تهديدات الحوثيين تدفع 75 بالمئة من السفن الأميركية لتجنب البحر الأحمر

واشنطن - أفاد مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض مايك والتز الأحد، بأنّ ثلاثة أرباع حركة الشحن الأميركية التي يجب أن تمر عبر البحر الأحمر تضطر حاليا إلى تجنّب المنطقة والمرور عبر الساحل الجنوبي لأفريقيا، بسبب الضربات التي ينفّذها الحوثيون في اليمن.
وقال والتز عبر شبكة "سي بي إس"، إنّ "75 في المئة من شحناتنا البحرية التي ترفع العلم الأميركي تضطر الى المرور عبر الساحل الجنوبي لأفريقيا بدلا من قناة السويس".
وتشير هذه التصريحات إلى أن هذا التغيير في المسار يظهر التحديات التي تواجه حركة الملاحة الدولية في ظل التوترات الأمنية في المنطقة، ما يزيد من تكاليف الشحن وتأخير وصول البضائع مما يؤثر على الاقتصاد العالمي.
وتأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد التوترات في البحر الأحمر، حيث يواصل الحوثيون تهديدهم لحركة الملاحة الدولية. وقد دفعت هذه التهديدات العديد من شركات الشحن العالمية إلى تغيير مساراتها وتجنب المرور عبر البحر الأحمر.
وبعد اندلاع الحرب في قطاع غزة إثر هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، شنّ الحوثيون، الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء منذ العام 2014، عشرات الهجمات الصاروخية على إسرائيل وسفن اتهموها بأنها مرتبطة بها، دعما للفلسطينيين في غزة.
وخلال محادثة هاتفية مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، أكّد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو مساء الأحد وفق بيان لوزارته أن "الحكومة الأميركية مصممة على إعادة إرساء حرية الملاحة في البحر الأحمر عبر عمليات عسكرية ضد الحوثيين المدعومين من إيران".
وفق المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية شون بارنيل، هاجم الحوثيون "سفنا حربية أميركية 174 مرة وسفنا تجارية 145 مرة منذ عام 2023".
وتوقفت هجمات الحوثيين المدعومين من إيران مع بدء سريان الهدنة في غزة في 19 يناير، لكنهم استأنفوها مع خرق الهدنة وتوعدوا بتكثيفها طالما استمرت إسرائيل في ضرباتها على القطاع المدمر.
ومنذ أكثر من أسبوع، تنفذ الولايات المتحدة ضربات على معاقل الحوثيين، هي الأولى منذ تولّي دونالد ترامب منصبه في 20 يناير.
وقال مايك والتز عبر "سي بي اس" الأحد إنّ "الرئيس ترامب قرر ضرب الحوثيين وضربهم بقسوة، على عكس الإدارة السابقة" خلال عهد الرئيس جو بايدن.
وأضاف مستشار البيت الأبيض أن "الحفاظ على الممرات البحرية مفتوحة، والحفاظ على التجارة مفتوحة، هو جانب أساسي من أمننا القومي" في مواجهة الحوثيين الذين "يملكون صواريخ كروز متطورة وصواريخ بالستية وبعض أكثر الدفاعات الجوية تطورا، وكلّها قدّمتها إيران".
وكان قد أعلن قبل أسبوع أن الضربات الأميركية على معاقل الحوثيين أدت إلى القضاء على عدد من كبار قادة المتمردين، فيما أفاد هؤلاء عن مقتل 53 شخصا وإصابة 98 آخرين بجروح.
وأعلن المتمردون الحوثيون في اليمن مقتل شخص وإصابة 13 آخرين بجروح ليل الأحد في ضربات على صنعاء نسبوها إلى الولايات المتحدة.
وجاء في بيان للمتحدث باسم الحوثيين أنيس الاصبحي "استشهاد مواطن وإصابة 13 آخرين منهم 3 أطفال في حصيلة نهائية للعدوان الأميركي على المبنى السكني في منطقة عصر في مديرية معين".
وشاهد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية في المنطقة ركام مبنى يبدو أن ضربة دمّرته.
وفي وقت سابق، أفادت وسائل إعلام تابعة للحوثيين بإصابة مبنى سكني بضربات أميركية في صنعاء وفي معقل المتمردين في صعدة.
ولم تؤكد الولايات المتحدة على الفور ما إذا شنّت ضربات على صنعاء، لكن مسؤولا عسكريا أفاد بأن "القيادة العسكرية المركزية الأميركية للشرق الأوسط (سنتكوم) تشن كل نهار وكل ليلة ضربات على مواقع متعددة للحوثيين المدعومين من إيران كل يوم وليلة في اليمن".
وفي الأيام الأخيرة أعلن الحوثيين شن هجمات تستهدف إسرائيل، متوعّدين بالتصعيد بعد استئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.