الصراع بين جيش الشرع وحزب الله يربك الإعلام الموالي لقطر

الانحياز القطري لصالح الشرع ما زال في شكل تغطية إخبارية تظهره صاحب حق وتقدم حزب الله في مظهر من يتعدى الحدود.
الثلاثاء 2025/03/18
حزب الله يسعى إلى النأي بنفسه عن التصعيد

الدوحة – سيطر التردد إلى حد الآن على تغطية الإعلام القطري للتصعيد بين حزب الله اللبناني والقوات السورية، في ظل التساؤل عن طريقة التعاطي مع هذا التوتر، وما إذا كان القطريون سينحازون إلى قوات الرئيس السوري أحمد الشرع على حساب حزب الله الذي كانوا يؤيدونه قبل فترة خلال حربه مع إسرائيل.

وفيما يسعى حزب الله إلى النأي بنفسه عن التصعيد الحالي مثلما جاء في بيانه الأخير، ما فتئت قناة الجزيرة -التي تختص بنقل “الأخبار العاجلة” من على الحدود- تذكر حزب الله في كل خبر، ما جعل صحيفة “الأخبار” اللبنانية المقربة من الحزب تقول إن الجزيرة “رأس الفتنة على الحدود،” تواصل “تضليلها الإعلامي محمّلة الحزب مسؤولية المعارك.”

وذكرت أمثلة على تغطية الجزيرة للتصعيد مثل: أوردت المحطة القطرية في خبر عاجل “مصدر في وزارة الدفاع السورية للجزيرة: نستهدف بالمدفعية تجمعات حزب الله التي قتلت جنودا من جيشنا على الحدود.”

ما يؤثر في الخط التحريري للجزيرة، سيطرة طواقم إعلامية من الفلسطينيين والإسلاميين، ما يعقد مهمة الوصول إلى صيغة موضوعية

وتضيف الصحيفة “ثم أردفت (الجزيرة) في خبر عاجل آخر أنّ وزارة الدفاع السورية تقول إن مسلحين من حزب الله قتلوا أفرادا من الجيش على الحدود السورية اللبنانية غرب حمص.”

وجسدت تعليقات لمراسلي قناة “العربي” التابعة لقطر حيرة الخطاب عندما كانوا يتحدثون من على طرفي الحدود أثناء الاشتباكات الدائرة بين حزب الله والقوات السورية في محاولة لإيجاد توصيفات لا تسبب لهم إحراجا ولا تكشف ازدواجية الخطاب.

ولعل أكثر ما يؤثر في الخط التحريري للجزيرة و”العربي” هو سيطرة طواقم إعلامية من الفلسطينيين والإسلاميين، ما يعقد مهمة الوصول إلى صيغة موضوعية.

ولا يزال الانحياز القطري لصالح الشرع إلى حد الآن في حدود تقديم تغطية إخبارية تظهره صاحب حق وتقدم حزب الله في مظهر من يتعدى الحدود ويقتل الجنود السوريين، ولم يتطور بعد إلى برامج تحليلية تهاجم الحزب ضمن حملة ممنهجة.

ويقول متابعون لأداء الإعلام القطري في تقاطعات سابقة بين الحزب والإسلاميين في سوريا إن التغطية تميل دائما إلى المسلحين الإسلاميين لأنهم يمثلون مشروع قطر، وهي التي دعمتهم مدة تفوق عشر سنوات إلى أن سيطروا على سوريا، ولا يمكن أن تتخلى عنهم حتى لو كان جمهور حزب الله الأكثر حجما ضمن قائمة مشاهدي قناة الجزيرة على سبيل المثال.

حخح

وكانت الجزيرة تمدح أداء حزب الله في الحرب الأخيرة، وتتغنى ببطولات قادته ومقاتليه بالرغم من الدمار الكبير الذي خلفته الحرب، وتقدم تغطيات واسعة وبثا مباشرا لخطابات قادته، سواء نصرالله قبل مقتله أو خلفه الأمين العام الحالي نعيم قاسم. وهذا الاهتمام مرده أن الحزب يخوض معركة “إسناد غزة”، التي هي في الحقيقة إسناد لحركة حماس التي تتبع جماعة الإخوان المسلمين، التي تحوز رضاء القطريين.

ولئن صورت الجزيرة حزب الله حزبا مقاوما ضد إسرائيل ويحظى بالحفاوة، إلا أن نشاطه في سوريا كان يمثل الجانب الأسود بالنسبة إلى القطريين. والحزب “المقاوم” في لبنان يصبح في التغطية القطرية الحزب الذي يغرق سوريا بالمخدرات.

وقالت القناة في أحد تقاريرها إن “حزب الله نجح إلى جانب نظام الأسد في تحويل سوريا إلى سوق كبيرة جدا لتجارة الممنوعات والمواد المخدرة، بعد أن كانت ظاهرة تعاطي المخدرات من الظواهر النادرة في سوريا أصبحت اليوم من روتين الحياة اليومية.”

1