رفع علم لبناني مشطوب كجزء من حملة تسويقية يأتي بمفعول عكسي

بيروت - تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان مقطع فيديو يظهر رفع العلم اللبناني في ساحة الشهداء وسط بيروت، ولكن بتعديل غريب، ما أثار موجة جدل واستياء واسع، ليتضح أن الحادثة هي حملة تسويقية.
وظهر العلم اللبناني المرفوع، وقد شطر إلى نصفين بشارة حمراء غطت الأرزة، ما دفع المتابعين إلى التساؤل عن هذا التغيير في رمز البلاد، ومن الجهة التي تقف وراء ذلك، مشيرين إلى أن القانون اللبناني يعاقب من يحقر العلم اللبناني.
وأفاد ناشطون أن هذا التعديل على العلم كان جزءًا من حملة تسويقية تقوم بها جريدة النهار بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، وأن الهدف من هذه الحملة الإشارة إلى المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة. وتبين لاحقا إن الصحيفة حصلت على إذن رسمي برفع العلم من محافظ مدينة بيروت القاضي مروان عبود في 27 فبراير الماضي.
إلا أن قرار القاضي عبود لا يبين أنه تم السماح برفع علم مشطوب، بل نص فقط على “رفع العلم اللبناني في ساحة الشهداء في مبادرة من أجل التوعية حيال المساواة الجندرية في يوم المرأة العالمي.”
غير أن الحملة انقلبت على الصحيفة، وعم الاستهجان وسائل التواصل الاجتماعي، حتى أن الرئيس جوزيف عون أبدى موقفا خلال جلسة مجلس الوزراء قال فيه “لفتني رفع العلم اللبناني في ساحة الشهداء مع علامة حمراء على الأرزة التي تتوسطه، هذا الأمر لا يجوز، إذ من غير المسموح المساس بالعلم، حتى ولو كان بنوايا صافية، لأن العلم هو رمز البلد والمحافظة عليه واجبنا جميعا.”
وأثار هذا التصرف موجة من الاستياء والانتقادات، حيث اعتبر الكثيرون أن هناك طرقًا أخرى يمكن من خلالها التعبير عن قضايا المساواة بين المرأة والرجل. وقد تساءل البعض، كيف يمكن أن يتم “شطب” أرزة لبنان بهذه الطريقة، وهي رمز يختصر تاريخ وهوية البلاد.
وكتبت الفنانة نجوى كرم معبرة عن استنكارها:
najwakaram@
وقال ناشط:
FAlmasee2@
وكتب معلق:
leafrangieh2@
كتبت الصحافية رولا راشد:
Roula_Rached77@
واتفق الكثيرون على رفض الإساءة إلى رمز وطني تحت أي مبرر:
GhassRifi@
وعلى إثر ردود الفعل الغاضبة، تمت إزالة العلم المرفوع على الشكل المشطوب، حيث رُفِع علم لبنان مجددًا بشكلٍ كامل دون أي تعديلات. وقال مدير التحرير في صحيفة النهار غسان حجار في تصريحات لموقع الأنباء المحلي، “الفكرة انطلقت من مناسبة يوم المرأة العالمي والتحضير لها للمطالبة بالمساواة بين الرجل والمرأة وكلفت شركة لتنظيم الحملات الإعلانية، وهي شركة لا بعد سياسيا في عملها وإنما بعد إعلاني.”
وأضاف أن “فكرة ‘الشطبة’ على العلم ترمز إلى عدم وجود مساواة كاملة، على أن يتم بعد ساعة من رفع العلم إقامة احتفال وعقد مؤتمر صحفي لإزالة الشطبة والمطالبة بالمساواة. حين عرضت الشركة الفكرة علينا كان التعليق أنها ‘بتنقز’ ويمكن أن تسبب إشكالية، ومع تنفيذها حصل ما حصل.”
وأكد حجار أن “صحيفة النهار هي تحت القانون وضد الإساءة إلى رمز البلاد، وهي دفعت دماء للدفاع عن لبنان، وما حصل كان خطأ غير مقصود لأن النية كانت سليمة وسامية، لكن الحملة كما كان يراد لأهدافها فشلت قبل تنفيذها وفهمت خطأ.”