منتدى الرياض الإنساني يسلط الضوء على الإنفاق السعودي الضخم على المساعدات

الرياض- انطلق الاثنين في العاصمة السعودية منتدى الرياض الدولي الإنساني مسلطا الضوء على المقدرات المالية الضخمة التي تخصصها المملكة للعمل الإنساني والإغاثي جاعلة منه جزءا من قوّتها الناعمة ووسيلة لترسيخ مكانتها عبر العالم وتوسيع شبكة علاقاتها مع بلدانه وتسويق صورتها بشكل إيجابي بين شعوبه.
وتنتظم الدورة الرابعة من المنتدى الذي يرعاه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز ويشرف عليه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية تحت شعار “استكشاف مستقبل الاستجابة الإنسانية”، وسط تأكيد سعودي على “مد يد العون لإغاثة المتضررين حول العالم”.
وقال متحدث مركز الملك سلمان للإغاثة سامر الجطيلي إن المنتدى يشهد حضورا كبيرا يتجاوز 6 آلاف شخص ومشاركة أكثر من 150 منظمة عالمية و300 ممثل دولي.
وفي كلمته بالافتتاح أوضح المشرف العام على المركز عبدالله الربيعة أنه من خلال 21 جلسة وبمشاركة 32 متحدثا سيكون المنتدى نقطة انطلاق لآفاق جديدة في العمل الإنساني عبر التقنية الحديثة.
وقال إن المنتدى يركز على الدبلوماسية الإنسانية في النزاعات مؤكدا على أهمية استخدام هذا النوع من الدبلوماسية في النزاعات لإيجاد الحلول السياسية لها، ومشيرا إلى أنّ المملكة تبذل كافة الجهود في ذلك.
من جهته قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في كلمته بالمنتدى إن المملكة أطلقت حملات إغاثية لمساعدة الأشقاء في الدول المتضررة أبرزها في غزة واليمن والسودان.
◄ السعودية مصنفة ضمن أكبر الدول المانحة للمساعدات عبر العالم بتقديمها 133 مليار دولار لأكثر من 172 دولة
وأشار إلى أن “السعودية من كبار الدول المانحة للمساعدات،” موضحا أن إجمالي مساعداتها الإغاثية بلغ 133 مليار دولار لأكثر من 172 دولة حول العالم، بحسب ما نقلته قناة الإخبارية السعودية دون تحديد فترة زمنية لذلك الإنفاق الضخم.
وقال الأمير فيصل إن بلاده مستمرة “في جهودها الرائدة لدعم العمل الإنساني وتعزيز الدبلوماسية الإنسانية،” ومشيرا إلى أن “المملكة حرصت طيلة تاريخها على مد يد العون والمساعدة للدول والشعوب المحتاجة وإغاثة المنكوبين حول العالم بلا تمييز.”
وذكّر ببعض المبادرات السعودية ومن بينها الحملة الشعبية لإغاثة الفلسطينيين التي بلغت تبرّعاتها حوالي 187 مليون دولار، بالإضافة إلى مشروع مسام لنزع الألغام في اليمن والذي أسهم في إزالة أكثر من 430 ألف لغم منذ العام 2018.
كما تطرّق إلى الجهود التي قامت بها المملكة حيال الأزمة في السودان من خلال اتفاقية جدة التي أسهمت في ضمان وصول المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى تنفيذ عمليات إجلاء ناجحة أنقذت أكثر من 8400 شخص من 110 دول مختلفة.
وتأتي الدورة الحالية من المنتدى بالتزامن مع الذكرى العاشرة لتأسيس مركز الملك سلمان للإغاثة وتقام بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة وهيئاتها الإنسانية وبمشاركة نخبة من القادة والخبراء والمانحين والمتخصصين في العمل الإنساني من مختلف دول العالم.
ويتناول المنتدى عبر جلساته الحوارية رفيعة المستوى محاور رئيسية تشمل دور الدبلوماسية الإنسانية في إدارة الأزمات والصراعات، وآليات وصول المساعدات وتسهيل سلاسل الإمداد، إضافة إلى معالجة قضايا النزوح في ظل تصاعد النزاعات والكوارث الطبيعية.
كما تتضمّن الدورة أيضا إقامة ورش عمل وجلسات نقاشية وفعاليات جانبية تهدف إلى تعزيز التعاون الدولي وتبادل الخبرات، بما يسهم في تحسين الاستجابة الإنسانية وتقديم الدعم للمجتمعات المتضررة حول العالم.
وتظهر شهادات منظمات أممية ودولية قيمة المساهمات السعودية في العمل الإنساني والإغاثي الدولي والجهد العالمي في مواجهة آثار الصراعات والكوارث الطبيعية والتوقي من الأوبئة والأمراض.
وبالتزامن مع انعقاد المؤتمر المذكور قالت منظمة الصحة العالمية إن المملكة أكدت مجددا تعهدها بتقديم 500 مليون دولار للمبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال.
وسيجري صرف تلك الأموال التي تعهدت بها الرياض لأول مرة في أبريل 2024، للمساعدة في القضاء على شلل الأطفال البري في باكستان وأفغانستان ووقف تفشي شلل الأطفال المتحور.
ووفقا للمنظمة فإن شلل الأطفال البري الذي ينجم بشكل طبيعي عن المرض الفايروسي متوطن في باكستان وأفغانستان اللتين أبلغتا معا عن 99 حالة العام الماضي. ويحدث شلل الأطفال المتحور بسبب ضعف لقاح شلل الأطفال الفموي.
وتأمل المبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال في إعلان نهاية الفايروس البري والمتحور المشتق من اللقاح بحلول عامي 2027 و2029، مقارنة بالموعد النهائي السابق في عام 2026 لكلا النوعين.
ويساهم التعهّد السعودي في حال تطبيقه في تخفيف وقع قرار إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانسحاب من منظمة الصحة العالمية على جهود مقاومة شلل الأطفال، حيث تظهر بيانات المنظمة أن الولايات المتحدة كانت في السابق مانحا رئيسيا لبرنامج مكافحة المرض وساهمت بنسبة 17 في المئة من ميزانيته خلال 2024- 2025.