اختيار ستارلينك لتوفير خدمات الاتصالات الفضائية في الأردن

عمّان - يحث الأردن الخطى بهدف توفير الاتصالات الفضائية، والتي باتت إحدى الخدمات الضرورية إلى جانب الجيل الخامس للاتصالات (5 جي) لزيادة تحفيز الاقتصاد، وسط آمال المسؤولين في أن تكون الخطوة نواة لجعل البلد مركزا إقليميا للأعمال مستقبلا.
واختارت هيئة تنظيم قطاع الاتصالات شركة ستارلينك الأميركية المملوكة للملياردير إيلون ماسك لتطوير البنية التحتية اللازمة والقيام بالتجارب لهذا المشروع الذي لا يوجد منه الكثير في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ويمثل الترخيص لستارلينك إنجازا هاما في المشهد التكنولوجي للبلاد. وهذا التطور، إلى جانب الدور المتنامي للذكاء الاصطناعي مهم في الأمن السيبراني والتحديات المستمرة لحماية البيانات الشخصية، ويُتيح فرصا غير مسبوقة.
ويبشر وصول ستارلينك إلى السوق الأردنية بعصر جديد من الاتصال بالإنترنت، واعدا بتوفير خدمة عالية السرعة حتى في أكثر المناطق النائية. ومن المتوقع أن تُعيد هذه القفزة التكنولوجية تشكيل مختلف قطاعات الاقتصاد والمجتمع المحلي.
ويعني تدفق الإنترنت عالي السرعة توليد بيانات ونقلها وتخزينها أكثر من أي وقت مضى، ولكونها سلاحا ذا حدين، فهي مورد قيّم للابتكار والنمو الاقتصادي، ولكنها أيضا هدف محتمل لمجرمي الإنترنت، وأداة للمراقبة غير المرغوب فيها، وتهديد محتمل للأمن.
وأكد رئيس مجلس مفوضي الهيئة بسام السرحان، حرص الهيئة على تعزيز التعاون وبناء شراكات إستراتيجية مع كبرى الشركات العالمية العاملة في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وأشار في بيان أوردته وكالة الأنباء الأردنية الرسمية إلى أن هذه الخطوة ستسهم في تنمية ودعم دور القطاعات على المستوى المحلي وتوفير خدمات اتصالات نوعية ومتقدمة.
وأعرب السرحان خلال استقباله ممثّلي ستارلينك عن استعداد الهيئة لتقديم جميع التسهيلات اللازمة لإنجاح التجربة التي بدأت الشركة بتنفيذها أخيرا وتستمر قرابة 3 أشهر.
وقال إن ذلك يأتي “إدراكا من الهيئة لأهمية هذه التجارب وتأثيرها على مستقبل تقديم الخدمات الفضائية في الأردن بشكل خاص والمنطقة بشكل عام، وذلك تزامنا مع استعدادات الشركة لإطلاق خدماتها التجارية داخل البلاد بشكل رسمي.”
وأطلقت ستارلينك منذ العام 2020 عددا أكبر من الأقمار الاصطناعية في مدار أرضي منخفض عند ارتفاع أقل من ألفي كيلومتر عن سطح الكوكب، مقارنة بجميع منافسيها مجتمعين.
وتنقل الأقمار الاصطناعية التي تعمل على مثل هذه الارتفاعات المنخفضة البيانات بكفاءة عالية للغاية، مما يوفر إنترنت عالي السرعة للمجتمعات النائية والسفن البحرية والجيوش في حالة حرب.
وتمتلك ستارلينك حاليا نحو 7 آلاف قمر اصطناعي، وحددت لنفسها هدفا بتشغيل 42 ألف قمر بحلول نهاية هذا العقد، بحسب بيانات من عالم الفيزياء الفلكية جوناثان ماكدويل حللتها شركة الاستشارات التقنية أناليسيس ماسون.
وعلاوة على ذلك، تتمتع الشركة الأميركية التي تواجه منافسة من الصين وأوروبا بالقدرة على تضييق الفجوة الرقمية بين المناطق الحضرية والريفية، مما يوفر وصولا متساويا إلى المعلومات والفرص.
وخلال الزيارة أشار ممثلو ستارلينك إلى أنه تم إجراء تجارب مماثلة لتلك التجربة في دولتين حول العالم وهذه هي التجربة الثالثة بعد اليمن والأراضي الفلسطينية المحتلة.
اختيار الأردن لإجراء التجارب ضمن قارة آسيا لما يتمتع به الأردن من موقع جغرافي إستراتيجي تعزز إنجاح التجارب وتحقيق الأهداف المرجوة
وأكدوا أنه تم اختيار الأردن لإجراء التجارب ضمن قارة آسيا لما يتمتع به الأردن من موقع جغرافي إستراتيجي، بالإضافة إلى توافر الخبرات الفنية والتنظيمية والتي ستعزز إنجاح التجارب وتحقيق الأهداف المرجوة منها.
وبدأت الشركة الأميركية الأسبوع الماضي إجراء تجارب فنية داخل الأردن بالتعاون مع هيئة تنظيم قطاع الاتصالات وبالشراكة مع هيئة الاتصالات الخاصة، لتنفيذ عمليات رصد مستمرة لتغطية إشارات الأقمار الاصطناعية العاملة لدى الشركة.
وعلاوة على ذلك القيام بدراسة تأثيرها على الشبكات الفضائية الأخرى، بالإضافة إلى قياس ومراقبة مستوى الإشارات الراديوية للشبكات الفضائية.
كما سيتم تقييم كفاءة وجودة الخدمات المقدمة ودراسة الأثر الراديوي البيئي لتشغيل شبكة ستارلينك في الأردن بشكل خاص ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام.
وستفضي التجربة إلى إعادة ضبط الأقمار الاصطناعية والإشارات الراديوية الصادرة عنها لتحقيق تغطية أرضية أفضل في الأردن.
كما أنها ستعمل على زيادة سرعة خدمات الإنترنت المقدمة من قبل ستارلينك إلى ما يزيد عن 5 أضعاف السرعات المتوفرة حاليا، وزيادة أعداد المستخدمين إلى ثمانية أضعاف العدد الممكن حاليا.
ومن المتوقع أن تشرع شركة ستارلينك بتقديم خدماتها في السوق الأردنية بشكل تجاري خلال أبريل المقبل. ولا توجد أي معطيات بشأن القيمة الاستثمارية للمشروع أو الأسعار المتاحة للمستهلكين مقابل الاستفادة من هذه الخدمة.