"أرواح في المدينة" تحتفي بذكرى ميلاد الأبنودي في أمسية بالأوبرا

القاهرة - تنظم دار الأوبرا المصرية مساء الجمعة على مسرحها الصغير ندوة من سلسلة “أرواح في المدينة” الشهرية بعنوان “ليلة الخال عبدالرحمن الأبنودي في عيد ميلاده”، يقدمها الكاتب الصحفي محمود التميمي، وتعتبر مواصلة للمشروع الثقافي “القاهرة عنواني”.
وذكرت دار الأوبرا المصرية في بيان لها الثلاثاء أن الندوة تتناول المسيرة الفنية للشاعر الراحل عبدالرحمن الأبنودي، مع عرض وتحليل لمقاطع نادرة من حواراته والأغاني التي كتبها وتعاون فيها مع كبار المطربين والملحنين، كما تلقي الضوء على جهوده في إبراز وتقديم السيرة الهلالية بالإضافة إلى التطرق إلى جوانب من حياته ونشأته وعلاقته بزملائه من المبدعين.
وأشارت الأوبرا إلى أن الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي يعد أحد أهم رموز شعر العامية في مصر وقد لقب بالخال، ولد في الحادي عشر من أبريل 1938، وشهدت على يديه القصيدة العامية مرحلة انتقالية مهمة في تاريخها، تغنى بكلماته التي تنوعت ما بين العاطفي والوطني والشعبي كبار المطربين، كما كتب أغاني العديد من الأعمال الدرامية.
ومن رائعة “عيون القلب” إلى “وأنا كل ما أقول التوبة” ومن “ساعات ساعات” إلى “عزيزة” وصولا إلى “عدى النهار” و”أحلف بسماها وبترابها”، خطّ الأبنودي مسيرة إبداعية ظلت في الذاكرة والوجدان.
إنسان جمع في قلبه هموم وأحزان وأفراح البشر أجمعين، وشاعر نحت قصائد من طين وأغاني من نور وأهازيج من سحر. الشاعر عبدالرحمن الأبنودي رحل الثلاثاء الحادي والعشرين من أبريل 2015 عن عمر يناهز الـ76 عاما بعد صراع طويل مع المرض.
ويعتبر عبدالرحمن الأبنودي واحدا من أشهر شعراء العامية في مصر والعالم العربي، شهدت معه وعلى يديه القصيدة العامية مرحلة انتقالية مهمة في تاريخها، كتب لكبار المطربين وتنوعت أعماله ما بين العاطفي والوطني والشعبي.
قدّم الأبنودي تجربة شعرية فريدة شديدة الثراء، حيث ارتقى بقصائده “العامية” إلى درجة من الرقي عادلت قصائد “الفصحى”، وسطر تاريخا طويلا من الشعر من خلال تجربة امتزجت بكل أنواع الشعر ما بين الوطني والعاطفي والشعبي حتى أصبحت أعماله راسخة في وجدان الأرض العربية بشعبها وترابها وسمائها.
ولد الأبنودي عام 1939 في قرية أبنود بمحافظة قنا بصعيد مصر، لأب كان يعمل مأذونا شرعيا وهو الشيخ محمود الأبنودي، وانتقل إلى مدينة قنا وتحديدا في شارع بني علي حيث استمع إلى أغاني السيرة الهلالية التي تأثر بها.
وقد حصل الأبنودي على جائزة الدولة التقديرية عام 2001، ليكون بذلك أول شاعر عامية مصري يفوز بجائزة الدولة التقديرية. كما فاز بجائزة محمود درويش للإبداع العربي عام 2014.
من أشهر أعماله السيرة الهلالية التي جمعها من شعراء الصعيد ولم يؤلفها. كما صدر له كتاب “أيامي الحلوة” والذي نشره في حلقات منفصلة، في ملحق أيامنا الحلوة بجريدة الأهرام، وقد تم جمعها في كتاب من ثلاثة أجزاء، وفيه يحكي الأبنودي قصصا وأحداثا مختلفة من حياته في صعيد مصر.
وتستعيد الندوة مسيرة الشاعر الراحل بطريقة مختلفة لا تقف عند أهم محطاته وأعماله فحسب، بل وتدرس تأثره وتأثيره أيضا، وهو الشاعر الذي ترك بصمة واضحة في مجايليه وفي الشعر العامي المصري ككل، إذ يكشف محمود التميمي وجوها مختلفة للأبنودي بداية من حياته وصولا إلى قيمته الفنية والأدبية الثابتة، ما يخوله ليكون واحدا من عناصر الذاكرة المصرية.
ويذكر أن سلسلة لقاءات أرواح في المدينة تهدف إلى حفظ الذاكرة الوطنية للمصريين وأطلق من خلالها مشروع القاهرة عنواني برعاية وزارة الثقافة وبالتعاون مع النشاط الثقافي والفكري في دار الأوبرا المصرية.