مشاريع السياحة في مصر تتلقى دفعة إماراتية جديدة

صندوق أبوظبي للتنمية يبني فندقا في الجيزة بقيمة 120 مليون دولار ويدرس التوسع عبر مشاريع أخرى.
السبت 2025/03/15
شواهد على الشراكات التنموية الهادفة

تلقت مصر دعما جديدا من أبوظبي في طريق تنمية قطاع السياحة عبر ضخ استثمارات إماراتية إضافية في مجال الفندقة، والذي تراهن عليه السلطات، ليس من أجل توسيع طاقة الاستيعاب مع توقع قدوم المزيد من الزوار، ولكن لتوثيق العلاقات بين الطرفين في كافة المجالات لتحقيق منافع اقتصادية متبادلة.

الجيزة (مصر) - يشكل إطلاق صندوق أبوظبي للتنمية أعمال مشروع فندق سوفيتيل ليجند بيراميدز الجيزة في مصر هذا الأسبوع، علامة أخرى على مدى اهتمام الإماراتيين بتعزيز الاستثمار في أكبر بلد من حيث تعداد السكان، بما في ذلك السياحة. وفي إطار جهود تنشيط السياحة المصرية وتعزيز الاستثمارات الإستراتيجية المشتركة، وضع محمد سيف السويدي مدير عام الصندوق، وعادل النجار محافظ الجيزة، حجر الأساس للمشروع الخميس الماضي، بحضور عدد من المسؤولين في كلا البلدين.

ومن المتوقع أن يسهم سوفيتيل ليجند بيراميدز الجيزة في تعزيز مكانة مصر كوجهة سياحية رائدة، حيث يجمع بين الضيافة الفاخرة والتراث العريق، ويدعم استقطاب المزيد من السياح والمستثمرين، مستفيدا من موقعه المميز بجوار أبرز المعالم الأثرية. وتبلغ كلفة المشروع 120 مليون دولار، ويضم الفندق فئة الخمس نجوم يحوي 302 غرفة فاخرة مجهزة بأحدث الخدمات، إلى جانب مجموعة من المطاعم العالمية والمرافق الترفيهية، مما يجعله وجهة متميزة للإقامة الفاخرة.

ويأتي تمويل المشروع بشراكة إستراتيجية بين القطاع الخاص في البلدين، حيث يساهم صندوق أبوظبي للتنمية بنسبة 84.28 في المئة من التكاليف من خلال شركة أبوظبي للاستثمارات السياحية.

أما النسبة المتبقية من التكاليف فتتوزع على شركة أبوظبي الوطنية للفنادق بواقع 10.22 في المئة وشركة الاستثمار السياحي لما وراء البحار بنحو 0.4 في المئة، وشركة مصر للفنادق بحوالي 2.73 في المئة والشركة المصرية للسياحة والفنادق بنحو 2.37 في المئة.

وتتعاون أبوظبي للاستثمارات السياحية مع مجموعة أكور العالمية التي ستتولى إدارة الفندق بعد دخوله الخدمة لضمان تقديم أعلى مستويات الخدمة والتميز في قطاع الضيافة. وأبوظبي للاستثمارات السياحية، تُعد أحد أذرع العاصمة الإماراتية للاستثمار في مصر، حيث تمتلك 95 في المئة من أسهمها كل من صندوق أبوظبي للتنمية، وشركة أبوظبي الوطنية للفنادق.

وقال السويدي خلال حفل التدشين إن “المشروع يمثل خطوة مهمة في دعم قطاع السياحة المصري، حيث يوفر تجربة فندقية راقية تعكس التزامنا بتعزيز الاستثمارات المستدامة في الأسواق الواعدة.”

وأضاف “من خلال شراكتنا مع مجموعة أكور العالمية، نحرص على الارتقاء بالقطاع السياحي ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مصر،” وفق ما أوردته وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية.

وأكد السويدي أن هذا الاستثمار يؤكد دور صندوق أبوظبي للتنمية في دعم مشاريع التنمية المستدامة وتعزيز الشراكات الاستثمارية التي “تسهم في تحقيق النمو الاقتصادي في الدول الشقيقة.” وتعد مصر من الدول التي لديها سمعة جيدة بشأن تأمين الوفود السياحية، ودائما ما تكون خططها على رأس أولويات الجهات التنفيذية التي تكثف التأمين الذي يحظى بارتياح شركات السياحة ومتعهدي الرحلات.

ويشكل ذلك أحد العوامل المهمة التي يبحث عنها السائح بجانب انخفاض أسعار الرحلات مقارنة بغيرها في المنطقة. ومن بين الأسباب أيضا الارتقاء بالخدمات السياحية والفندقية، وتحسين شبكة الطرق، التي تسهل انتقال السائحين بين المقاصد السياحية المصرية.

وتبلغ طاقة الفنادق العاملة بالسوق المحلية 220 ألف غرفة، يتواجد ثلثاها في منطقتي البحر الأحمر وجنوب سيناء، فيما يتوزع الباقي على مناطق جنوب البلاد والقاهرة الكبرى وساحل مصر الشمالي على البحر المتوسط.

وأشاد النجار بدعم صندوق أبوظبي للتنمية المستمر لمشاريع التنمية في مصر، والتي تسهم في تعزيز القطاعات الاقتصادية الحيوية، وعلى رأسها قطاع السياحة.

وأشار إلى أن مشروع سوفيتيل ليجند بيراميدز الجيزة يعد نقلة نوعية تدعم تعزيز البنية التحتية السياحية في مصر، حيث يعزز “قدرتنا على استقطاب السياح من مختلف أنحاء العالم، مستفيدا من موقعه الاستراتيجي القريب من أهم المعالم الأثرية.”

وقال إن “هذا المشروع يعد نموذجًا رائداً للتعاون الاستثماري بين مصر ودولة الإمارات، ونتطلع إلى المزيد من الشراكات التي تدعم مسيرة التنمية المستدامة في بلادنا.” وتدرس أبوظبي للاستثمارات السياحية توسيع نطاق تواجد فنادقها في مصر بعدما الإعلان عن مشروع الفندق الجديد بمنطقة قريبة من الأهرامات في محافظة الجيزة.

وقال يحيى قطب الرئيس التنفيذي للشركة في مقابلة مع بلومبيرغ الشرق على هامش وضع حجر أساس الفندق، إن “الشركة ستضيف نحو 302 غرفة إلى طاقتها بمصر عند افتتاح الفندق الجديد.”

وتسعى الشركة التي لديها فنادق في مصر تضم حاليا 1500 غرفة، إلى التوسع في مشاريع ضيافة جديدة، بوسط القاهرة والعاصمة الإدارية الجديدة وجنوب البلاد بجانب الساحل الشمالي ومرسى علم وأسوان. وقال قطب في تصريحاته “شهيتنا مفتوحة للاستثمار.. مهتمون أيضا بالسياحة البيئية في منطقة الواحات.”

◙ القفزة الكبيرة في استثمارات أبوظبي في السوق المصرية كانت بعد الإعلان عن صفقة رأس الحكمة التاريخية

وبدأت استثمارات أبوظبي الكبرى في مصر، مطلع العام الماضي. وكانت البداية بصفقة استحواذ شركة القابضة (أي.دي.كيو)، وهي صندوق سيادي يتبع لحكومة أبوظبي، ومجموعة أدنيك الإماراتية على 40.5 في المئة في مجموعة آيكون، ذراع قطاع الضيافة التابع لمجموعة طلعت مصطفى القابضة. وكانت تستهدف الصفقة ضخ أموال إضافية في مجموعة آيكون للاستحواذ على 7 فنادق تاريخية في مصر.

وكانت القفزة الكبيرة في استثمارات أبوظبي في السوق المصرية عقب ذلك بعشرة أشهر، بعد الإعلان عن صفقة رأس الحكمة التاريخية، التي تتولى بموجبها شركة أي.دي.كيو تطوير مشروع ضخم على سواحل الشمالية للبلاد مقابل 35 مليار دولار.

وتبشر الأرقام التي تطمح إليها القاهرة حول ارتفاع عدد الزوار بدخول قطاع السياحة في مرحلة أخرى أكثر زخما، الأمر الذي يساعد على رفد الخزينة العاملة بأموال إضافية رغم تأثير الاضطرابات التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط قبل هدنة غزة.

وتتوقع السلطات وصول نحو 17 مليون سائح خلال العام المالي الجاري، الذي ينتهي في شهر يونيو المقبل، في حال استمرار توافد متوسط 1.4 مليون سائح شهريا خلال الفترة المقبلة. وجاء ذلك بحسب ما ذكره وزير السياحة شريف فتحي، خلال اجتماع لرئيس الوزراء مصطفى مدبولي الشهر الماضي، لاستعراض معدلات حركة السياحة الوافدة إلى مصر خلال عام 2024، وفق بيان لمجلس الوزراء.

11