الدعم السريع وحلفاؤها يوقعون ميثاق الحكومة الموازية

الخرطوم – قال السياسيان السودانيان الهادي إدريس وإبراهيم الميرغني لرويترز إن قوات الدعم السريع وقعت ميثاقا مع جماعات سياسية ومسلحة متحالفة معها مساء السبت لتشكيل "حكومة سلام ووحدة" في الأراضي التي تسيطر عليها القوات شبه العسكرية.
وكانت الساحة السياسة في السودان تترقب هذه الخطوة بعد أن جرى تأجيلها الجمعة الماضي، بسبب استمرار المشاورات مع الوفود المشاركة حول بنود الميثاق بجانب انتظار وفود أخرى للمشاركة.
ومن أبرز الموقعين على الميثاق السياسيان وأيضا عبدالعزيز الحلو وهو زعيم الحركة الشعبية يسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي والقوات في ولاية جنوب كردفان والذي يطالب منذ وقت طويل بأن يتبنى السودان النهج العلماني.
وكذلك الجبهة الثورية بقيادة الطاهر حجر والقوى المدنية المتحدة بقيادة هارون مديخير وحزب الامة بقيادة فضل الله برمة ناصر.
ووقّع عبدالرحيم دقلو، نائب وشقيق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الذي غاب بشكل ملحوظ.
ومن غير المتوقع أن تحظى هذه الحكومة، باعتراف الجيش والحركات الإسلامية المتحالفة معها والدول الداعمة للجيش، لكنها دلالة أخرى على مدى تفكك البلاد خلال حرب أهلية مستمرة منذ ما يقرب من عامين.
وقال إدريس وهو مسؤول سابق وقائد جماعة مسلحة إن تشكيل الحكومة سيُعلن من داخل البلاد في الأيام المقبلة.
ووفقا لنص الميثاق، اتفق الموقعون على أن السودان يجب أن يكون "دولة علمانية وديمقراطية وغير مركزية" بجيش وطني واحد لكنه احتفظ بحق الجماعات المسلحة في الاستمرار في الوجود.
وجاء في الميثاق أن من مهام الحكومة عدم تقسيم البلاد بل توحيدها وإنهاء الحرب وهي المهام التي تجاهلتها الحكومة المتحالفة مع الجيش والتي تعمل انطلاقا من بورتسودان ولم تسع إلى تحقيقها.
ويدعو الميثاق إلى بناء سودان جديد يحترم التنوع الاثني واللغوي والجهوي والثقافي والجندري والاقتصادي وينهى المظالم التاريخية في توزيع السلطة والثروة وينهي تنظيم الاخوان المسلمين.
وانقسمت القوى السياسية السودانية حول هذه الخطوة، حيث عبر البعض عن رفضهم لها، بينما رأى فيها آخرون خطوة ضرورية لملء الفراغ السياسي في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.
من المتوقع أن يثير هذا الميثاق المزيد من التوترات في السودان، حيث يتصاعد الصراع بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني.
وتسيطر قوات الدعم السريع على معظم منطقة دارفور بغرب البلاد، ومساحات شاسعة من منطقة كردفان في حرب مستمرة منذ ما يقرب من عامين.
وكان دقلو قد تقاسم السلطة سابقا مع الجيش والسياسيين المدنيين في إطار اتفاق أعقب الإطاحة بعمر البشير في عام 2019. وأطاحت القوتان بالسياسيين المدنيين في انقلاب عام 2021 قبل اندلاع الحرب بينهما بسبب خلافات بشأن اندماجهما خلال مرحلة انتقالية كانت تهدف للتحول إلى الحكم الديمقراطي.
وتسببت الحرب في تدمير مساحات شاسعة من البلاد مما أدى إلى حدوث أزمة إنسانية "لم يسبق لها مثيل"، كما دفعت نصف السكان إلى براثن الجوع.
وجاء التوقيع على الميثاق خلال مراسم مغلقة في العاصمة الكينية نيروبي.
وأثارت استضافة كينيا لهذا الحدث تنديدات من السودان وانتقادات داخلية في كينيا للرئيس وليام روتو بسبب إدخال البلاد في صراع دبلوماسي.
وكانت وزارة الخارجية السودانية قد أعلنت، الخميس، استدعاء سفير الخرطوم لدى نيروبي، احتجاجاً على استضافة كينيا اجتماعاً ضم قوى سياسية وقيادات من قوات الدعم السريع بهدف إقامة حكومة موازية.
واعتبرت وزارة الخارجية السودانية ذلك "خطوة عدائية أخرى ضد السودان". كما اتهم السودان الرئاسة الكينية بأنها "تحتضن وتشجع مؤامرة تأسيس حكومة" لقوات الدعم السريع. وطالبت الخارجية السودانية، في بيان، كينيا بالتراجع عمّا سمته "التوجه الخطير" الذي يهدد السلم والأمن في الإقليم.
والأربعاء، قالت الخارجية الكينية إن "استضافة كينيا لاجتماعات مجموعات سودانية في نيروبي تأتي في إطار سعيها لإيجاد حلول لوقف الحرب في السودان، بالتنسيق مع الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي".