تبني المبعوث الأممي لخارطة طريق البرهان يغضب قوى سودانية: دعم للدكتاتورية العسكرية

بورتسودان - أثار تأييد مبعوث الأمم المتحدة لدى السودان رمطان لعمامرة لخارطة الطريق التي طرحتها الحكومة الموالية للجيش، انتقادات القوى السياسية في السودان باعتبار أن تلك الخارطة التي تم الإعلان عنها في التاسع من فبراير، أقصت المكون المدني، وكرست عبر تعديلات على الوثيقة الدستورية سلطة المؤسسة العسكرية، وهو ما يتناقض وموقف المجتمع الدولي.
وصرح لعمامرة الأسبوع الماضي، بأن الأمين العام للأمم المتحدة رحب بخارطة الطريق المطروحة وطلب من جميع السودانيين المهتمين أن يشاركوا فيها بأفكارهم لإثراء الوثيقة، التي اعتبر أن من شأنها أن تسهل النقاشات المطلوبة لإعادة بناء دولة سودانية واحدة متماسكة.
وقال إن البناء على الخارطة هو الخطوة التالية التي هو على استعداد لخوضها “رغم حساسيتها وصعوبتها”. وأكد ضرورة التنسيق بين مختلف المبادرات المطروحة الرامية للتوصل إلى حوار وطني سوداني شامل.
في المقابل انتقد المبعوث الأممي توقيع قوات الدعم السريع مع حركات مسلحة وقوى سياسية في العاصمة الكينية نيروبي ميثاقا سياسيا لتشكيل “حكومة سلام ووحدة” في المناطق التي تسيطر عليها الدعم السريع.
وأضاف “همنا الوحيد هو إقناع من يهمهم الأمر بالانخراط في الطريق الذي نرى أنه يحمل في طياته بذور الحل التوافق المقبول والمرضي للجميع.”
ورأى منتقدو لعمامرة أن تصريحاته تشكل انحيازا غير مقبول لأحد طرفي الصراع، وأن المواقف التي أصدح بها تفقده ثقة باقي المكونات السودانية.
وأعرب القيادي في حزب المؤتمر السوداني خالد عمر يوسف عن استغرابه لما أسماه بترويج المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة لرؤية أحد الأطراف المتحاربة، مشيرا إلى أن الطرف المعني أجرى تعديلات على الوثيقة الدستورية بما رسخ الدكتاتورية العسكرية.
وأضاف يبدو أن لعمامرة لديه وجهة نظر مختلفة تماماً عن الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي.
وكانت الأمم المتحدة أدانت انقلاب 25 أكتوبر 2022 وطالبت بإعادة السلطة للمدنيين، فيما اعتبره الاتحاد الأفريقي تغييرا غير دستوري، وعلق عضوية السودان في المنظمة.
وقال عمر يوسف “منذ تعيينه في هذا المنصب، أظهر المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة باستمرار تعاطفه وانحيازه للعسكريين وليس للشعب السوداني. وقد أدى هذا إلى فشل كل جهوده”.
وأكد أن الوسيط الناجح هو من يبني الجسور مع جميع الأطراف، وليس من يروج لوجهة نظر فصيل معين -خاصة عندما يكون هذا الفصيل أحد القوتين اللتين تسفكان دماء المواطنين السودانيين حالياً.
وعين الأمين العام للأمم المتحدة، وزير الخارجية الجزائري الأسبق رمطان لعمامرة مبعوثا شخصيا له إلى السودان، في نوفمبر 2023، أي بعد أشهر قليلة من اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع.
ولم يحرز لمعمامرة أي تقدم او اختراق في مهمته، وسبق وأن وجهت له أطراف سودانية انتقادات لأدائه، الذي طغى عليه مسايرة قيادة الجيش.
وقال وجدي صالح القيادي في حزب البعث، في تغريدة على منصة “إكس” إن تصريحات المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة تبني واضح لخارطة الطريق التي اقرها البرهان (قائد الجيش الفريق عبدالفتاح البرهان).
وأضاف صالح “لعمامرة يكون بذلك قد فارق القيم التي يجب عليه الدفاع عنها بصفته مبعوثا شخصيا وممثلا خاصا للأمين العام للأمم المتحدة، وهي قيم السلام والديمقراطية التي تتبناها الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي.”
ودعا بابكر فيصل رئيس المكتب التنفيذي في التجمع الاتحادي في تغريدة على منصة “إكس” لعمامرة إلى السعي إلى وقف القتال من خلال خطة حقيقية توقف إراقة الدماء وتستأنف عملية الانتقال المدني بطريقة تفتح الطريق لإقامة نظام ديمقراطي مستدام في البلاد. واستهجن ما وصفه بالترويج لخارطة الطريق التي أقرتها قيادة القوات المسلحة على أساس التعديلات غير القانونية الأخيرة على الوثيقة الدستورية، مبينا أنها تهدف إلى صناعة ديكتاتورية عسكرية قابضة.