واشنطن تعزز قوتها في الشرق الأوسط بإرسال حاملة طائرات إضافية

الخطوة الأميركية تشير إلى احتمال تصعيد الحملة الجوية المكثفة ضد جماعة الحوثي المدعومة من إيران.
السبت 2025/03/22
التحشيد يعكس تصميم واشنطن على مواجهة تهديدات الحوثي

واشنطن – قررت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إرسال حاملة طائرات ثانية إلى الشرق الأوسط، وهي خطوة نادرة واستفزازية وفقا لما ذكر موقع "بوليتيكو" الإخباري، وذلك بالتزامن مع استمرار الحملة الجوية المكثفة التي تشنها الولايات المتحدة ضد جماعة الحوثي في اليمن.

وأصدر وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسيث، توجيهًا بتمديد انتشار مجموعة حاملة الطائرات "هاري إس. ترومان" الضاربة، التي تنشط حاليا في البحر الأحمر، لمدة شهر إضافي على الأقل، بحسب ما أفاد به مسؤولان في وزارة الدفاع رفضا الكشف عن اسميهما لاعتبارات تتعلق بالأمن العملياتي.

وبحسب الموقع الإخباري  فإن هذه الخطوة تشير إلى احتمال تصعيد حملة القصف ضد الجماعة المدعومة من إيران.

ومن المقرر أن تنضم إلى المجموعة في الأسابيع المقبلة حاملة الطائرات "كارل فينسون" برفقة مدمرات مرافقة، بعد أن أنهت مؤخرا سلسلة من التدريبات المشتركة مع اليابان وكوريا الجنوبية في بحر الصين الشرقي.

وكانت وكالة "يو إس إن آي نيوز" أول من أورد خبر تمديد الانتشار.

وتعد هذه هي المرة الثانية خلال ستة أشهر التي تنشر فيها الولايات المتحدة حاملتي طائرات في منطقة الشرق الأوسط، لكنها الأولى في ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب.

وأتي هذا التحرك في وقت تؤكد فيه كل من الإدارة الأميركية ووزارة الدفاع أن منطقة آسيا والمحيط الهادئ تمثل أولوية استراتيجية للقوات البحرية والجوية الأميركية.

ولكن التحشيد البحري الأخير في الشرق الأوسط يعكس تصميم الولايات المتحدة على مواجهة التهديدات المتصاعدة في المنطقة، وخصوصا الهجمات التي تنفذها جماعة الحوثي المدعومة من إيران، بهدف حماية مصالحها وحلفائها.

قد يؤثر هذا التمديد الميداني على الجداول الزمنية المخصصة لصيانة السفن الأميركية، التي تخضع في الأساس لضغط كبير داخل أحواض إصلاح البحرية الأميركية.

ومنذ بدء الجولة الجديدة من الضربات الأسبوع الماضي، نفذت القوات الأميركية عدة عمليات استهدفت مواقع تخزين وإطلاق الصواريخ، بالإضافة إلى مقرات قيادية تابعة لجماعة الحوثي، وفقًا لتصريحات من مسؤولين في وزارة الدفاع.

وفي سياق متصل، نشر الرئيس دونالد ترامب عبر حسابه على منصة "تروث سوشيال" الأربعاء، تصريحا قال فيه إن الحوثيين المدعومين من إيران "سيتم القضاء عليهم بالكامل" بفعل الضربات الجوية الأميركية، مشددًا في الوقت نفسه على دعوته لإيران بالتوقف الفوري عن تزويد الجماعة بالمعدات العسكرية.

ةقال الجيش الإسرائيلي إنه اعترض صاروخا أطلق من اليمن مساء الجمعة، وذلك بعد يوم واحد من إسقاط مقذوفين أطلقتهما جماعة الحوثي اليمنية.

وأعلن الحوثيون المتحالفون مع إيران مسؤوليتهم عن الهجوم. وقال المتحدث باسم الجماعة يحيى سريع في بيان تلفزيوني إنهم أطلقوا صاروخا باليستيا باتجاه مطار بن غوريون قرب تل أبيب.

وأضاف سريع أن الهجوم على إسرائيل هو الثالث للجماعة خلال 48 ساعة.

وأصدر سريع تحذيرا لشركات الطيران قال فيه "تنبه القوات المسلحة اليمنية كافة شركات الطيران إلى أن ما يسمى بمطار بن غوريون أصبح غير آمن لحركة الملاحة الجوية وسيستمر كذلك حتى وقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها".

ومع ذلك أظهر الموقع الإلكتروني للمطار أن حركة الطيران تسير على ما يبدو بصورة طبيعية وعرض قائمة بالرحلات القادمة والمغادرة.

وقال سريع من دون تقديم أدلة إن الحوثيين شنوا هجمات أيضا على حاملة الطائرات الأميركية هاري ترومان في البحر الأحمر.

وتعهد الحوثيون في الآونة الأخيرة بتصعيد هجماتهم، بما في ذلك تلك التي تستهدف إسرائيل، ردا على الغارات الأميركية في وقت سابق من هذا الشهر، والتي تُعدّ أكبر عملية عسكرية أميركية في الشرق الأوسط منذ تولي ترامب منصبه في يناير. وقد أسفرت الهجمات الأميركية عن مقتل 50 شخصا على الأقل.

وتأتي هجمات الحوثيين الجديدة في إطار تعهد بتوسيع نطاق أهدافهم في إسرائيل ردا على تجدد الغارات الإسرائيلية على غزة والتي أودت بحياة المئات بعد أسابيع من الهدوء النسبي.