بي.بي.سي تعتذر عن فيلم وثائقي يروي قصته ابن أحد قادة حماس

لندن - أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي" سحب فيلمها الوثائقي "غزة: كيف تنجو من منطقة حرب" من المراجعة بعد الكشف عن أن والد الصبي الذي يلعب الدور الرئيسي، عبدالله اليازوري، هو مسؤول كبير في حركة حماس ونائب وزير الزراعة السابق في قطاع غزة. وقدمت اعتذاراً إلى مشاهديها.
وفي الفيلم الذي تم عرضه بالفعل على القناة البريطانية، تحدث عبدالله (14 عاماً) عن الحياة في قطاع غزة خلال الحرب.
وبعد بث الفيلم تبين أن والد الطفل يشغل منصباً رفيعاً في حركة حماس. وقالت هيئة الإذاعة البريطانية في بيان “لقد أثيرت أسئلة متكررة حول هذا البرنامج، وفي ضوء هذه المخاوف، أجرينا المزيد من الفحوصات مع شركة الإنتاج. لن يكون البرنامج متاحًا طوال مدة المراجعة.”
وقالت “بي بي سي” إنها كانت تجهل وجود طفل لأب من حماس بين الأطفال الذين تحدثوا أمام الكاميرات، فالشركة المعنية بمثل هذه التفاصيل لم تخبرها بأن أولاد قادة الحركة ومسؤوليها هم أيضاً يعيشون تلك الحرب في قطاع غزة.
وبعد البث الأول للبرنامج، تلقت هيئة الإذاعة البريطانية عدة طلبات لإزالته. وقال الصحافي المستقل ديفيد كولير مؤخرا أن أحد منتجي المسلسل الوثائقي هو ناشط فلسطيني أشاد بهجوم السابع من أكتوبر وكشف أن أجزاء كثيرة من البرنامج الإذاعي كانت مفبركة.
الفيلم يسلط الضوء على حياة الأطفال في غزة، وأنتج بواسطة شركة "هويو فيلم" المستقلة
وبحسب قوله، فإن الطفل الذي ظهر في الفيلم الوثائقي البريطاني أجرى مقابلة أيضًا مع القناة الرابعة في نوفمبر 2023. وخلال تلك المقابلة، قدم نفسه باسم مختلف وحتى قدم أجنبيًا على أنه والده، من أجل إخفاء ارتباطه بحماس.
من جهتها قالت صحيفة “الغارديان” أيضاً إن 45 صحافياً وإعلاميا ًيهودياً بارزاً، بما في ذلك موظفو هيئة الإذاعة البريطانية الحاليون والسابقون، وقعوا على رسالة إلى المدير العام للهيئة تيم ديفي يطالبونه فيها بإزالة الفيلم ووقف بثه.
وفي بيان هيئة الإذاعة البريطانية قالت إنها “وعدت مشاهديها بالتزام أعلى معايير الشفافية، ولذا لا بد من إضافة تفاصيل إلى الفيلم قبل إعادة بثه نتيجة المعلومات الجديدة التي وصلتها والتي لم تبلغ بها سابقاً من الشركة المنتجة للفيلم،” وذلك قبل أن يتم سحبه نهائيا.
لكن قرار سحب الفيلم أثار انتقادات واسعة للهيئة البريطانية وتساؤلات حول دوافعه، وسط اتهامات لـ”بي.بي.سي” بالرقابة والتسييس.
ووجه أكثر من 800 فنان وشخصية إعلامية، من بينهم المخرج كين لوتش والممثل ريز أحمد ومبدع “توب بوي” رونان بينيت، ولاعب كرة القدم السابق غاري لينيكر، رسالة إلى هيئة الإذاعة البريطانية انتقدوا فيها قرارها بسحب الفيلم الوثائقي من منصتها “آي بلاير.”
45
صحافياً وإعلاميا ًيهودياً بارزاً، وقعوا على رسالة يطالبون المدير العام للهيئة تيم ديفي بإزالة الفيلم.
ويسلط الفيلم الضوء على حياة الأطفال في غزة، وأنتج بواسطة شركة “هويو فيلم” المستقلة. وأثر قرار “بي.بي.سي” إزالته انقساما في الآراء، حيث اعتبره البعض انتهاكا لمعايير الحياد، بينما رأى آخرون أنه إخفاق في معايير التكليف والتعامل التحريري.
وفي رسالة مفتوحة، نددت شبكة “فنانون من أجل فلسطين” في المملكة المتحدة بالقرار واعتبرته “رقابة ذات دوافع سياسية.”
وجاء في الرسالة “نحن محترفو السينما والتلفزيون والصحافيون في المملكة المتحدة نكتب دعما لهذا الفيلم، الذي يمثل عملا صحفيا جوهريا ينقل منظورا نادرا لمعاناة الأطفال الفلسطينيين في ظروف لا يمكن تصورها، ويمنح صوتا لمن يتم إسكاتهم عادة. إنه يستحق التقدير، وليس الحذف أو الرقابة بدوافع سياسية”.
كما انتقدت الرسالة ما وصفته بـ”الافتراضات العنصرية وتسليح الهوية” فيما يتعلق بخلفية الراوي، إضافة إلى “تجاهل” معايير حماية الطفل في عملية التدقيق. وطالبت “بي.بي.سي” بعدم الرضوخ لضغوط تدفع باتجاه حذف الفيلم نهائيا أو التشكيك فيه دون مبرر.
ومن بين الموقعين على الرسالة الممثلتان روث نيغا وجولييت ستيفنسون، التي علقت على القرار خلال مقابلة مع راديو التايمز، مؤكدة أن الفيلم “لا علاقة له بحماس”، في تصريح يعكس جوهر الجدل الدائر حول دوافع بي.بي.بي لسحبه.
وانضم إلى قائمة الموقعين على الرسالة أيضا نجمة بريدجيرتون إنديا أمارتيفيو، والروائي ماكس بورتر، والمخرج ريتش بيبات، المعروف بأعماله في فرقة “نيكاب”، التي اشتهرت بمواقفها الصريحة المؤيدة لفلسطين.
وكانت الفرقة قد أثارت الجدل سابقا عندما علقت على عدم ترشيح فيلمها لجوائز الأوسكار بعبارة “تبا للأوسكار. حرروا فلسطين.”
وفي غضون ذلك، ذكرت “بي.بي.سي نيوز”، أن مجلس إدارة الهيئة سيجتمع لمناقشة مصير الفيلم الوثائقي غزة: كيف تنجو من منطقة حرب، وسط تصاعد الضغوط والانتقادات.