طرازات فاخرة تستغل منجم تكنولوجيا السيارات الكهربائية الصيني

مرسيدس تستعين بمستشعرات ليدار من هيساي لتطوير نماذج قيادة ذكية.
الأربعاء 2025/03/19
بلا تكنولوجيا، القوة والفخامة بهما قصور

تتجه المزيد من شركات تصنيع طرازات فاخرة إلى الاستفادة من طفرة تكنولوجيا السيارات الكهربائية في الصين للمساعدة في تحسين أوضاعها في هذا السباق العالمي الشرس، في الوقت الذي تكافح فيه شركات إنتاج المركبات التقليدية لمواكبة هذا التطور الذي أصبح أمرا حتميا اليوم.

شنغهاي (الصين)- تعد مرسيدس – بنز أحدث شركة تسير في طريق الاعتماد على التقنيات الصينية في سياراتها الفاخرة، وهي تريد تحقيق أهدافها الطموحة من سوق يشهد تحولًا ضخمًا بفضل الابتكارات التكنولوجية والتوسع في البنية التحتية.

وبالنظر إلى أن العديد من الشركات تواجه تحديات في مواكبة هذه التحولات السريعة، يقول المختصون إنه بات من الضروري عليها أن تعتمد على التقنيات الصينية المتطورة التي تقدم حلولًا مبتكرة وأحيانًا أكثر كفاءة من تلك الموجودة في الأسواق الأخرى.

وفي ظل هذه التوجهات، قد تتمكن هذه الشركات من تحقيق التوازن بين تقديم طرازات فاخرة ومستدامة باستخدام تكنولوجيا محلية متقدمة.

أندرو فان: نظام ليدار هيساي لا يضاهيه أي نظام آخر على الإطلاق

ولا يخفى على أحد الآن أن الصين تهيمن على سوق السيارات الكهربائية، ليس فقط بأسعارها المنخفضة، بل بتقنياتها الأكثر تقدمًا في الكثير من الأحيان.

ووفقا لشركة رو موشن المتخصصة في معلومات الطاقة، تصدرت الصين السوق العالمية العام الماضي، حيث ارتفعت مبيعات السيارات الكهربائية بنسبة 40 في المئة مقارنة بعام 2023.

وبقيادة بي.واي.دي وغيرها من العلامات التجارية المحلية، لا يشهد السوق الصيني تباطؤًا. فخلال الشهرين الأولين من عام 2025، ارتفعت مبيعات السيارات الكهربائية في الصين بنسبة 46 في المئة مقارنة بالعام الماضي.

ومع وصول موجة من الطرازات الجديدة، تتطلع شركات صناعة السيارات الآن إلى التوسع في الخارج لدفع عجلة النمو. وقد باعت بي.واي.دي وحدها أكثر من 130 ألف وحدة في الخارج حتى الآن هذا العام.

ولذلك تسعى العديد من شركات صناعة السيارات الفاخرة جاهدة للحاق بركب الشركات الأخرى بعد خسارتها حصة كبيرة في الصين. والآن، بدأت تشعر بضغط متزايد في الأسواق الخارجية.

وعقدت أودي شراكة مع شركة سايك العام الماضي لإطلاق علامة تجارية فاخرة جديدة تعتمد على منصة سيارات كهربائية مخصصة للصين. طُرح الطراز الأول، وهو سيارة أودي إي الاختبارية، في نوفمبر الماضي.

ووفقا للتقارير، تُعد مرسيدس – بنز أحدث شركة سيارات فاخرة تستخدم تقنية السيارات الكهربائية الذكية الصينية. وصرح مصدر مطلع لرويترز أن الشركة الألمانية العريقة ستستخدم مستشعرات ليدار من هيساي تكنولوجي لتطوير سيارات قيادة ذكية.

ويستخدم الليدار الليزر لإنتاج صور ثلاثية الأبعاد لمحيط السيارة للمساعدة في التنقل عبر العوائق. وتُعدّ هذه المستشعرات جزءًا من العديد من أنظمة القيادة الذاتية التي تُطوّرها شركات صناعة السيارات. وتُعدّ هيساي بالفعل واحدة من أكبر شركات تصنيع الليدار، حيث تُمثّل أكثر من ثلث السوق العالمية. وفي ديسمبر الماضي، أصبحت أول شركة ليدار تُسلّم أكثر من 100 ألف وحدة في شهر واحد. كما تُنافس شركة لومينار الأميركية.

◄ الصين تهيمن على سوق السيارات الكهربائية، ليس فقط بأسعارها المنخفضة، بل بتقنياتها الأكثر تقدمًا في الكثير من الأحيان

وصرح أندرو فان، المدير المالي لشركة هيساي، في مقابلة أجرته مع رويترز مؤخرا بعد إعلان الشركة عن أرباحها الفصلية، بأن “القرار كان قرارًا تجاريًا اتخذه الشريك.” كما رفض ذكر اسم الشركة.

وقال فان “أفترض أن على شركة صناعة السيارات إيجاد بدائل تُضاهي منتجات هيساي من حيث الأداء والسعر، لكن النتيجة هي عدم وجود بدائل.” وأضاف إن “الشركات الأوروبية استخدمت هيساي كمورد لليدار لطرازاتها المباعة في الصين.”

وتعمل هيساي على توسيع خطي إنتاج في الصين للوصول إلى طاقة سنوية تزيد عن مليوني وحدة هذا العام لتلبية الطلب المتزايد.

وعلى عكس أودي، ستبيع مرسيدس – بنز سيارات مزودة بتقنية هيساي الذكية خارج الصين، وهي المرة الأولى التي تبيع فيها علامة تجارية أجنبية سياراتها.

ووفقا للمصدر، أفادت التقارير أن مرسيدس ناقشت الأمر لأشهر، لكنها اختارت هيساي في النهاية لأنها أرخص وأسهل في التوسع.

وأكد مصدر في مرسيدس أن الشركة لا تُعلق على التكهنات مع الموردين. في غضون ذلك، أعلنت هيساي الأسبوع الماضي عن “عقد ليدار جديد متعدد السنوات” مع شركة أوروبية رائدة في تصنيع المعدات الأصلية.

ويتزايد الطلب على الليدار في السوق الصينية شديدة التنافسية، حيث تُقدم شركات صناعة السيارات بشكل متزايد ميزات ذكية في طرازات بأسعار معقولة.

وفي وقت سابق هذا الشهر، بدأت شركة ليب موتور مبيعات سيارتها الرياضية متعددة الاستخدامات بي 10 المزودة بميزة قيادة ذكية متقدمة ابتداء من 17.9 ألف دولار.

◄ أودي إي الاختبارية الفاخرة نتاج تعاون بين الشركة الألمانية وسايك وتعتمد منصة سيارات كهربائية مخصصة للصين
أودي إي الاختبارية الفاخرة نتاج تعاون بين الشركة الألمانية وسايك وتعتمد منصة سيارات كهربائية مخصصة للصين

ويقول فان إن السيارة مجهزة بنظام ليدار أي.تي.إكس من إنتاج شركة هيساي، والذي تبلغ تكلفته حوالي 200 دولار لكل جهاز، وهو أقل تكلفة من أحزمة الأمان والوسائد الهوائية.

ومع مضي مرسيدس قدمًا في هذه المبادرة، يمكن أن يلعب دمج تكنولوجيا الليدار من هيساي دورا رئيسيًا في تحسين أداء أنظمة القيادة الذاتية الخاصة بها، مما يضمن للشركة الحفاظ على قدرتها التنافسية في مجال التكنولوجيا.

وليست شركات صناعة السيارات الألمانية الوحيدة. إذ أفادت التقارير أن شركة جينيسيس الكورية الجنوبية تتطلع إلى توطين إنتاج السيارات الكهربائية في الصين.

وعلى الرغم من أن القرار قد لا يبدو ذا أهمية كبيرة، إلا أنه، إن صح، قد يكون حاسمًا. ومن المتوقع أن يتجه مصنعو السيارات العالميون بشكل متزايد إلى الصين للحصول على تقنيات أكثر بأسعار معقولة، وفي كثير من الحالات، أكثر تقدمًا.

15