إسرائيل تهدد بالتدخل العسكري بذريعة حماية الدروز في ضواحي دمشق

نتنياهو يأمر الجيش بالتأهب للدفاع عن ضاحية جرمانا بعد مقتل شخص وإصابة آخرين جراء اشتباكات بين عناصر الأمن ومسلحين محليين دروز.
الأحد 2025/03/02
الجيش الإسرائيلي يتحضر لعملية عسكرية بعد التمدد

القدس - هدّد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس مساء السبت بالتدخل عسكريا في سوريا ضد قوات دمشق "إذا أقدم النظام على المساس بالدروز"، في إعلان يشكل تصعيدا جديدا قد يكون له تداعيات كبيرة على الاستقرار الإقليمي.

وقال كاتس في بيان أصدرته وزارته "لن نسمح للنظام الإرهابي الإسلامي المتطرف في سوريا بإيذاء الدروز".

وأضاف "إذا هاجم النظام الدروز فإنه سيتحمل عواقب من جانبنا. لقد أصدرنا أوامرنا للجيش بالاستعداد وإرسال تحذير صارم وواضح: إذا أقدم النظام على المساس بالدروز فإننا سنؤذيه".

وأمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وكاتس الجيش "بالاستعداد للدفاع" عن هذه الضاحية "التي تتعرض حاليا للهجوم من قبل قوات النظام السوري"، كما جاء في نص البيان.

وجاء البيان بعد تحذير إسرائيلي الأسبوع الماضي للقوات السورية الجديدة ولجماعة المعارضة المسلحة التي أطاحت بالرئيس السابق بشار الأسد بعدم دخول المناطق الواقعة جنوب دمشق.

ويشير البيان إلى أن القوات الإسرائيلية يمكن أن تتوسع في عملياتها داخل سوريا، بينما تحاول السلطات الجديدة هناك ترسيخ سيطرتها بعد أكثر من عقد من الحرب الأهلية.

وتعتبر إسرائيل نفسها حامية للأقلية الدرزية في المنطقة، ولديها تاريخ من التدخل في الشؤون السورية لحماية هذه الأقلية.

وللدروز علاقات تاريخية مع إسرائيل، حيث يعتبر العديد منهم في إسرائيل أنفسهم مواطنين مخلصين للدولة العبرية التي ترى أن أمن الأقلية الدرزية في سوريا جزء من أمنها القومي.

وكانت القوات الإسرائيلية قد أقامت في الآونة الأخيرة مواقع عسكرية في المنطقة العازلة وعلى جبل الشيخ الاستراتيجي. ولم تسجل حتى الآن اشتباكات كبيرة بين القوات الإسرائيلية والقوات السورية الجديدة.

وجاءت التهديدات الإسرائيلية الجديدة بعد مقتل شخص وإصابة تسعة آخرين بجروح السبت جراء اشتباكات بين عناصر أمن تابعين للسلطة السورية الجديدة ومسلحين محليين دروز مكلفين بحماية المنطقة في ضاحية جرمانا قرب دمشق، على خلفية توتر بدأ الجمعة وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وتعذر على المرصد تحديد ما إذا كان القتيل مدنيا أم مسلحا محليا.

وتقطن غالبية من الدروز والمسيحيين، وعائلات نزحت خلال سنوات الحرب التي تشهدها سوريا منذ العام 2011، ضاحية جرمانا الواقعة جنوب شرق دمشق.

وكانت من أولى المناطق التي أسقط فيها السكان في السابع من ديسمبر، عشية إطاحة حكم بشار الأسد، تمثالا نصفيا لوالده الرئيس الراحل حافظ الأسد كان موضوعا في ساحة رئيسية تحمل اسمه.

وتشهد المنطقة توترا بدأ الجمعة مع مقتل عنصر من قوات الأمن وإصابة آخر بجروح جراء إطلاق نار من مسلحين عند حاجز في جرمانا، أعقب مشاجرة بين الجانبين، وفق المرصد.

ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" عن مدير مديرية أمن ريف دمشق المقدم حسام الطحان السبت قوله إن الحاجز أوقف الجمعة عناصر تابعين لوزارة الدفاع أثناء دخولهم المنطقة لزيارة اقاربهم. وبعدما سلموا أسلحتهم، تعرضوا للضرب "قبل أن يتم استهداف سيارتهم بإطلاق نار مباشر"، ما أسفر عن مقتل أحد العناصر وإصابة آخر.

إثر ذلك، هاجم مسلحون محليون مركزا للشرطة في جرمانا، وتم طرد العناصر منه، وفق طحان الذي أكد مواصلة "جهودنا بالتعاون مع الوجهاء في مدينة جرمانا لملاحقة جميع المتورطين في حادثة إطلاق النار"، منبها من تداعيات حوادث مماثلة على "أمن واستقرار ووحدة سوريا".

وفي وقت لاحق، أصدر مشايخ جرمانا بيانا أكدوا فيه "رفع الغطاء عن جميع المسيئين والخارجين عن القانون"، وتعهدوا تسليم كل من "تثبت مسؤوليته" الى "الجهة المختصة حتى ينال جزاءه العادل".

ومنذ وصول السلطة الجديدة الى دمشق في الثامن من ديسمبر، تُسجّل اشتباكات وحوادث إطلاق نار في عدد من المناطق، يتهم مسؤولون أمنيون مسلحين موالين للحكم السابق بالوقوف خلفها. وتنفذ السلطات حملات أمنية تقول إنها تستهدف "فلول النظام" السابق، يتخللها اعتقالات.

ويفيد سكان ومنظمات بين الحين والآخر عن حصول انتهاكات تتضمن مصادرة منازل أو إعدامات ميدانية وحوادث خطف، تضعها السلطات في إطار "حوادث فردية" وتتعهد ملاحقة المسؤولين عنها.

ويشكل فرض الأمن وضبطه في عموم سوريا أحد أبرز التحديات التي تواجه الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، بعد نزاع مدمر بدأ قبل 13 عاما.