خالد حافظ يعرض "التاريخ المرئي للاشيئيات: حب حرب"

المعرض عبارة عن مشروع طويل الأمد يتكون من عدة فصول.
الجمعة 2025/02/28
أعمال فنية على أسطح معاد تدويرها

الدوحة - دعا مركز "مطافئ: مقر الفنانين" الجمهور إلى زيارة معرض "التاريخ المرئي لـلاشيئيات: حب حرب"، للفنان المصري خالد حافظ، والذي يستقبله المركز حتى 25 مارس المقبل.

ويحط هذا المعرض رحاله بعد أن قدمه الفنان في وطنه منتصف العام الماضي، وهو عبارة عن مشروع طويل الأمد يتكون من عدة فصول، بدأ مع الإغلاق الذي فرضته جائحة كورونا، ما دفع الفنان إلى العمل على أسطح ورقية مستعملة ومعاد تدويرها، وهو ما سمّاه “لوحات المقص”، وذلك على مدى السنوات الخمس الماضية، إلى جانب فيلم وممارسات فنية متعددة التخصصات.

وقال خليفة العبيدلي، مدير مركز مطافئ، “يمثل المعرض إضافة نوعية إلى الحرص الذي يتميّز به ‘مطافئ: مقر الفنانين’ في عرضه للممارسات الفنية التحويلية، حيث يبيّن عمل حافظ قوة الفن في إبراز مكامن الجمال في الحياة اليومية والمعنى وراءها، في وقت يدفع فيه عجلة التجريب المادي إلى الأمام. وإننا نرحب بالزوار في مطافئ للانخراط في رؤية فريدة يتبنّاها الفنان حافظ، حيث يولّد عمله نقاشات جديدة حول الفن ودوره في مجتمعنا.”

المعرض آخر فصل في الاستكشاف الفني المستمر تطرّق فيه الفنان إلى مواضيع معقّدة تتعلق بالهوية والحركة والسرديات التاريخية
◙ المعرض آخر فصل في الاستكشاف الفني المستمر تطرّق فيه الفنان إلى مواضيع معقّدة تتعلق بالهوية والحركة والسرديات التاريخية

وأضافت سعيدة الخليفي، قيّمة المعارض ورئيسة برامج الإقامة الفنية في مركز مطافئ، “يجسّد عمل حافظ القوة التحويلية للفن، حيث يستغلّ المواد المستخدمة في الحياة اليومية ويرتقي بها إلى تعبيرات قوية عن الهوية. إن نهجه الفريد يُولّد حوارًا ثريًا بين الماضي والحاضر، فهو مستوحى من التأثيرات الأفريقية والشرق أوسطية والمتوسطية والعربية الإسلامية، بالإضافة إلى الهوية المصرية القديمة. ومن خلال هذا المعرض، ندعو الزوار ليجرّبوا كيف يمكن للمواد العادية أن تصبح أدوات نتطرّق فيها إلى مواضيع معقدة من التراث والحياة المعاصرة.”

ويعد المعرض آخر فصل في الاستكشاف الفني المستمرّ للفنان، الذي كان قد بدأ خلال جائحة كوفيد – 19، وتطرّق فيه الفنان إلى مواضيع معقّدة تتعلق بالهوية والحركة والسرديات التاريخية على أسطح ورقية معاد تدويرها.

درس خالد حافظ الطب، وتابع دراسته في الدروس المسائية بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة. وبعد حصوله على شهادته في الطب، تخلى عن ممارسة المهنة ليكرّس حياته للفن، وحصل بذلك على ماجستير الفنون الجميلة في الوسائط الجديدة والفنون الرقمية. تمتد ممارساته الفنية عبر عدة وسائط، منها الرسم، والسينما / الفيديو، والتصوير الفوتوغرافي، والأعمال التركيبية الفنية، والمقاربات متعددة التخصصات.

وضمن رؤيته التي قدّم من خلالها معارضه السابقة، يستعيد الفنان مفردات وتقنيات من الحضارات القديمة وفي مقدّمتها الحضارة المصرية، لمقاربة أفكار تتعلّق بصراع الإنسان مع الطبيعة وفهمه للخلق ونشأة الكون ونظرته لوجوده وتاريخه.

وسبق أن وضح غايته من معرض “التاريخ المرئي لـلاشيئيات: حب حرب” بالقول إن “الصور العنيفة والحروب منذ وقوع الغزو العراقي للكويت عام 1990 حتى اليوم كانت السبب وراء أن نحو أربعة أجيال أصبحت مستقبلة لـ’جماليات العنف’، ولم تعد خائفة منه، وقادرة على التعايش مع ذلك، حيث انتهت القيم المعروفة من قبل وظهرت قيم جديدة ليست بالضرورة واحدة.”

ويرى الفنان المصري أن “الجميع يعيش الآن الواقع لكنه متفرج في عالم سريع يشهد العنف، ويحاول البعض أن يمارس دورا دون أن يتناقش أو يفهم إلى أين تسير الأمور،” وهو يحاول في المعرض تقديم فكرة أنه لا فرق بين الوسائط المختلفة سواء الفن أو التصميم أو العمارة أو الصناعة، فكل فكرة مبدعة يمكن تصنيعها والتعبير عنها بعدد لا نهائي من الوسائط.

Thumbnail

وترى الناقدة التشكيلية فاطمة علي أن معرض “التاريخ المرئى للاشيئيات” الذي قسمه الفنان إلى ستة فصول “يعمل على تأكيد ثنائية الجمالي والمفاهيمي معا في اتجاه معاكس لأحد مفاهيم جماليات التلاشي التي ارتبطت بفنون ما بعد الحداثة. كما بدا معرضه هذا يفتح بابا أغلق لفترة مع إغلاق مدرسة الباوهاوس بالربط بين الفن والتصميم بعرضه تصميمات للأثاث تتكامل مع النحت والرسم.”

يُذكر أن خالد حافظ أقام معرضه الأول تحت عنوان “هلاوس” سنة 1987، ونظم منذ ذلك الحين ما يقرب من 32 معرضا فرديا، كما شارك في العديد من المعارض التي نظّمت في فرنسا وألمانيا وإيطاليا وكوبا والولايات المتحدة إلى جانب مصر. وهو يدافع عن رأيه القائل بأن “الإمتاع هو وظيفة الفن الأساسية، إلا أن ذلك لا يلغي الإسقاطات التي يعنيها مثل استمرارية الحياة وتجددها، وكذلك انتقاداته للصورة المروجة في إعلانات الموضة والثقافة الصحية ضمن سياق كامل من الدعاية الرأسمالية.”

ويشكل مركز “مطافئ: مقر الفنانين” وجهة إبداعية وحاضنة للفنانين في العاصمة القطرية الدوحة، حيث يتيح لهم مساحات واسعة للتعبير عن أفكارهم الفنية المبتكرة وتطويرها. وينظم هذا المركز، الذي تم تحويله عام 2014 من مقر قديم للدفاع المدني إلى مركز فني يستقطب أفراد المجتمع المحلي في قطر، الفعاليات الفنية والمعارض والبرامج العامة.

15