أدنوك تسعى لزيادة حصتها العالمية في سوق الكيماويات

عززت أدنوك محفظة أعمالها في الكيماويات عبر إنشاء مشروع مشترك مع أو.أم.في النمساوية بالمليارات من الدولارات بعد ماراثون من المفاوضات، وذلك ضمن إستراتيجية الشركة الإماراتية التوسعية لضمان دعم نشاطها في سوق يتوقع أن ينمو باطراد خلال العقدين المقبلين.
أبوظبي/فيينا - أعلنت شركتا أدنوك الإماراتية وأو.إم.في النمساوية للطاقة أنهما ستدمجان أعمالهما في مجال البولي أوليفينات لإنشاء مشروع مشترك للمواد الكيماوية قيمته 60 مليار دولار، وذلك في ختام محادثات على مدى عامين.
وتعد الاتفاقية، وهي ثاني صفقة في التوسع الخارجي، إنجازا مهما ضمن إستراتيجية الشركة المملوكة لحكومة أبوظبي للنمو والتي تركز على الكيماويات والغاز والطاقة منخفضة الكربون.
والبولي أوليفينات مواد قوية وخفيفة الوزن تُستخدم على نطاق واسع في تصنيع العديد من المنتجات، بما في ذلك مواد التعبئة والتغليف والأدوات المنزلية والمعدات الطبية والمنسوجات وغيرها.
وتبرز سوق البتروكيماويات العالمية كمكون رئيسي في نظام الطاقة العالمي، ما يظهر في الطلب على البلاستيك، أشهر مجموعة من المنتجات، الذي تجاوز مثيله على كل المواد الرئيسية الأخرى مثل الحديد والألومنيوم والإسمنت.
وتشكل المواد الخام البتروكيماوية نحو 12 في المئة من الطلب العالمي على النفط، وهي النسبة التي يتوقع البعض أن ترتفع في حال زاد الطلب على البلاستيك والأسمدة والمنتجات الأخرى.
وذكرت الشركتان في بيانين منفصلين الاثنين والثلاثاء أن “المشروع المشترك سيستحوذ على شركة نوفا كيميكالز الكندية من صندوق الثروة السيادية في أبوظبي (مبادلة) مقابل 13.4 مليار دولار تشمل الديون لتوسيع أعمالها في أميركا الشمالية.”
ونوفا هي منتج للبولي إيثيلين بطاقة تبلغ، بحسب البيانات المتاحة، نحو 2.6 مليون طن من البولي إيثيلين، وحوالي 4.2 مليون من الإيثيلين.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة أو.أم.في ألفريد ستيرن إن المشروع “سيسعى إلى تحقيق فرص نمو عضوي كبيرة،” وفق ما نقلته وكالة رويترز.
وسيجمع المشروع المشترك، المسمّى مجموعة بروج الدولية، بين مشروعين مشتركين، هما بورياليس الذي تملك أو.أم.في 75 في المئة فيه وأدنوك 25 في المئة، وبروج الذي تحوز أدنوك 54 في المئة فيه وبورياليس 36 في المئة.
ومع إضافة مشروع التوسعة بروج 4 إليها، تصبح مجموعة بروج الدولية التي ستخضع لإدارة وملكية مشتركة من أدنوك وأو.أم.في، وسيكون لها مقران في فيينا وأبوظبي، رابع أكبر مُنتج للبولي أوليفينات في العالم وفق السعة الإنتاجية الاسمية.
ومن المتوقع نقل بروج 4 إلى المجموعة الجديدة في عام 2026 بقيمة تصل إلى نحو 7.5 مليار دولار وبقدرة إنتاج تبلغ 13.6 مليون طن عبر مناطق أوروبا والشرق الأوسط وأميركا الشمالية.
وقال سلطان الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لأدنوك “نعمل على تنفيذ مشاريع واستثمارات إستراتيجية تسهم في دعم النمو المستدام في الإمارات وترسيخ مكانتها عالميا في مختلف القطاعات.”
وأضاف أن "هذه الصفقات خطوة مهمة لتنفيذ إستراتيجية أدنوك للتوسع الدولي في مجال الكيماويات بالتزامن مع تعزيز نمو عمليات الشركة دوليا. واستنادا إلى شراكتنا الإستراتيجية الممتدة على مدار 25 عاما مع أو.أم.في.”
13.6
مليون طن سنويا، هي طاقة إنتاج مجموعة بروج الدولية التي ستبدأ النشاط مطلع 2026
وتابع الجابر “سنؤسس شركة جديدة رائدة في قطاع البتروكيماويات تتميز بمحفظة منتجات عالية الجودة وتكنولوجيا متقدمة تتيح لها الوصول إلى أهم الأسواق العالمية،” بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية.
وأشار إلى أنه من خلال الجمع بين المزايا الفريدة لشركات بروج وبورياليس والاستحواذ على شركة نوفا، “كلنا ثقة بأن هذه الخطوة الاستشرافية ستساهم في ترسيخ مكانة أبوظبي الرائدة في مجال الكيماويات.”
وأردف بالقول إنها “ستحقق هدف أدنوك بضمان مواكبة أعمالها للمستقبل ودعم جهودها لتلبية الطلب العالمي المتزايد على الكيماويات والمنتجات المرتبطة بها، والاستمرار في خلق وتعزيز القيمة وزيادة فرص النمو للمساهمين.”
ويقود تنامي الطلب كبار اللاعبين إلى إعادة ترتيب تسويق حصصهم وإلى تحقيق أكبر ما يمكن من الإيرادات، خاصة في ظل تراجع الاستثمارات في القطاع والتداعيات التي لا تزال مستمرة جراء الأزمة الأوكرانية، ما جعل الأسعار في أعلى مستوياتها على الإطلاق.
ومن المتوقع أن يزداد الطلب على البتروكيماويات بنسبة تبلغ اثنين في المئة حتى عام 2050 على أن يتضاعف سوق المواد الكيماوية بحلول منتصف القرن الحالي، ما يضمن استدامة الإيرادات.
وتشير التقديرات إلى أن الطلب على المنتجات الكيماوية كان بشكل مطرد منذ العام 2000، بفضل نمو الاستثمارات والمشاريع الجديدة قبل أن يتقهقر مع قيود الإغلاق الاقتصادي جراء الجائحة.
وفي إطار الصفقة، ستضخ أو.أم.في 1.6 مليار يورو (1.68 مليار دولار) في الشركة الجديدة، والتي ستُدرج في سوق أبوظبي للأوراق المالية، ومن المرجح أيضا إدراجها في بورصة فيينا لاحقا.
وستملك أدنوك وأو.أم.في، التي تمتلك الحكومة النمساوية جزءا منها ومبادلة ثاني أكبر مساهم فيها، نحو 47 في المئة من المشروع المشترك الجديد، مع طرح النسبة المتبقية للتداول الحر. وستعرض أسهم في المشروع على مساهمي بروج.
ولفتت الشركتان إلى أن مجموعة بروج الدولية ستسعى إلى جمع ما يصل إلى 4 مليارات دولار من رأس المال الأساسي في 2026.
ومن المتوقع أن يكتمل المشروع المشترك وإغلاق الصفقة الخاصة بشركة نوفا خلال الربع الأول من العام المقبل، وتوفير تكاليف سنوية تقارب الـ500 مليون دولار.
وسيكون المقر الرئيسي للشركة الجديدة في النمسا، وسيكون لها هيكل مجلس إدارة من مستويين مع حوكمة وحقوق تصويت متساوية بين أو.أم.في وأدنوك.
وعند اكتمال تأسيس مجموعة بروج الدولية سيتم نقل حصة أدنوك فيها إلى ذراعها شركة الاستثمارات الدولية النوعية المتخصصة في قطاع الطاقة (إكس.آر.جي) التي تم تأسيسها في العام الماضي بقيمة 80 مليار دولار.
وتعد إكس.آر.جي أحدث إضافة إلى إستراتيجية أدنوك لتسريع النمو الدولي وخلق وتعزيز القيمة، وستركز على الاستثمار بشكل متكامل في مجالات متعددة في قطاع الطاقة بما يشمل الغاز والكيماويات والوقود منخفض الكربون، والبنية التحتية لمنظومة الطاقة.
ودعمت أدنوك محفظة أعمالها في صناعة الكيماويات حين استحوذت ذراعها شركة أدنوك الدولية في أكتوبر الماضي على مجموعة كوفيسترو في صفقة قدّر حجمها 12 مليار يورو (13.3 مليار دولار).
وتمتلك كوفيسترو مجموعة واسعة من التقنيات المتطورة والمنتجات التي تدعم خفض الانبعاثات والاقتصاد الدائري، وتقدم خدماتها لأكثر من 8500 زبون في العالم من خلال 48 موقع إنتاج حول العالم، و13 منشأة للبحث والتطوير.