ويتكوف يعود إلى المنطقة لتمديد هدنة غزة أو الانتقال للمرحلة الثانية

واشنطن - أعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، الاثنين، أن مبعوث الرئيس دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، يعتزم العودة إلى المنطقة خلال الأيام المقبلة، فيما تعتزم إسرائيل استئناف الحرب على غزة في ظل تمسك حماس برفض تمديد المرحلة الأولى من الهدنة، ومطالبتها بالدخول في مفاوضات المرحلة الثانية.
وسيبحث ويتكوف عن آلية لتمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، أو إحراز تقدم نحو المرحلة الثانية.
وسيسعى أيضا إلى ضمان استمرار وقف إطلاق النار الحالي وتجنب أي تصعيد جديد بين إسرائيل وحماس، وتذليل الخلافات القائمة بين الطرفين حول شروط المرحلة الثانية من الاتفاق.
ومن المنتظر أن يدفع المفاوضات بين الطرفين نحو المرحلة الثانية من الاتفاق، التي تتضمن انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة وبدء إعادة الإعمار.
وأكد المتحدث أن إدارة ترامب ووزير الخارجية ماركو روبيو شددا مرارا على ضرورة الإفراج الفوري عن جميع الرهائن، بمن فيهم الأميركيون.
وأفادت صحيفة "جيروزاليم بوست" نقلا عن مصدر إسرائيلي مطلع على الأمر بأن ويكتوف سيزور المنطقة لإتمام الصفقة فقط"، مضيفا "وبما أنه لا يوجد تقدم حقيقي في الوقت الحالي، فمن غير الواضح متى أو ما إذا كان سيصل".
ويأتي ذلك فيما قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر الثلاثاء إن بلاده تطالب بـ "نزع كامل للسلاح" من قطاع غزة وبتنحي حركة حماس كشرط للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.
وأضاف ساعر في مؤتمر صحافي عقد في القدس "ليس لدينا اتفاق متعلق بالمرحلة الثانية، نطالب بنزع كامل للسلاح من قطاع غزة وخروج حماس وحلفائها في الجهاد الإسلامي وعودة رهائننا". وتابع "إذا حصلنا على ذلك، يمكننا التوصل إلى اتفاق غدا".
وتعتزم إسرائيل العودة للحرب بقطاع غزة خلال 10 أيام إذا لم تواصل حركة حماس إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، وفق وسائل إعلام عبرية.
وقالت القناة "12" الخاصة نقلا عن مصادر سياسية لم تسمها "قررت القيادة السياسية الإسرائيلية أنه إذا لم تستمر حماس في إطلاق سراح المختطفين، فإن الجيش الإسرائيلي سيعود إلى القتال بحلول نهاية الأسبوع المقبل على أبعد تقدير".
وأضافت "رغم طلب الوسطاء من الإسرائيليين الانتظار بضعة أيام أخرى لاستنفاد المحادثات مع حماس، يبدو أنه لا يوجد أي اختراق".
ومطلع مارس الجاري، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة رسميا والتي استغرقت 42 يوما منذ سريانها في 19 يناير الماضي، دون موافقة إسرائيل على الدخول في المرحلة الثانية وإنهاء الحرب.
ورفضت حركة حماس، نهاية الأسبوع، اقتراح ويتكوف بوقف مؤقت لإطلاق النار خلال شهر رمضان وعيد الفصح.
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء السبت، أن الحكومة الإسرائيلية وافقت على اعتماد مقترح ويتكوف.
وبموجب الاتفاق، سيعود نصف الرهائن - الأحياء والأموات - إلى إسرائيل في اليوم الأول من الاتفاق، وفي نهاية الفترة، إذا تم التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار الدائم، فإن بقية الرهائن، الأحياء والأموات، سيعودون إلى إسرائيل.
واقترح ويتكوف الخطة بسبب إدراكه أنه في الوقت الحالي لا توجد وسيلة لسد الفجوات بين إسرائيل وحماس فيما يتعلق بإنهاء الحرب، وأن هناك حاجة إلى وقت إضافي لإجراء محادثات بشأن وقف إطلاق النار الدائم.
وبعد أن رفضت حماس الاقتراح، أعلنت إسرائيل أنها ستوقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الاثنين إن إسرائيل وافقت على طلب الوسطاء بالسماح ببضعة أيام أخرى من المفاوضات، لكنه حذر حماس من أن "هذه مجرد البداية. إذا لم تفرج حماس عن الرهائن قريبًا، فسوف تُغلق أبواب غزة وستُفتح أبواب الجحيم".
وذكرت القناة العبرية أن "القيادة السياسية تتحدث عن موعد نهائي، مفاده أنه إذا لم تشرع حماس في إطلاق سراح المختطفين بصيغة سيتم تحديدها بين الطرفين وحتى التوصل إلى تفاهمات حول المرحلة التالية من الصفقة، فإن إسرائيل ستعود إلى القتال في موعد أقصاه نهاية الأسبوع المقبل".
ونقلت عن مصادرها، إنه تم تحديد هذا الموعد، لما بعد تولي رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد إيال زامير منصبه رسميا غدا الأربعاء، وكذلك وصول ستيف ويتكوف إلى المنطقة، والمتوقعة الأسبوع المقبل.
وقال مصدر سياسي وصفته القناة بـ"المطلع" إن "إسرائيل تريد التوصل إلى تفاهمات، لكنها وضعت البندقية على الطاولة لمحاولة تسريع العملية.. نحن في طريق مسدود الآن".
وفي وقت سابق الاثنين، طالبت حماس الوسطاء والضامنين لاتفاق وقف إطلاق النار بغزة بـ"حمايته من الانهيار" كونهم مسؤولين عن منع نتنياهو من "تخريب كل الجهود التي بُذلت للتوصل للاتفاق".
وبينما تطالب حماس بالتزام إسرائيل بما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار بالمرور للمرحلة الثانية لإكمال تبادل الأسرى وإنهاء الحرب وإعادة إعمار القطاع، يصر نتنياهو على تعطيل الاتفاق ويقول إنه "يستعد للمراحل المقبلة من الحرب".