عثرة جديدة للعمل الخيري الكويتي.. نهب الملايين باسم غزّة

العمل الخيري في الكويت يشهد هزة جديدة مع بدء تفاعل قضية احتيال كبرى في جمع التبرعات.
الثلاثاء 2025/03/25
فرق بين إنسانية المتبرعين وجشع الجامعين

الكويت - شهد مجال العمل الخيري في الكويت هزة جديدة مع بدء تفاعل قضية احتيال كبرى في جمع تبرعات تحت عنوان مساعدة سكان قطاع غزّة.

وباتت عمليات جمع التبرعات المزدهرة والرائجة بكثافة في الكويت نظرا لثراء البلد ورخاء مجتمعه مدار شبهات كثيرة يتعلّق أقلها بالثراء غير المشروع، ويتّصل أخطرها بتمويل التشدّد والإرهاب.

وتتفاعل منذ أيام قضية جمع تبرعات ضخمة في وقت وجيز بمبلغ 10 ملايين دولار لبناء مستشفى أطفال في غزّة الذي يعيش في الوقت الحالي حربا ضروسا تشنها عليه إسرائيل التي لا تسمح بوضع وضع حجر لإقامة أي بناء فضلا عن إمكانية سماحها ببناء مستشفى.

وأثار الشبهات حول العملية الكاتب والأكاديمي الكويتي محمد الوهيب الذي كتب في مقال له مطالبا الحكومة ممثلة بوزارة الشؤون الاجتماعية بأن بالوقوف على حقيقة ما يجري و”إزالة اللغط حول هذا الموضوع كي لا تتم الإساءة للعمل الخيري الكويتي.”

وانطلقت القضية بحسب الوهيب مع ظهور ناشط فلسطيني شهير مؤخرا في فيديو مع مجموعة من أصدقائه في غرفة صغيرة قال إنها في القطاع “وزعم بأنه لن يخرج من الغرفة إلا عندما يتم تحصيل مبلغ عشرة ملايين دولار لإعادة تعمير مستشفى الأطفال بغزة.”

وأعلن الناشط أنّ حملة التبرع تم تنظيمها بالتنسيق مع دولة الكويت ممثلة بالجمعية الكويتية للإغاثة ووزارة الصحة الفلسطينية.

10

ملايين دولار أشرف على جمعها ناشط سبق ضلوعه في نهب تبرعات

لكن الطابع الرسمي الذي حاول أصحاب المبادرة إضفاءه على حملتهم سرعان ما انهار بإعلان وزارة الصحة الفلسطينية في بيان رسمي عدم مسؤوليتها عن حملة جمع التبرعات وعدم اشتراكها فيها بل تحذيرها من استخدام اسمها أو شعارها لغرض حملات جمع التبرعات.

وقال الوهيب إنّه تأكد شخصيا من صحّة موقف الوزارة عبر اتصاله بأحد مسؤوليها. وطالب الجمعية الكويتية للإغاثة والحكومة الكويتية بتوضيح الموقف بشأن الزج باسمهما في عملية جمع التبرعات المشكوك في أمرها.

ورأى أن القضية تكتسي درجة كبيرة من الخطورة كون المتزعّم لحملة التبرعات “متورطا في حملات تبين أنها نصب واحتيال في السابق. وقد اتهمه البعض باستغلال هذه الحملات لتحقيق مكاسب شخصية كترميم منزله الخاص. وقام في حادثة أخرى بالاعتذار من المتبرعين بعدما تحصلت حملته على 700 ألف دولار، وقال حينها بأنه لا يعرف أي شيء عن الجمعية الخيرية السويدية التي قام بالتعاون معها في تحصيل هذه التبرعات.”

ووجه الكاتب سؤالا مباشرا لوزارة الخارجية الكويتية قائلا “أمام هذا الوضع المتهالك لحكومة حماس التي تدير القطاع، وتضحيتها بجيل كامل من شعب غزة البريء بسبب خطأ في التقدير السياسي، كيف يمكننا اليوم الوثوق بها لإدارة هذه الأموال ومتابعة أوجه صرفها والتأكد أن هذه الأموال قد ذهبت لبناء مستشفى،” موضحا أنّ مأتى سؤاله للوزارة أنّها مكلفة بالإشراف على العمل الإنساني الكويتي في الخارج.

وانضم الكاتب الكويتي أحمد الصراف للوهيب في إثارة قضية استغلال الأوضاع في غزة لنهب أموال التبرعات مشيرا إلى وجود شبكة إخوانية عابرة للحدود خلف العملية متهما الجمعية الكويتية الشريكة للناشط الفلسطيني في حملته الجديدة بتجاهل المحاذير المثارة حول عملية جمع التبرعات “لأن حصتها من مبلغ التبرع وحصة شقيقتها الجمعية الفلسطينية الإخوانية في غزة إضافة لعمولة شركة التحصيل الحصرية، تبرر عدم الالتفات” لتلك المحاذير.

3