اتساع نطاق نمو الطاقة المتجددة لا يكفي لتحقيق أهداف 2030

الطاقة الشمسية وطاقة الرياح أسرع مصادر الطاقة المتجددة نموا.
الجمعة 2025/03/28
نمو مستمر لمصادر الطاقة المتجددة

أبوظبي- أكدت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا) في تقرير حديث أن اتساع نطاق نمو إنتاج الكهرباء من المصادر النظيفة بوتيرته الحالية لا يكفي لتحقيق الأهداف العالمية بحلول نهاية العقد الحالي.

وحققت الطاقة المتجددة نموا قياسيا في العام 2024، مدفوعة بشكل رئيسي بالتوسع الهائل في الصين، وفقا لتقرير “إحصائيات القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة 2025” الصادر عن الوكالة الأربعاء.

ولا تتوزع الإحصائيات الإجمالية لقدرات الطاقة البديلة العالمية بشكل متوازن جغرافيا، الأمر الذي يسهم في تعميق الفجوة القائمة في جهود إزالة الكربون، ويعيق تحقيق هدف مضاعفة قدرات إنتاج الطاقة المتجددة.

وبحسب التقرير، ارتفع إجمالي القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة على مستوى العالم إلى 4448 غيغاواط في العام الماضي، بزيادة قدرها 585 غيغاواط، ما يمثل 92.5 في المئة من إجمالي التوسع في القدرة الإنتاجية للطاقة على مستوى العالم.

فرانشيسكو لا كاميرا: مع اقتراب الموعد، التفاوتات الإقليمية تدق ناقوس الخطر
فرانشيسكو لا كاميرا: مع اقتراب الموعد، التفاوتات الإقليمية تدق ناقوس الخطر

وذكر معدو التقرير أن دول آسيا استأثرت بالحصة الأكبر من هذا التوسع، وقد جاء ذلك مدفوعا بالصين التي زادت قدرتها الإنتاجية بنسبة 64 في المئة.

كما زادت قدرة إنتاج الطاقة الشمسية الكهروضوئية بمقدار 451.9 غيغاواط العام الماضي، حيث استأثرت الصين وحدها بنحو 278 غيغاواط من إجمالي هذا التوسع، وحلت الهند في المرتبة الثانية بواقع 24.5 غيغاواط.

وساهمت مجموعة دول السبع بما يعادل 14.3 في المئة، بينما كانت المساهمة الأقل من أميركا الوسطى ومنطقة البحر الكاريبي، حيث لم تتجاوز 3.2 في المئة.

وأشارت الوكالة التي تتخذ من إمارة أبوظبي مقرا لها إلى أن الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ظلتا أسرع مصادر الطاقة المتجددة نموا، إذ شكلتا معًا 96.6 في المئة من القدرات العالمية الجديدة في 2024.

ورغم هذا الإنجاز حذّر خبراء آيرينا من أن “النمو الحالي لا يزال غير كاف لتحقيق الهدف العالمي بمضاعفة القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول العام 2030، وهو ما يتطلب معدل نمو سنوي قدره 16.6 في المئة.”

وورد في التقرير أن “التقدم بهذه الوتيرة لا يزال قاصرا عن تحقيق الهدف العالمي المتمثل في الوصول إلى 11.2 تيراواط بحلول العام 2030.”

وتهدف الدول إلى بلوغ الإنتاج نحو 5.4 تيراواط من القدرة الكهربائية المتجددة بحلول نهاية هذا العقد، وهو ما يشكل أقل من الكمية الضرورية لاحترام التعهدات المناخية.

وأكد مدير عام آيرينا فرانشيسكو لا كاميرا أن “النمو السنوي المستمر لمصادر الطاقة المتجددة خير دليل على أن هذه المصادر مجزية اقتصاديا، وقابلة للنشر بسهولة.”

لكن لا كاميرا حذر من أن “التفاوتات الإقليمية بدأت تدق ناقوس الخطر مع اقتراب الموعد النهائي لعام 2030.”

وصار العالم يقف الآن على أعتاب مرحلة جديدة تتجاوز فيها الطاقة المتجددة قطاع الوقود الأحفوري، من حيث القدرة الإنتاجية لمصادر الطاقة، لكن لا تزال ثمة عراقيل وتحديات يتوجب تجاوزها من خلال العمل الجماعي.

وعلّق الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ سيمون ستيل على هذه الأرقام قائلا “رغم نمو مصادر الطاقة المتجددة في آسيا بضعف معدل نموها في أوروبا، من الواضح أن هناك فرصا كبيرة لأوروبا لتسريع وتيرة النمو.”

الدول تهدف إلى بلوغ الإنتاج نحو 5.4 تيراواط من القدرة الكهربائية المتجددة بحلول نهاية هذا العقد، وهو ما يشكل أقل من الكمية الضرورية لاحترام التعهدات المناخية

وأضاف “في ظل طفرة الطاقة النظيفة العالمية التي بلغت تريليوني دولار أميركي العام الماضي، فإن العائدات المتوقعة هائلة.”

وأوضح ستيل أن التحول في مجال الطاقة النظيفة يمكن أن يكون “المحرك الاقتصادي” لأوروبا التي قد يتقلّص ناتجها المحلي الإجمالي بنسبة تصل إلى 2.3 في المئة بحلول منتصف القرن الحالي بسبب تأثيرات المناخ.

وتلتزم آيرينا بمراقبة التقدم المنجز ودعم مساعي البلدان في تحقيق هدف مضاعفة قدرات الطاقة المتجددة، وأكد لا كاميرا “الحاجة إلى تطبيق سياسات فعالة وتوظيف تمويلات ضخمة بأسرع وقت ممكن حتى نستطيع معا تحقيق أهدافنا المنشودة.”

واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن “كل زيادة في الطاقة المتجددة يقابلها انحسار لعصر الطاقة الأحفورية.”

وأضاف أن “النمو القياسي لقطاع الطاقة المتجددة يساهم في إيجاد فرص العمل، وخفض الإنفاق على فواتير الطاقة، وتعزيز نظافة البيئة.”

ومع ذلك شدد غوتيريش على ضرورة “تسريع عملية التحول إلى الطاقة المتجددة وجعلها أكثر عدالة من خلال إعطاء جميع الدول فرصا متكافئة للاستفادة من طاقة متجددة نظيفة ومنخفضة الكلفة.”

10