المخدرات لا تزال تتدفق من سوريا إلى العراق رغم سقوط نظام الأسد

ضبط أكثر من طن من حبوب الكبتاغون المخدرة القادمة من سوريا عبر تركيا وهي أكبر كمية يتم ضبطها في عملية تهريب خلال السنوات الأخيرة.
الاثنين 2025/03/17
أكبر عملية تهريب

بغداد - أعلنت السلطات العراقية الأحد ضبط أكثر من طن من حبوب الكبتاغون المخدرة القادمة من سوريا عبر تركيا، وهي أكبر كمية يتم ضبطها في عملية تهريب خلال السنوات الأخيرة.

وقال حسين التميمي، مدير إعلام مديرية شؤون المخدرات والمؤثرات العقلية، إن الشاحنة كانت محمّلة بسبعة ملايين حبة كبتاغون وتم اعتقال عراقيين اثنين وسوري لتورطهم بالقضية.

وهذه أول عملية مماثلة يعلنها العراق منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي، المتهم نظامه بتصنيع هذا المنشط الشبيه بالأمفيتامين على نطاق واسع في سوريا المجاورة. وأضاف التميمي “هذه أكبر شحنة مخدرات يتم ضبطها في العراق” منذ سنوات.

بدوره، قال العميد مقداد ميري الناطق باسم وزارة الداخلية في تصريح إن قوات الأمن تمكنت من “ضبط شاحنة قادمة من الجمهورية العربية السورية باتجاه العراق مرورا بدولة تركيا وهي تحمل طنا و100 كلغ من حبوب الكبتاغون المخدرة.”

وجرت عملية نقل المواد المخدرة من شاحنة تركية إلى شاحنة عراقية قرب معبر يربط بين تركيا والعراق، بحسب فيديو نشرته وزارة الداخلية العراقية على حسابها على فيسبوك.

رامي عبدالرحمن: تجارة الكبتاغون لا تزال مستمرة وخلايا التهريب تواصل عملها
رامي عبدالرحمن: تجارة الكبتاغون لا تزال مستمرة وخلايا التهريب تواصل عملها

ويظهر المقطع المصور أيضا قوات الأمن وهي تقطع وتتلف طاولات الكي التي كانت ضمن البضائع المحملة في الشاحنة وتخرج الحبوب من داخل هذه الطاولات.

وأوضح التميمي أن “المعلومات وردت إلينا من الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في المملكة السعودية”، مؤكدا أن القوات العراقية تعقبت الشاحنة حتى وصولها إلى بغداد حيث كان ينتظرها مهرب عراقي وتم ضبطها.

وعُرف حكم بشار الأسد بإنتاج الكبتاغون، ما أدى إلى تحويل البلاد إلى دولة مخدّرات وإغراق الأسواق في الشرق الأوسط بهذه المادة، وهي آفة وصلت إلى العراق المجاور وإلى دول الخليج مثل السعودية.

وردا على سؤال، أقر مصدر دبلوماسي متابع للملف بأنه لا يزال من الصعب قياس “الوجود النشط للشبكات الضالعة في إنتاج وتهريب الكبتاغون في سوريا”، في وقت لا تزال السيطرة على المنطقة “هشة”، والوسائل المتاحة لمكافحة الاتجار محدودة بسبب الوضع الاقتصادي والعقوبات على سوريا.

وقال الدبلوماسي رافضا الكشف عن اسمه “حتى لو تمكنت بعض الشخصيات الرئيسية في الشبكات من مغادرة المنطقة، فإن المشغلين ذوي الرتب الأدنى يظهرون مرونة وتكيفا ويبقون في أمكنتهم رغم التغييرات السياسية أو الأمنية. لذلك ليس من المستغرب أن نرى استمرار الحركة، سواء لبيع المخزونات الحالية أو لضمان إنتاج جديد.”

وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن أن “عملية تجارة الكبتاغون لا تزال مستمرة وخلايا التهريب تواصل عملها.” وأضاف “هناك معامل لا تزال موجودة داخل الأراضي السورية خصوصا في منطقة القلمون، وعمليات التهريب بين سوريا ولبنان لم تتوقف.”

وحبوب الكبتاغون، وأساسها الأمفيتامين المحفّز، باتت المخدّر الأول على صعيد التصنيع والتهريب وحتى الاستهلاك في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي.

2