الحكومة الكويتية تحذر جمعيات خيرية من الإضرار بسمعة البلاد

الكويت – وجّهت الحكومة الكويتية تحذيرا جديدا لفاعلين في مجال العمل الخيري من الانحراف بأنشطتهم عن مسارها الصحيح بما من شأنه أن يلحق ضررا بسمعة البلاد.
ويأتي هذا التحذير امتدادا لما بات يثيره العمل الخيري في الكويت التي لطالما مثّلت بثرائها المادي ساحة خصبة لنشاط جمع التبرعات تحت عناوين مختلفة، من محاذير ومشاكل بسبب انحراف العاملين في مجاله نحو أهداف أخرى غير الهدف الإنساني تتراوح بين السعي للثراء بشكل احتيالي غير مشروع وتمويل حركات وتيارات سياسية بعينها على غرار ما يقوم به أعضاء في تنظيم الإخوان المسلمين، وصولا إلى المنزلق الأخطر الذي تعنيه الحكومة أكثر من غيره بتحذيراتها وهو تمويل التشدّد والإرهاب.
وعبّرت أمثال الحويلة، وزيرة الشؤون الاجتماعية، عن رفضها القاطع لأي تصرفات تسيء إلى سمعة الكويت في مجال العمل الخيري. وقالت في تصريحات أوردتها وسائل إعلام محلية إنّ “سمعة البلد فوق كل اعتبار، ولن نقبل أو نسمح بالمساس بها نتيجة ممارسات خاطئة سواء كانت بحسن نية أو بقصد الإساءة لهذا القطاع الإنساني النبيل.”
وكانت الوزيرة تتحدّث في لقاء مع رؤساء الجمعيات الخيرية تمّت خلاله مناقشة عدد من القضايا المرتبطة بعمل الجمعيات وآلية جمع التبرعات لاسيما التبرعات الخارجية التي قد تتسبب في إشكالات أو تفتح باب التأويل والإساءة، بحسب ما أوردته صحيفة السياسة المحلية.
وأشارت الحويلة إلى أن بعض الجمعيات خرجت عن المسار الصحيح، مؤكدة الحاجة إلى التكاتف لتصحيح المسار ومعالجة أوجه القصور، وذلك عبر مراجعة التشريعات والتعديلات اللازمة لضمان استمرار العمل الخيري الكويتي بما يعكس ريادة البلد في هذا المجال. وشددت على أن العمل الخيري يجب أن يتماشى مع السياسة العامة للدولة ويبرز دورها الحضاري.
واتخذت السلطات الكويتية على مدى الفترة الماضية سلسلة من القرارات والإجراءات الهادفة إلى ضبط عمل الجمعيات الخيرية والدعوية وتضييق مساحة الحرية الكبيرة التي تمتّع بها القائمون عليها والعاملون في مجالها على مدى سنوات طويلة حدّ التسيّب والانفلات في الكثير من الأحيان.
وسبق للوزيرة أنّ حذّرت من أنّ بلادها باتت “قاب قوسين من دخول المنطقة الرمادية التي لا تؤثر سلبا على سمعتها فحسب، بل على اقتصادها أيضا، إلى جانب جملة تداعيات سلبية أخرى”، وذلك في إشارة إلى وقوع البلد تحت مجهر ملاحظة منظمات مالية دولية من بينها مجموعة العمل المالي لمنطقة الشرق وشمال أفريقيا “مينافاتف” المعنية بمكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب.