تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي تضاعف من هواجس الفلسطينيين حيال مخطط لضم شمال غزة

غزة - ضاعفت تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الجمعة، من مخاوف الفلسطينيين، من أن يكون الهدف غير المعلن لاستئناف الحرب على غزة، هو ضم شمال القطاع، ونقل سكانه إلى الجنوب.
وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي أنه أمر الجيش بـ”السيطرة” على مساحات إضافية في قطاع غزة، محذّرا من احتمال ضمّها ما لم تفرج حركة حماس عن الرهائن.
وقال كاتس في بيان “لقد أمرت (الجيش) بالسيطرة على المزيد من الأراضي في غزة… كلما رفضت حماس الإفراج عن الرهائن، خسرت المزيد من الأراضي التي سيتمّ ضمها من قبل إسرائيل،” مهددا بـ”الاحتلال الدائم… للمناطق العازلة” داخل القطاع الفلسطيني.
وهذه “المناطق الأمنية” التي تحدث عنها كاتس هي إشارة الى إقامة “حزام أمني” تحدث عنه مسؤولون إسرائيليون خصوصا في شمال قطاع غزة، لإنشاء منطقة عازلة تفصله عن البلدات المجاورة في جنوب إسرائيل.
وأضاف كاتس “سنكثّف القتال بضربات جوية وبحرية وبرية، وسنوسع العملية البرية حتى إطلاق سراح الرهائن وهزيمة حماس، باستخدام كل وسائل الضغط العسكري والمدني، بما في ذلك نقل سكان غزة إلى الجنوب وتنفيذ خطة الرئيس الأميركي (دونالد) ترامب للتهجير الطوعي لسكان غزة.”
واستأنف الجيش الإسرائيلي حربه على غزة، بعد رفض حركة حماس تمديد المرحلة الأولى متمسكة بالانتقال لتنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، التي من المفترض أن تبحث الانسحاب الإسرائيلي من القطاع.
ويرى محللون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أظهر منذ البداية عدم رغبة في الانتقال لبحث المرحلة الثانية، حيث يريد إنهاء أي وجود لحركة حماس سواء على الصعيد العسكري أو الإداري والأمني للقطاع.
ويشير المحللون إلى أن نتنياهو لن يتراجع عن هدفه، وإن اقتضى الأمر السير في أكثر السيناريوهات الدراماتيكية وهو الضم الجزئي للقطاع، مستندا في ذلك على دعم مطلق من الإدارة الأميركية الحالية.
وأعلن البيت الأبيض الخميس أن الرئيس الأميركي “يدعم بالكامل” استئناف إسرائيل الضربات الجوية والعمليات البرية في قطاع غزة، محمّلا حركة حماس مسؤولية عودة الحرب.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت، في ردها على سؤال عن إعادة وقف إطلاق النار في غزة، إن الرئيس ترامب “يدعم إسرائيل والجيش الإسرائيلي بالكامل وكل الخطوات التي قاما بها في الأيام الأخيرة.”
ويرى مراقبون أنه في ظل التصعيد الإسرائيلي فإن هامش المناورة أمام حماس يضيق، وأن أكثر ما يقلقها هو التهديد الإسرائيلي بضم أجزاء واسعة من القطاع، ويشير المراقبون إلى أن حماس في ظل هذا الواقع قد تجد نفسها مجبرة على التنازل، والقبول بمقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، ولو أنها تدرك أن ذلك لن يقود إلى إلغاء فكرة القضاء عليها.
وأعلنت حركة حماس الجمعة أنها تناقش المقترح الأميركي لاستئناف وقف إطلاق النار في قطاع غزة. ولفتت الحركة في بيان إلى “إنها لا تزال في قلب المفاوضات، وتتابع بكل مسؤولية وجدية مع الإخوة الوسطاء، ولا تزال تتداول في مقترح ويتكوف والأفكار المختلفة المطروحة، بما يحقق إنجاز صفقة تبادل تؤمّن الإفراج عن الأسرى، وإنهاء الحرب، وتحقيق الانسحاب.”
الرئيس الأميركي "يدعم بالكامل" استئناف إسرائيل الضربات الجوية والعمليات البرية في قطاع غزة، محمّلا حركة حماس مسؤولية عودة الحرب
وقال مسؤول فلسطيني طلب عدم ذكر اسمه لرويترز إن مصر قدمت أيضا مقترحا لكن حماس لم ترد عليه بعد. وأحجم المسؤول عن الإدلاء بتفاصيل حول المقترح الذي قال إنه قيد الدراسة.
وكشف مصدران أمنيان مصريان أن القاهرة اقترحت وضع جدول زمني لإطلاق سراح باقي الرهائن، إلى جانب تحديد موعد نهائي لانسحاب إسرائيلي كامل من غزة بضمانات أميركية. وأضاف المصدران أن الولايات المتحدة أبدت موافقتها المبدئية على المقترح.
وتحتجز حماس 59 رهينة من أصل 251 رهينة جرى اقتيادهم إلى غزة في السابع من أكتوبر 2023. وأسفر الهجوم عن مقتل نحو 1200 شخص في جنوب إسرائيل، وفقا للإحصاءات الإسرائيلية.
وقتل ما لا يقل عن 40 من الرهائن في غزة، إما على يد محتجزيهم أو قتلتهم القوات الإسرائيلية بالخطأ. وتعتقد السلطات الإسرائيلية أن حوالي 24 شخصا لا يزالوا على قيد الحياة.
وفي أول رد فعل غربي على تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي بشأن ضم أجزاء من غزة، قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو الجمعة إن فرنسا “تعارض أي شكل من أشكال ضم” في الضفة الغربية المحتلة أو القطاع.
وأضاف بارو خلال مؤتمر صحفي على هامش رحلة إلى ديجون “لدينا رؤية واضحة لما ينبغي أن يكون عليه مستقبل المنطقة. إنه حل قائم على دولتين تعيشان في سلام جنبا إلى جنب، مع اعتراف متبادل وضمانات أمنية. هذا هو السبيل الوحيد لإرساء السلام والاستقرار بشكل دائم في المنطقة.”