الكويت تشمل مساجدها بتقنين استهلاك الكهرباء

الكويت- شملت السلطات الكويتية مساجد البلاد بإجراءاتها الهادفة إلى الاقتصاد في استهلاك الطاقة الكهربائية استعدادا لفصل الصيف الذي تحوّل قدومه إلى عنوان لأزمة الكهرباء التي تتفاقم في فصل الحرارة بسبب الإقبال الكثيف على تكييف الهواء في المحلات العمومية والخاصة، وقد اضطرت السلطات الصيف الماضي لمواجهتها باستخدام أسلوب القطع المبرمج للتيار لفترات زمنية متفاوتة.
وقرّرت وزارة الشؤون الإسلامية تحديد المدد التي يستغرقها أداء الصلوات وتقليصها قدر الإمكان للضغط على استهلاك الطاقة في المساجد التي كانت في السابق مهربا للكثيرين من حرارة الطقس عندما كان فتحها للعموم غير مضبوط بأوقات محدّدة.
◄ عدد كبير من وحدات إنتاج الكهرباء يخضع في الوقت الحالي لعمليات صيانة استعدادا لموسم الصيف
وأصدرت الوزارة تعميما للأئمة والمؤذنين دعتهم فيه إلى تقليص وقت الإقامة في فرضي الظهر والعصر وعدم الإطالة في الصلاة.
ومما جاء في التعميم أنّ القطع المبرمج للكهرباء عن كل مساجد محافظات البلاد الست “يبدأ من بعد أذان الظهر بنصف ساعة إلى قبل صلاة العصر بربع ساعة، ومن بعد صلاة العصر بنصف ساعة إلى الساعة الخامسة عصرا حسب تطبيق مساجد الكويت”.
وخيم شبح أزمة الكهرباء بشكل مبكّر على سكان الكويت وذلك مع أول ارتفاع طفيف في درجات الحرارة التي بلغت الأيام الماضية ثماني وثلاثين درجة مئوية.
وأعلنت وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة في وقت سابق من هذا الأسبوع قطع التيار الكهربائي عن بعض المناطق الصناعية والزراعية بسبب ارتفاع الأحمال الكهربائية وأعمال الصيانة لبعض وحدات التوليد.
وهذه هي أولى عمليات قطع للتيار الكهربائي في عام 2025. وتعرف تلك العمليات التي بات اللجوء إليها أمرا معتادا لتخفيف الأحمال على الشبكة في الكويت بالقطع المبرمج، حيث يتم قطع التيار عن بعض المناطق خلال فترة الظهيرة التي تمثل ذروة الاستهلاك بسبب الاستخدام الكثيف لأجهزة التكييف.
وأعلنت الوزارة على منصة إكس عن بدء فصل التيار الكهربائي عن أجزاء محدودة ببعض المناطق الزراعية في العبدلي، والروضتين والوفرة، وبعض المناطق الصناعية في ميناء عبدالله وصبحان والصليبية الصناعية والري والشويخ الصناعية.
وكانت الوزارة قالت في وقت سابق إن القطع لن يتجاوز ثلاث ساعات يوميا، في حال حدوثه. وتم اللجوء إلى القطع المبرمج العام الماضي للمرة الأولى منذ سنوات بسبب زيادة الاستهلاك والتوسع العمراني وارتفاع درجات الحرارة وتأخر صيانة بعض المحطات الكهربائية.
ويخضع عدد كبير من وحدات إنتاج الكهرباء في الوقت الحالي لعمليات صيانة استعدادا لموسم الصيف الذي تصل فيه درجات الحرارة أحيانا إلى 50 درجة مئوية.
وأكدت الوزارة في بيانها أنه تم التنسيق مع هيئة الربط الكهربائي الخليجي لدعم الشبكة الكويتية “حفاظا على استقرار المنظومة الكهربائية للبلاد”.
وقالت صحيفة الرأي المحلية إن البلاد بدأت باستقبال 600 ميغاوات من الشبكة الخليجية ضمن اتفاقية لاستيراد الطاقة كانت قد وقعتها وزارة الكهرباء مؤخرا مع هيئة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون الخليجي.
وتسعى الحكومة للتغلب على مشكلة زيادة الأحمال الكهربائية في فصل الصيف من خلال مشاريع جديدة بالتعاون مع الصين والقطاع الخاص الكويتي، بالإضافة إلى استيراد الكهرباء من دول الخليج الأخرى.
وتثير أزمة الكهرباء حالة من الامتعاض الاستثنائي كونها لا تناسب قلة عدد سكان الكويت وقدراتها الضخمة في مجال الطاقة باعتبارها من كبار منتجي ومصدري النفط في المنطقة، الأمر الذي يحيل إلى مشاكل في الإدارة والتسيير وعدم مواكبة للارتفاع السريع في استهلاك الكهرباء نتيجة عدّة عوامل من بينها التغيرات المناخية الحادّة.