فورة الوقود البديل المخصص للسفن تكرس مكانة ميناء الفجيرة

فوباك هورايزون الفجيرة تنفذ أول عملية تزويد سفينة بالوقود الحيوي.
الأربعاء 2025/03/12
نموذج خليجي للحياد الكربوني

الفجيرة (الإمارات) - تحظى الفجيرة من خلال مينائها الذي بات مركزا مهما في منطقة الشرق الأوسط بالمزيد من الزخم جراء فورة الوقود البديل المخصصة لسفن الشحن.

وفي علامة جديدة على ذلك، نفذت فوباك هورايزون الفجيرة الثلاثاء، أول عملية تزويد سفينة بالوقود الحيوي، وذلك في إطار تحركها لتوفير وقود أنظف مع مساعي خفض الكربون في قطاع الشحن.

وقالت فوباك، وهي شركة عالمية مستقلة لتخزين الطاقة، إن محطتها المشتركة فوباك هورايزون الفجيرة “نقلت وقود السفن بي 24، الذي يتكون من 24 في المئة من إستر ميثيل الأحماض الدهنية مع زيت الوقود منخفض الكبريت.”

وأضافت في بيان أوردته رويترز أن “الوقود حاصل على الشهادة الدولية للاستدامة والكربون.” ولم تحدد فوباك الشركات المشاركة في العملية بسبب وجود حساسية تجارية أو الكمية التي تم شحنها.

ويفيد موقعها الإلكتروني بأن فوباك هورايزون الفجيرة مشروع مشترك بين شركة رويال فوباك وشركة هورايزون ترمينالز المحدودة وحكومة الفجيرة والمجموعة البترولية المستقلة الكويتية.

ولدى الفجيرة، التي تعد المنفذ الوحيد إلى المحيط الهندي في الإمارات، ثاني أكبر ميناء عالمي في تزويد السفن بالوقود بعد سنغافورة، ويتبوأ المركز الثالث لتخزين النفط ومشتقات التكرير في العالم، كما أنه المركز الرئيسي لتخزين النفط ومشتقاته في الشرق الأوسط.

وخلال السنوات الأخيرة قطعت الإمارة خطوات متسارعة في مجالات التنمية، كما تشهد تحولا واسع النطاق يهدف إلى جعلها قبلة عالمية ذات اقتصاد تنافسي عالمي، لكونها تركز على تقديم الخدمات اللوجستية لصناعة النفط المحلية والعالمية.

تم نقل وقود بي 24 يحوي إستر ميثيل الأحماض الدهنية مع زيت منخفض الكبريت
◙ تم نقل وقود بي 24 يحوي إستر ميثيل الأحماض الدهنية مع زيت منخفض الكبريت

واحتفظ الميناء بمكانته كثالث أكبر مركز للتزود بالوقود في العالم اعتبارا من عام 2024، حيث تحوم الأحجام فوق أحجام تشوشان الصينية البالغة 7.26 مليون طن. وتظهر البيانات أن مبيعات الوقود البحري في ميناء الفجيرة ارتفعت قليلا في العام الماضي، بعد اتجاه هبوطي في السنوات السابقة.

وبلغ إجمالي الأحجام، باستثناء زيوت التشحيم، حوالي 7.5 مليون طن، بزيادة قدرها 1.9 في المئة عن عام 2023. وجاءت هذه الأرقام بناء على بيانات منطقة صناعة النفط في الفجيرة التي نشرها مزود خدمة معلومات الصناعة أس آند بي غلوبال للسلع الأساسية العالمية.

وأدت التوترات الجيوسياسية المتزايدة في الشرق الأوسط إلى إضعاف الطلب على التزود بالوقود في ميناء الفجيرة خلال السنوات الأخيرة بسبب ارتفاع أقساط المخاطر، مع تراجع مبيعات الوقود لمدة عامين متتاليين قبل التعافي في عام 2024.

في المقابل شهدت موانئ أخرى ارتفاعا في أحجام التزود بالوقود خلال السنوات الأخيرة، حيث وصلت مبيعات الوقود في سنغافورة وتشوشان إلى مستويات مرتفعة جديدة في عام 2024 على التوالي.

وكانت مبيعات زيوت الوقود عالية الكبريت أقوى أيضًا على أساس سنوي، حيث ارتفعت الأحجام بنسبة 17 في المئة من عام 2023 إلى أكثر من 2.1 مليون متر مكعب في عام 2024.

ويتماشى ذلك مع الاتجاه الصعودي في مراكز أخرى مثل سنغافورة التي سجلت أيضًا المزيد من مبيعات زيوت الوقود عالية الكبريت. ويؤدي هذا إلى زيادة حصة السوق من وقود السفن عالي الكبريت في الفجيرة إلى 28 في المئة خلال العام الماضي، ارتفاعا من 24 في المئة بمقارنة سنوية، وبنحو 20 في المئة مقارنة مع سنة 2022.

وباتت السفن المجهزة بأجهزة تنظيف الغاز متاحة ويمكنها اختيار إعادة التزود بالوقود باستخدام زيوت الوقود عالية الكبريت كبديل أرخص.

والأسبوع الماضي، نظمت شركة الفجيرة الوطنية للتأمين اجتماعا جمع شركات القطاع النفطي العاملة في الإمارة تمحور حول "بوليصة التأمين الخاصة بالمسؤولية عن التلوث البيئي."

وتهدف البوليصة إلى تغطية الأضرار الناتجة عن التلوث النفطي في حال حدوث تسرب أو تلوث بيئي ناجم عن الأنشطة النفطية. كما تمت مناقشة مسؤولية الشركات والأفراد عن الأضرار البيئية الناتجة عن نشاطاتهم، بما في ذلك التسمم البيئي وتأثير التلوث على التربة والمياه والهواء والتنوع البيولوجي.

وقال أنطوان المعلولي، المدير التنفيذي لشركة الفجيرة الوطنية للتأمين إن "الشركة تسعى إلى تقديم حلول تأمينية متخصصة تساهم في حماية البيئة والصناعات الحيوية في إمارة الفجيرة."

وأوضح أنه في إطار التوجهات المستدامة لدولة الإمارات، فإن الشركة تعمل وفقا لرؤية هدفها الحفاظ على البيئة، وأن بوليصة المسؤولية البيئية تعد من الأدوات الأساسية لحماية المنشآت الحيوية، وتقدم حلولا فاعلة للحفاظ على البيئة في الإمارة.

ووفق نتائج مسح عُرض في ملتقى الفجيرة الدولي الثالث عشر للتزود بالوقود (فوجكون 2023)، يُتوقع أن يمثل الميثانول والغاز الطبيعي أكبر حصة في سوق الوقود البديل في الفجيرة، يليهما الوقود الحيوي والأمونيا بحلول عام 2050.

10