وفد حماس في القاهرة يمني النفس بهدنة جديدة في غزة

إسرائيل تعلن سيطرتها على محور موراغ بين رفح وخان يونس، مؤكدة أن المنطقة بين فيلادلفيا وموراغ أصبحت منطقة أمنية إسرائيلية.
السبت 2025/04/12
فلسطينيون يفرون من شرق غزة بعد أوامر إخلاء إسرائيلية

القدس -  تتجه أنظار الأطراف المعنية إلى القاهرة حيث من المقرر أن تجري حركة حماس الفلسطينية محادثات تأمل في أن تسفر عن "تقدم حقيقي" نحو التوصل إلى هدنة في ظل استمرار الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة

ويأتي ذلك، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته الجوية اعترضت ثلاثة مقذوفات تبين أنها عبرت الى أراضي الدولة العبرية بعد إطلاقها من جنوب غزة السبت، فيما قال وزير الدفاع الاسرائيلي ان الجيش سيوسع عمليته "في القسم الأكبر" من قطاع غزة.

وأعلن مصدر مطلع في حماس لوكالة الصحافة الفرنسية السبت أن وفدا مؤلفا من قادة كبار في الحركة الفلسطينية من المقرر أن يصل إلى القاهرة لإجراء محادثات مع مسؤولين مصريين حول الهدنة في غزة.

وقال المصدر مشترطا عدم الكشف عن اسمه "نأمل أن يحقق اللقاء تقدما حقيقيا للتوصل لاتفاق لوقف الحرب ووقف العدوان وانسحاب قوات الاحتلال الكامل من قطاع غزة". وأشار المصدر إلى أن الوفد سيكون برئاسة خليل الحية.

وأوضح أن الحركة " لم تتلق أي اقتراحات جديدة بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى" مشيرا إلى أن الاتصالات والمباحثات التي يجريها الوسطاء ما تزال جارية.

وأضاف "الاحتلال يواصل العدوان ويواصل تعطيل الاتفاق وتضليل عائلات أسرى العدو لدى المقاومة".

وكانت إسرائيل قد استأنفت ضرباتها وعملياتها العسكرية على غزة في 18 مارس، منهيةً بذلك هدنة هشة مع حماس صمدت شهرين. وحتى الآن، باءت الجهود المبذولة لاستئناف الهدنة بالفشل.

ووفقاً لوزارة الصحة التي تديرها حماس، فقد قُتل ما لا يقل عن 1563 فلسطينياً منذ استئناف إسرائيل عملياتها العسكرية، ليرتفع إجمالي عدد القتلى منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023 إلى 50933. وكان هجوم حماس قد أسفر عن مقتل 1218 شخصاً، معظمهم مدنيون، وفقاً لإحصاء يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية.

وعلى صعيد التطورات الميدانية، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس السبت أن الجيش الإسرائيلي أحكم سيطرته على محور موراغ الرئيسي والواقع بين مدينتي رفح وخان يونس في جنوب قطاع غزة.

وقال كاتس في بيان إن الجيش "أنجز سيطرته على محور موراغ (...) بحيث باتت كل المنطقة الواقعة بين محور فيلادلفيا (على طول الحدود مع مصر) وموراغ جزءا من المنطقة الأمنية الإسرائيلية".

كما أعلن كاتس عن توسيع العملية العسكرية لتشمل "معظم أنحاء غزة"، مخاطبا السكان الفلسطينيين بالقول "قريبا، ستتكثف عمليات (الجيش) وستتوسع لتشمل مناطق أخرى في القسم الأكبر من غزة. وعليكم إخلاء مناطق القتال".

ويرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن زيادة الضغط العسكري في قطاع غزة هو السبيل الوحيد لإرغام حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إطلاق الرهائن الذين احتجزتهم اثناء هجومها على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.

وخُطف خلال هجوم حماس 251 رهينة، لا يزال 58 منهم محتجزين في قطاع غزة، بينما لقي 34 حتفهم، وفق تقديرات الجيش الإسرائيلي.

وأتاحت هدنة دخلت حيز التنفيذ في 19 يناير، إعادة 33 من الرهائن بينهم ثماني جثث، مقابل الافراج عن نحو 1800 من المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

وانهارت الهدنة مع استئناف إسرائيل ضرباتها وعملياتها البرية في القطاع في 18 مارس. ولم تثمر جهود إعادة تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار.

وفي بيان لها، أكدت حماس أن "المعادلة واضحة" وتتمثل بـ"إطلاق الأسرى (الإسرائيليين) مقابل وقف الحرب، العالم يقبلها ونتانياهو يرفضها"، محذرة من أن "كل يوم تأخير (في التوصل لاتفاق لتثبيت وقف النار) يعني مزيداً من القتل للمدنيين الفلسطينيين العزل، ومصيراً مجهولاً لأسرى الاحتلال". وحملت حماس نتنياهو "مسؤولية إدامة الحرب ومعاناة أسراه وشعبنا".

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية الجمعة أن مصر وإسرائيل تبادلتا مسودة وثائق حول اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.

وأفادت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن المقترح المصري ينص على الإفراج عن ثماني رهائن أحياء وثماني جثث مقابل هدنة تراوح بين 40 و70 يوما، وإطلاق سراح عدد كبير من السجناء الفلسطينيين.

وتحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تقدم في محادثات إطلاق سراح الرهائن، قائلا في اجتماع مع وزرائه الخميس "إننا نقترب من إعادتهم".

وأفادت تقارير إعلامية إسرائيلية نقلا عن مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف تأكيده أن "اتفاقا جديا للغاية يتبلور" مشيرا الى أنها "مسألة أيام".

وعلى الأرض، أعلن الدفاع المدني في غزة السبت عن مقتل فلسطيني وإصابة آخرين في غارة جوية إسرائيلية غرب خان يونس، بينما دُفن أربعة فلسطينيين آخرين في اليوم نفسه بعد غارة إسرائيلية على منزلهم في شرق مدينة غزة (شمال)، بحسب صور لوكالة الصحافة الفرنسية.

وقالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الانسان في بيان إنه "بين 18 مارس و9 أبريل 2025، أصابت 224 غارة إسرائيلية تقريبا مباني سكنية وخياما للنازحين"، مشيرة الى أنها تتحقق "من معلومات تتعلّق بنحو 36 غارة، مفادها أنّ الضحايا الموثّقين حتّى اللحظة همّ من النساء والأطفال حصرا".