اتساع دائرة الضباط والجنود المعارضين لحرب غزة يشكل ضغطا مضاعفا على نتنياهو

تل أبيب - تتسع دائرة المعارضين من الضباط والجنود الإسرائيليين لاستمرار الحرب في قطاع غزة، الأمر الذي يشكل ضغطا مضاعفا في الداخل على حكومة بنيامين نتنياهو، وسط مخاوف لدى الحكومة من تحول هذه التحركات الاحتجاجية إلى تمرد عسكري، وهو ما سيضعها في وضع معقد غير مسبوق.
واستأنف الجيش الإسرائيلي حربه على قطاع غزة في مارس الماضي، بعد نحو شهرين من هدنة جرت برعاية أميركية ومصرية وقطرية.
وتقول حكومة نتنياهو إن الهدف من استئناف الحرب الضغط على حركة حماس من أجل إطلاق سراح الرهائن، لكن هذه الحجة لا تبدو مقنعة بالنسبة إلى الكثيرين في الداخل الإسرائيلي، وسط اعتقاد سائد بأن أهدافا سياسية تقف خلف إصرار رئيس الوزراء على المضي في هذه الحرب.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية الجمعة بأن جنودا في وحدة الاستخبارات 8200 التابعة للجيش الإسرائيلي كتبوا رسالة مشتركة تدعو الحكومة إلى وقف القتال في غزة.
ووقّع على الرسالة المئات من ضباط الاحتياط والجنود في الخدمة الفعلية والضباط المتقاعدين. وقال الضباط في الوحدة 8200 “نحن نتفق مع التأكيد الخطير والمقلق بأن الحرب في هذا الوقت تخدم في المقام الأول المصالح السياسية والشخصية وليس المصالح الأمنية”.
وأضافوا أن “استمرار الحرب لا يساهم في تحقيق أهدافها المعلنة وسيؤدي إلى مقتل رهائن وجنود الجيش الإسرائيلي والمدنيين الأبرياء. إننا نشعر بالقلق إزاء تآكل قوات الاحتياط وتزايد معدلات عدم الالتحاق بالخدمة العسكرية، ونشعر بالقلق من العواقب طويلة الأمد لهذا التوجه”.
وتابع الضباط في الرسالة “إن الاتفاق وحده كفيل بإعادة الرهائن بأمان، في حين أن الضغط العسكري يؤدي بشكل أساسي إلى قتل الرهائن ويعرض جنودنا للخطر، إن كل يوم يمر وهم حياتهم معرضة للخطر، وكل لحظة تردد إضافية هي وصمة عار”.
وبحسب قناة “كان” التي تدار من قبل هيئة البث الإسرائيلي، فإن معدي الرسالة ينوون نشرها بطريقة مشابهة للرسالة التي نشرها مقاتلو سلاح الجو مؤخرا، حسبما أفادت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية الجمعة.
وفي محاولة لترهيب المشاركين في التوقيع على الرسائل المعترضة على استمرار الحرب، توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي الجمعة بفصل هؤلاء.
وقال نتنياهو “أي شخص يشجع على التمرد، سيتم طرده فورا”، وأضاف “التمرد هو التمرد، بغض النظر عن الاسم القذر الذي يطلقونه عليه”.
وذكر الجيش الإسرائيلي في وقت سابق من الجمعة أنه سيطرد جنود احتياط في سلاح الجو وقّعوا على رسالة تدين الحرب في غزة وتتهمه بخدمة مصالح سياسية فقط وعدم إعادة الرهائن إلى ديارهم.
ووقّع حوالي ألف من جنود الاحتياط والمتقاعدين في سلاح الجو الإسرائيلي على رسالة نشرتها وسائل الإعلام الإسرائيلية الخميس، يطالبون فيها بالعودة الفورية للرهائن، حتى لو أدى ذلك إلى إنهاء القتال.
وفرضت إسرائيل حصارا على الغذاء والوقود والمساعدات الإنسانية، مما ترك المدنيين يواجهون نقصا حادا مع تضاؤل الإمدادات. وتعهدت بالاستيلاء على أجزاء واسعة من الأراضي الفلسطينية وإنشاء ممر أمني جديد عبرها.
كان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قد علق على رسائل الاحتجاج قائلا “أرفض بشدة محاولة المساس بشرعية الحرب العادلة التي يقودها جيش الدفاع الإسرائيلي في غزة، من أجل إعادة الأسرى وهزيمة حماس.”
من جانبه، قال قائد سلاح الجو الميجور جنرال تومر بار إن أي شخص يوقّع على الرسائل لن يستمر في الخدمة بالجيش الإسرائيلي.