رئيسا الإمارات وكردستان العراق يبحثان تعميق التعاون الاقتصادي والسياسي

الزعيمان ناقشا فرص الاستثمار الإماراتي الخاص في الإقليم، وشددا على أهمية الهدوء وضبط النفس لتحقيق السلام والاستقرار الإقليمي.
الثلاثاء 2025/04/08
علاقة أساسها الوفاق بشأن الاستقرار والازدهار

أبوظبي - بحث رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ورئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني، مساء الاثنين في أبوظبي، سبل تعزيز وتنمية التعاون المشترك بين الجانبين.

وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية (وام) أن الشيخ محمد بن زايد ونيجيرفان بارزاني بحثا خلال اجتماع في أبوظبي "مختلف جوانب العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية العراق الشقيق عامة وإقليم كردستان خاصة".

وأضافت أنهما ناقشا "إمكانيات تنمية التعاون وتوسيع آفاقه، بما يعود بالخير والنماء على الشعبين الشقيقين، ويسهم في تحقيق تطلعاتهما نحو التنمية والازدهار المستدامين".

كما "تبادل الجانبان وجهات النظر بشأن عدد من القضايا والموضوعات محل الاهتمام المشترك"، وفق الوكالة دون تفاصيل.

وتكتسب زيارة بارزاني إلى أبوظبي أهمية خاصة في ظل التقلبات الإقليمية المتسارعة، بما في ذلك التغيير الكبير الذي تشهده الساحة السورية.

وتبرز الإمارات كوجهة رئيسية لتحركات قيادات إقليم كردستان، نظرا لدورها المحوري في تعزيز الاستقرار الإقليمي وحماية أمن دول وشعوب المنطقة، وهو ما يعززه نهج قيادتها المعتدل وشبكة علاقاتها الإقليمية والدولية الواسعة والنشطة.

ويرى مراقبون أن الإمارات، بفضل علاقاتها المتطورة مع العراق ومختلف الأطراف السياسية الفاعلة فيه، قادرة على لعب أدوار بناءة في تذليل العقبات التي تواجه الإقليم.

في المقابل، تمثل قيادة إقليم كردستان العراق، وخاصة قيادات الحزب الديمقراطي الكردستاني، جزءًا أساسيًا من هذا الحراك الإقليمي، وإسهامًا فاعلًا فيه، خاصة وأن العراق وإقليم كردستان يتأثران بشكل مباشر بالتطورات الجارية في المنطقة، وعلى رأسها الأوضاع في سوريا، نظرًا للتشابكات السياسية والأمنية والاجتماعية المعقدة بينهما.

ويُعد الأكراد جزءًا أصيلًا من الشعب السوري، وقد وضعتهم الأحداث المضطربة في سوريا على مدى العقد الماضي في قلب صراعات إقليمية متعددة الأطراف، تتصدرها إيران وتركيا.

وفي هذا السياق، بذلت القيادة الكردية العراقية، ممثلة بالمرجع الكردي المخضرم مسعود بارزاني، جهودًا مكثفة لتوحيد مواقف الأكراد السوريين وتجنيبهم الانزلاق إلى صراع مدمر مع تركيا.

وقد تجسدت هذه الجهود في استقبال قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي في أربيل، وقيام الرئيس بارزاني بإيفاد ممثل عنه إلى سوريا لبحث التطورات مع ممثلين عن المكون الكردي هناك.

وفي تطور لافت الشهر الماضي، وقع الرئيس الانتقالي السوري أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي اتفاقًا يقضي بـ "دمج" كافة المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة للإدارة الذاتية الكردية في إطار الدولة السورية، وهو ما يعكس التحولات المتسارعة في المشهد الإقليمي.

وعقب اللقاء، أكد رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني في تدوينة على منصة إكس عن سعادته بلقاء الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مشيرًا إلى بحثهما "سبل تعزيز التعاون بين دولة الإمارات والعراق وإقليم كردستان"، بالإضافة إلى "التطورات التي تشهدها الأوضاع الإقليمية والتحديات التي تواجه الشرق الأوسط والمنطقة".

من جانبه، أوضح المكتب الإعلامي لرئاسة إقليم كردستان في بيان أن اللقاء أكد على "تعزيز علاقات الإمارات مع العراق وإقليم كردستان وتوسيع آفاق التعاون المشترك بينهما، لاسيما في المجالات التي تخدم مصالح الطرفين".

كما جرى بحث "فرص الاستثمار والتعاون الاقتصادي الإماراتي، لا سيما من قبل القطاع الخاص، في إقليم كردستان والعراق"، وتبادل وجهات النظر حول القطاعات والمجالات التي يمكن أن تشهد حضورًا واستثمارًا إماراتيًا في العراق والإقليم.

وفي محور آخر من الاجتماع، استعرض الجانبان آخر التطورات والمستجدات في المنطقة، والمخاطر والتداعيات المحتملة للأوضاع على الشرق الأوسط ودوله. وشددا على "أهمية الحفاظ على الهدوء والاستقرار، وممارسة ضبط النفس والحكمة في التعامل مع الأوضاع، بما يجنّب المنطقة المزيد من التوتر والتصعيد، وأهمية عمل جميع الأطراف من أجل السلام والاستقرار".

 كما شكل الوضع في سوريا وعدد من القضايا الأخرى ذات الاهتمام المشترك محورًا هامًا في الاجتماع.

ويشار إلى أن إقليم كردستان ودولة الإمارات تربطهما علاقات متينة، خاصة بين رئيس الإقليم ورئيس الدولة الخليجية.

وقد بدأ التبادل الاقتصادي بين أربيل وأبوظبي في عام 2007، باستثمار إماراتي رائد في قطاع الطاقة في إقليم كردستان، حيث كانت الإمارات أول دولة تباشر العمل في حقول الغاز والنفط في الإقليم.

وفي هذا السياق، تلعب شركة "دانة غاز" الإماراتية دورًا حيويًا حاليًا في إنتاج الغاز من حقل كورمور، أكبر حقول الغاز في الإقليم.

كما كان للهلال الأحمر الإماراتي دور بارز في تقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين من هجوم تنظيم داعش عام 2014 على العراق وسوريا، والذي تسبب في موجة نزوح ولجوء واسعة إلى إقليم كردستان، مما يعكس عمق العلاقات الإنسانية بين الجانبين.