في القاهرة بين مسؤولين مصريين ووفد من الحركة برئاسة خليل الحية.

وقال المصدر مشترطا عدم الكشف عن اسمه “نأمل أن يحقق اللقاء تقدما حقيقيا للتوصل إلى اتفاق لوقف الحرب ووقف العدوان وانسحاب قوات الاحتلال الكامل من قطاع غزة”. وأوضح أن الحركة “لم تتلقَّ أي اقتراحات جديدة بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى” مشيرا إلى أن الاتصالات والمباحثات التي يجريها الوسطاء ما تزال جارية.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية الجمعة أن مصر وإسرائيل تبادلتا مسودة وثائق حول اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن. وأفادت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن المقترح المصري ينص على الإفراج عن ثماني رهائن أحياء وثماني جثث مقابل هدنة تراوح بين 40 و70 يوما، وإطلاق سراح عدد كبير من السجناء الفلسطينيين.

◙ حماس أكدت أن المعادلة واضحة تتمثل بإطلاق الأسرى الإسرائيليين مقابل وقف الحرب: العالم يقبلها ونتنياهو يرفضها

وأفادت تقارير إعلامية إسرائيلية نقلا عن مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف تأكيده أن “اتفاقا جديا للغاية يتبلور” مشيرا إلى أنها “مسألة أيام”. وأكدت حماس في بيان السبت أن “المعادلة واضحة” تتمثل بـ “إطلاق الأسرى (الإسرائيليين) مقابل وقف الحرب، العالم يقبلها ونتنياهو يرفضها” محذرة من أن “كل يوم تأخير (في التوصل إلى اتفاق لتثبيت وقف النار) يعني مزيدا من القتل للمدنيين الفلسطينيين العزل، ومصيرا مجهولا لأسرى الاحتلال”.

وحمّلت حماس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “مسؤولية إدامة الحرب ومعاناة أسراه وشعبنا”. وأتاحت هدنة دخلت حيز التنفيذ في 19 يناير، إعادة 33 من الرهائن بينهم ثماني جثث، مقابل الإفراج عن نحو 1800 من المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. ولم تثمر جهود إعادة تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار.

ونشرت حماس السبت مقطعا مصورا قالت إنه للرهينة الإسرائيلي – الأميركي إيدان ألكسندر، المحتجز في غزة منذ أن أسره مسلحون فلسطينيون في السابع من أكتوبر 2023. وعرّف الرجل نفسه، في المقطع المصور غير المؤرخ، باسم إيدان ألكسندر وقال إنه محتجز في غزة منذ 551 يوما. وتساءل ألكسندر، وهو جندي بالجيش الإسرائيلي، في المقطع عن سبب استمرار احتجازه وتوسّل لإطلاق سراحه.

ونُشر المقطع بالتزامن مع بدء احتفال اليهود بعيد الفصح. وأصدرت عائلة ألكسندر بيانا أقرت فيه بالمقطع المصور الذي جاء فيه أن العيد لن يكون عيدا للحرية ما دام إيدان والرهائن الثماني والخمسون الآخرون محتجزين في غزة. وكانت حماس قد نشرت عدة مقاطع مصورة خلال الحرب تُظهر رهائن يتوسلون للإفراج عنهم.

ورفض مسؤولون إسرائيليون المقاطع السابقة ووصفوها بأنها دعاية تهدف إلى الضغط على الحكومة. ودخلت الحرب في غزة شهرها الثامن عشر. وبعد شهرين من الهدنة، استأنفت إسرائيل ضرباتها وعملياتها البرية في القطاع مع تأكيد رئيس الوزراء الإسرائيلي أن زيادة الضغط العسكري هو السبيل الوحيد لإرغام حماس على إطلاق الرهائن.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس السبت في بيان خاطب فيه السكان الفلسطينيين “قريبا، ستتكثف عمليات (الجيش) وستتوسع لتشمل مناطق أخرى في القسم الأكبر من غزة. وعليكم إخلاء مناطق القتال”. كما أعلن كاتس أن الجيش الإسرائيلي أحكم سيطرته على محور موراغ الرئيسي والواقع بين مدينتي رفح وخان يونس في جنوب قطاع غزة المدمر والمحاصر. وأضاف “حان الوقت للنهوض والقضاء على حماس وتحرير جميع الرهائن الإسرائيليين. هذه هي الطريقة الوحيدة لإنهاء الحرب”.

◙ حماس تنشر مقطعا مصورا لرهينة إسرائيلي - أميركي لجلب انتباه ترامب والضغط على نتنياهو ودفعه للقبول بمفاوضات القاهرة

ودعا الجيش الإسرائيلي سكان مدينة خان يونس ومحيطها في جنوب قطاع غزة إلى إخلائها، استعدادا لتوجيه ضربة ردا على إطلاق صواريخ. وقال الجيش عبر منصة إكس إن قواته تعمل “بقوة كبيرة في المنطقة وستضرب بقوة أيّ مكان يتم إطلاق الصواريخ منه”. وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن السبت أن قواته الجوية اعترضت ثلاثة مقذوفات تبين أنها عبرت إلى أراضي الدولة العبرية بعد إطلاقها من جنوب غزة السبت.

وقال الجيش في بيان “بعد إطلاق صافرات الإنذار قبل قليل في مناطق مفتوحة قرب قطاع غزة، قامت القوات الجوية باعتراض ثلاثة مقذوفات تبين أنها عبرت إلى الأراضي الإسرائيلية انطلاقا من جنوب غزة. لم يسجل وقوع إصابات”. وأحصت وزارة الصحة التي تديرها حماس مقتل 1563 فلسطينيا على الأقل منذ استئناف إسرائيل عملياتها العسكرية في 18 مارس، ما يرفع إلى 50933 إجمالي عدد القتلى منذ اندلاع الحرب.

وأعلن الدفاع المدني في غزة السبت مقتل فلسطيني وإصابة آخرين في غارة جوية إسرائيلية غرب خان يونس جنوب قطاع غزة. ودُفن أربعة فلسطينيين آخرين في اليوم نفسه بعد غارة إسرائيلية على منزلهم في شرق مدينة غزة (شمال)، بحسب صور لوكالة فرانس برس.

وقالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في بيان إنه “بين 18 مارس و9 أبريل 2025، أصابت 224 غارة إسرائيلية تقريبا مباني سكنية وخياما للنازحين،” مشيرة إلى أنها تتحقق “من معلومات تتعلّق بنحو 36 غارة، مفادها أنّ الضحايا الموثّقين حتّى اللحظة همّ من النساء والأطفال حصرا”.

3