ميناء جبل علي يعاضد جهود إزالة الكربون من قطاع النقل البحري

الميناء سيحتضن أسطولا من المركبات التي تعمل بالطاقة البديلة.
الخميس 2025/03/20
هذه مجرد طليعة الأسطول، انتظروا الدفعة الثانية

دبي - قطعت دولة الإمارات خطوة أخرى في طريق تجسيد إستراتيجيتها الطموحة لمسح بصمتها الكربونية من بوابة الموانئ التجارية، التي تشكل نقاط رئيسية في قطاع النقل البحري.

وسيحتضن ميناء جبل علي في دبي، وهو من بين الموانئ التجارية النشطة بكثافة في منطقة الشرق الأوسط أسطولا من المركبات التي تعمل بالطاقة البديلة، في تأكيد على حرص القائمين عليه على معاضدة الجهود الحكومة الاتحادية في هذا المضمار.

وأطلقت مجموعة موانئ دبي العالمية الأربعاء الدفعة الأولى من أسطول المركبات الكهربائية في ميناء جبل علي، وذلك بالشراكة مع إينرايد، وهو ما يمثل خطوة كبيرة نحو إزالة الانبعاثات الكربونية من عمليات محطات الحاويات.

وتعمل هذه الدفعة من أسطول المركبات الكهربائية على مدار الساعة، ومن المقرر أن تنقل أكثر من 204 آلاف حاوية سنويا، لدعم جهود موانئ دبي الهادفة إلى تسريع التحوّل نحو خدمات لوجستية أكثر ذكاء واستدامة.

عبدالله بن دميثان: نركز على التحول لدعم تحقيق أهداف الحياد المناخي
عبدالله بن دميثان: نركز على التحول لدعم تحقيق أهداف الحياد المناخي

وقال عبدالله بن دميثان الرئيس التنفيذي والمدير العام لموانئ دبي في منطقة الخليج العربي “تُعدّ إزالة الكربون من عمليات الخدمات اللوجستية أولوية أساسية لدينا في موانئ دبي العالمية.”

وأضاف في بيان أوردته وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية “نركّز جهودنا على تحويل عملياتنا لتعمل بالطاقة الكهربائية، ودمج حلول الذكاء الاصطناعي المبتكرة، والتعاون الوثيق مع شركائنا، مثل إينرايد، لدعم تحقيق أهدافنا في الحياد المناخي.”

وفي إطار شراكة بين المجموعة الإماراتية وإينرايد تمّ توقيعها في مايو 2024، يهدف المشروع إلى تحويل عمليات مناولة الحاويات داخل المحطات لتعمل بالطاقة الكهربائية في ميناء جبل علي، أكبر ميناء بحري في المنطقة.

وينسجم ذلك مع أجندة الاستدامة في موانئ دبي بنطاقها الأوسع، والتي تشمل تحويل أسطولها من المركبات الداخلية في المحطات لتعمل بالطاقة الكهربائية، وإبرام شراكات مبتكرة تهدف إلى الحدّ من الانبعاثات الكربونية.

وستساهم هذه المبادرة في الحدّ من انبعاثات مكافئ ثاني أكسيد الكربون بنحو 14.6 ألف طن مقارنةً بالعمليات التي تعمل بالديزل، ما يدعم أهداف موانئ دبي المستندة إلى العلم، وطموحها نحو تسهيل تدفق الحركة التجارية العالمية وجعلها أكثر تطوراً واستدامة.

وقال روبرت فالك الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة إينرايد “تتمتع دولة الإمارات بمكانة فريدة تؤهلها لقيادة التحوّل المستدام، نظرًا لنهجها السبّاق في الابتكار.”

وأشار إلى أن المشروع في الميناء المطل على الخليج العربي يمثل أولى خطواتهم المستقبلية نحو نشر أكبر مجموعة من قدرات النقل بالشاحنات الكهربائية ذاتية القيادة في الشرق الأوسط.

موانئ دبي العالمية أطلقت الدفعة الأولى من أسطول المركبات الكهربائية في ميناء جبل علي، وذلك بالشراكة مع إينرايد

وسيتم نشر أسطول المركبات الكهربائية عبر مراحل متعددة، تشمل المرحلة الأولية الدمج الكامل لمنظومة شركة إينرايد، بما في ذلك المركبات الكهربائية والبنية التحتية للشحن ومنصّة إينرايد ساجا التي تعمل بالذكاء الاصطناعي.

وفي وقت لاحق من هذا العام، تبدأ المرحلة التالية مع دخول دفعة ثانية من الشاحنات قيد التشغيل لتمكين الأسطول الكامل في عام 2026 من نقل مليوني حاوية نمطية قياس 20 قدماً.

وعزز ميناء جبل علي أداءه اللوجستي ومناولة الحاويات خلال 2024، مسجلا نموا بمقدار 7.3 في المئة على أساس سنوي رغم الاضطرابات التجارية في البحر الأحمر بسبب هجمات الحوثيين.

وكان نمو نشاط الميناء مدعوما بحركة التجارة الخارجية غير النفطية لدولة الإمارات ودبي تحديدا، وكذلك التوسع الجغرافي في اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة.

وبحسب بيانات موانئ دبي التي نشرتها المجموعة الشهر الماضي، فقد تم مناولة أكثر من 15.5 مليون حاوية نمطية على مدار العام الماضي، ارتفاعا من 14.47 مليون حاوية في العام السابق.

وتعد مشاريع إدارة الكربون ومن أهمها مشاريع شركة أدنوك ضمن جهودها لتسريع تحقيق الحياد المناخي بحلول 2045، وذلك من خلال خطط لمضاعفة هدف رفع قدرتها على احتجاز الانبعاثات لتصل إلى 10 ملايين طن سنوياً بحلول نهاية هذا العقد.

ومن المتوقع أن تسهم اللائحة الاتحادية لإدارة الطاقة في المنشآت الصناعية في خفض الطلب على الطاقة بالقطاع بنسبة 33 في المئة بحلول 2050 وتحسين جودة الهواء بنسبة 32 في المئة بفضل مساهمتها في خفض الانبعاثات بما يعادل 63 مليون طن بحلول 2050.

وتهدف اللائحة إلى تحقيق وفورات مالية بالنسبة إلى شركات قطاع الصناعة بقيمة 3.83 مليار دولار بحلول عام 2050.

وفضلا عن ذلك كله، فإن السلطات تبذل جهودا لإرساء صناعة قوية في إنتاج الهيدروجين الأخضر، جنبا إلى جنب مع برامج التقاط الكربون من الهواء ببناء العديد من المنشآت لهذا الغرض.

11