نتنياهو يهدد بالضرب في كل مكان في لبنان

الرئيس اللبناني يؤكد أن تحقيقات الجيش تشير إلى أن حزب الله ليس مسؤولا عن إطلاق الصواريخ نحو إسرائيل، في تصريح دعمه نظيره الفرنسي الذي اتهم تل أبيب بنقض اتفاق وقف اطلاق النار.
الجمعة 2025/03/28
فرنسا تلقي بثقلها مجددا في دعم لبنان

القدس/باريس - توعد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الأربعاء بأن اسرائيل "ستضرب في كل مكان في لبنان ضد أي تهديد"، بعد غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية هي الأولى منذ وقف اطلاق النار مع حزب الله في نوفمبر الماضي.

وقال نتنياهو في بيان إن "أي طرف لم يفهم بعد الوضع الجديد في لبنان تلقى اليوم مثالا جديدا على تصميمنا"، مضيفا "المعادلة تغيرت.. لن نسمح بحد أدنى من اطلاق النار على بلداتنا وسنواصل الضرب في كل مكان في لبنان ضد أي تهديد لدولة اسرائيل".

وطغت الضربات الإسرائيلية الأخيرة على زيارة الرئيس اللبناني جوزيف عون لفرنسا الجمعة، دافعة نظيره إيمانويل ماكرون إلى رفع النبرة ضدّ إسرائيل والمطالبة بـ"ضغط" أكبر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب لصون الهدنة الهشّة في لبنان.

وكان الهدف من هذه الزيارة الرسمية الأولى التي يجريها الرئيس اللبناني إلى دولة غربية منذ انتخابه في يناير الماضي الاحتفاء بـ"الصداقة الراسخة" بين البلدين، بحسب الجانب الفرنسي.

وخلال مؤتمر صحافي، قال ماكرون الذي زار بيروت في 17 يناير لتهنئة عون الذي استتبع انتخابه تشكيل حكومة برئاسة الإصلاحي نواف سلام إن "لبنان على المسار الصحيح".

وساهمت فرنسا مساهمة حثيثة في الجهود الدبلوماسية المبذولة لحلحلة الوضع في لبنان وباتت تأمل اليوم في أن تنطلق عجلة الإصلاح في البلد ليخرج من أزمته الاقتصادية والاجتماعية.

وأكّد ماكرون أن باريس تعتزم استضافة "مؤتمر دولي لإنعاش لبنان" بناء على "الإصلاحات المؤسسية والاقتصادية التي تطلقها الحكومة اللبنانية".

غير أن زيارة الرئيس اللبناني لفرنسا جرت في يوم تعرّض فيه وقف إطلاق النار الهشّ الذي أبرم برعاية الولايات المتحدة وفرنسا بين إسرائيل وحزب الله المدعوم من إيران لأكبر خرق منذ دخوله حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر الماضي.

وشنّ الجيش الإسرائيلي ضربات على الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، للمرّة الأولى منذ سريان الهدنة قبل أربعة أشهر، بعدما كان قصف جنوب لبنان ردّا على صواريخ أطلقت باتّجاه الدولة العبرية الجمعة.

ومن الإليزيه، صرّح الرئيس اللبناني وإلى جانبه نظيره الفرنسي بأن تحقيقات الجيش تشير إلى أن "حزب الله ليس مسؤولا" عن إطلاق الصواريخ أخيرا نحو إسرائيل.

وأكّد عون أنه "سيكون هناك تحقيق" في مصدر عمليات إطلاق الصواريخ، مضيفا "استنادا لتجربتنا السابقة والأدلّة الموجودة على الأرض، فإنّه ليس حزب الله... حزب الله أعلن عدم مسؤوليته".

وعن مصير اتفاق وقف إطلاق النار، تساءل الرئيس اللبناني خلال المؤتمر صحافي مع نظيره الفرنسي "إن لم تكن الولايات المتحدة وفرنسا قادرتين على تأمين ضمانات، فمن يمكنه تأمين ضمانات؟".

وصرّح ماكرون من جانبه بأن ما من معلومات وردته "في هذه المرحلة" عن "ضربات لحزب الله"، مضيفا"لم تنفّذ أنشطة قد تبرّر هذه الضربات".

ووجّه الرئيس الفرنسي سهامه إلى الدولة العبرية، مندّدا بضربات تشكّل "انتهاكا لوقف إطلاق النار" على نحو "أحادي" وهي من ثمّ "غير مقبولة" و"تنكث وعدا مقطوعا" و"تصبّ في مصلحة حزب الله".

وأعلن ماكرون عزمه الاتصال بدونالد ترامب "في الساعات المقبلة" وبرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اليومين المقبلين. وقال إنه يتوقّع من نظيره الأميركي أن يمارس "ضغطا خاصا" على إسرائيل، راميا بذلك الكرة في ملعب واشنطن.

وأشار إلى أن فرنسا تمارس من جانبها "ضغطا سياسيا" لكن مع إدراك الحدود، لافتا إلى أن الأميركيين يملكون "وسائل ضغط أكبر من أيّ كان لأن الإسرائيليين يعوّلون على الولايات المتحدة لعتادهم العسكري الذي يسمح لهم بتنفيذ عملياتهم".

وقال في إشارة إلى غزة إن دونالد ترامب "عرف كيف يبيّن" أنه "عندما تضغط الولايات المتحدة على إسرائيل، تصبح اتفاقات وقف إطلاق النار ممكنة وقابلة للاحترام".

وحرص الرئيس الفرنسي على إضفاء بُعد إقليمي قوي على هذه الزيارة، إذ بالإضافة إلى اللقاءات الثنائية لعون مع ماكرون، عقد الرئيسان اجتماعا عبر الفيديو مع الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع.

وأوضحت الرئاسة الفرنسية لصحافيين أن الغرض من الاجتماع كان بحث "قضية الأمن على الحدود السورية اللبنانية"، حيث أدت "توترات إلى وقوع مواجهات" في الفترة الأخيرة. وعرضت فرنسا الاضطلاع بدور "الميسّر" لتهدئة التوتّرات عند الحدود السورية اللبنانية.

كذلك شمل البرنامج اجتماعا خماسيا "مخصصا لشرق المتوسط" ضمّ إلى الرؤساء الثلاثة نظيريهم القبرصي واليوناني، لمناقشة "التحديات" المرتبطة بـ "الأمن البحري" و"التأثير البيئي الإقليمي على الأمن"، بحسب الإليزيه. كما ركّز الرؤساء الخمسة على مسألة عودة النازحين السوريين.