غموض يكتنف اغتيال سفير سوري منشق وشقيقه في درعا

فرض حظر التجوال في مدينة الصنمين بعد اشتباكات أعقبت أنباء اغتيال السفير المنشق نورالدين اللباد على يد مجهولين.
الأربعاء 2025/03/12
الفوضى الأمنية تجتاح أنحاء سوريا

دمشق - لقي السفير السوري المنشق نورالدين اللباد وشقيقه عماد مصرعهما إثر تعرضهما لإطلاق نار مباشر من قبل مسلحين مجهولين اقتحموا منزلهما في حي المجبل بمدينة الصنمين شمال درعا.

وتأتي عملية الاغتيال التي يكتنفها الغموض في ظل ما تعيشه سوريا من فوضى أمنية جراء ملاحقات قوات الأمن التابعة للإدارة الجديدة لفلول النظام السابق وما تبعه من عمليات تقتيل استهدفت الطائفة العلوية في منطقة الساحل التي أدت إلى مقتل مئات المدنيين بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأفاد موقع "شبكة شام" نقلا عن مصادر محلية بأن "ثلاثة أشخاص مجهولين اقتحموا منزل الشقيقين في فترة العصر من يوم الثلاثاء، وأطلقوا النار عليهما قبل أن يفرّوا من المكان، مشيرا إلى أن هوية الجناة ما تزال مجهولة".

وأكد المصدر أن الشقيقين لم يكن لديهما أي خصومات أو ثارات مع أي من أهالي المنطقة، قائلا "ليس لديهما أي مشاكل أو ثأر مع أحد".

وأضاف المصدر أن التحقيقات جارية حاليا، ويتم العمل على مراجعة لقطات كاميرات المراقبة الموجودة في المكان لتحديد هوية الجناة.

وذكر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أن اشتباكات اندلعت ليل الثلاثاء إثر قيام مجموعات تتبع لآل "الهيمد" باغتيال أحد أعيان آل "اللباد" وهو السفير المنشق نورالدين اللباد وشقيقه.

وأوضحوا أن الخلافات في الصنمين عشائرية بحتة، بين آل اللباد وآل الهيمد، وهي خلافات قديمة عمرها سنوات، تجددت حاليا بعد أن أصبح لآل اللباد نفوذا بالحكومة داخل الأمن العام، ويقومون بتصفية ثاراتهم القديمة مع آل الهيمد بسيف الدولة والأمن العام بتهمة فلول النظام السابق رغم أن جميع الأطراف المسلحة في درعا كانت قد دخلت تسويات وتوصيف حالها واحد.

من جهته، ذكر "تجمع أحرار حوران" أن الأمن العام فرض حظر تجوال في مدينة الصنمين شمال درعا بعد وقوع سلسلة من الأحداث على خلفية اغتيال السفير المنشق وشقيقه، حيث أُطلقت قنابل يدوية وأُحرقت سيارة على الطريق العام في المدينة.

واللباد كان وزيرا مفوضا في وزارة الخارجية السورية، وعمل في سفارات سوريا، في اليمن وفرنسا والعراق وتركيا وليبيا في وقت سابق، انشق عن النظام عام 2013، والتحق في صفوف الثورة السورية، وعمل ممثلا للائتلاف في فرنسا.

ويحمل اللباد دكتوراه في الأدب الفرنسي ودبلوما عاليا في الترجمة وماجستيرا في العلاقات الدولية، وهو من مواليد مدينة الصنمين عام 1962م، وعاد إلى مدينته الصنمين قادما من فرنسا منذ مدة قصيرة.

وفي المقابل، أشارت بعض المواقع الإخبارية إلى أن السفير السابق كان ينوي العودة إلى فرنسا بعد خمسة أيام فقط من وصوله.

وفي سياق التوترات الأخيرة التي شهدتها مدينة الصنمين، والتي شملت ملاحقات أمنية نفذتها قوات الأمن العام بدعم من قوات وزارة الدفاع ضد مجموعة من المطلوبين وبينهم مترأس من عشيرة الهيمد، وجهت عشيرة "آل الهيمد" رسالة تحذيرية جاء فيها نحن لسنا دعاة حرب أو فتنة، ومعاذ الله أن نكون من رعاتها. ولكن إن أبيتم إلا الفتنة والقتال واستباحة دماء أطفالنا ونسائنا وشيوخنا، فليس لكم معنا إلا القتال".

وأضافت العشيرة في رسالتها "أي شخص أو طرف يعتدي علينا أو على حرماتنا فهو هدف مشروع لنا، ولن نرحم أحدا أيا كان. سترون ردا صارما بكل معنى الكلمة، فلا تختبروا صبرنا وتجرونا إلى حرب أهلية عشائرية لا تبقي ولا تذر".

وتابعت "اتقوا الله عز وجل بأنفسكم وبهذه المدينة الطيبة".

كما وجهت العشيرة رسالة إلى العقلاء قائلة "أوقفوا هذه الفتنة التي ستجر المدينة إلى بحر من الدماء، وأوقفوا رعاة الفتنة وأذناب النظام البائد أمثال أحمد شفيق اللباد، الذي يحاول جر المدينة إلى حرب أهلية عشائرية على حساب دماء الأبرياء"

وتشهد محافظة درعا ومدنها انفلاتا أمنيا غير مسبوق وعمليات اغتيال بشكل دوري.

وشهدت الصنمين، مسقط رأس اللباد، الأسبوع الماضي اشتباكات عنيفة بين الأمن العام ومجموعة مسلحة بقيادة المدعو محسن الهيمد، المتهم بقيادة مجموعة مسلحة كانت تتبع سابقا للأجهزة الأمنية ومهمته الاغتيالات، وقد فر من المكان عقب سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.

وتواجه المجموعات التابعة لـ"الهيمد"، بحسب المصادر اتهامات بتنفيذ عشرات عمليات الاغتيال في مدينة الصنمين خلال السنوات الماضية، بعدما عملت لصالح فرع الأمن العسكري.

وسبق أن استولى "الهيمد" على معظم سلاح الفرقة التاسعة في مدينة الصنمين بعد انسحاب قوات النظام الأسد منها.

وبعد سقوط النظام خرجت مظاهرات شعبية في الصنمين طالبت بمحاسبة "الهيمد" ومجموعته على قتل العديد من المدنيين، في حين خرج آخرون يهتفون باسمه ويدعمونه داخل المدينة.