القاعدة تستهدف قوات "درع الوطن" في أول هجوم من نوعه بحضرموت

صنعاء - قال مصدر عسكري ومصدران أمنيان إن جنديين اثنين على الأقل قتلا اليوم الجمعة في هجومين منفصلين نفذه مسلحون من القاعدة على ما يبدو بمحافظتي حضرموت وأبين بجنوب وشرق اليمن، حيث يواصل التنظيم المتطرف شن هجمات رغم الجهود التي تبذل للقضاء على فلوله وخلاياه.
وقال مصدران أمنيان "استهدفت مجموعة إرهابية سيارة لنقل المياه تابعة لقوات درع الوطن بمنطقة العبر في صحراء حضرموت ما أسفر عن مقتل الجندي سالم باقديم وإصابة آخر وفرار المجموعة الإرهابية للصحراء".
وهذا هو أول هجوم يستهدف قوات درع الوطن الحكومية الجديدة التي أنشئت قبل عامين بدعم من السعودية ولها موقع في منطقة العبر على الحدود بين اليمن والسعودية.
وتتألف القوات من فرقتين عسكريتين، الأولى تتكون من تسعة ألوية ومقرها في العاصمة المؤقتة عدن، وتنتشر في المناطق المجاورة لها، أما الفرقة الثانية من قوات درع الوطن، فمقرها في محافظة حضرموت شرقا، وتتألف من خمسة ألوية.
وقال مصدر عسكري إن جنديا على الأقل قتل الجمعة في هجوم لمسلحي القاعدة على محافظة أبين، حيث تخوض قوات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي معركة ضد التنظيم منذ عامين.
وأبلغ المتحدث العسكري لقوات المجلس الانتقالي محمد النقيب بأن الهجوم وقع في منطقة الكسارة بوادي عومران بمديرية مودية شرق أبين وشهد مقتل جندي في عملية قنص، وإصابة زميله.
ولم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عن الهجومين، لكن مسلحين مرتبطين بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب كثفوا هجماتهم على المنشآت العسكرية في جنوب اليمن ردا على العملية العسكرية التي أطلقتها القوات الموالية للمجلس الانتقالي قبل عامين.
وأعادت وفاة زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، خالد باطرفي، وتعيين سعد العولقي خلفا له، تسليط الضوء على نشاط التنظيم الذي شهد خلال السنوات الماضية تراجعا كبيرا بفعل الخلافات التي عصفت به.
وتأسس تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في العام 2009 على يد أسامة بن لادن بدمج فصائل التنظيم السعودية واليمنية، وبرز خلال الفوضى التي أنتجتها الحرب في اليمن، في وقت كان المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران يقاتلون في وجه التحالف العسكري الذي تقوده السعودية منذ العام 2015.
وكثف المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي تربطه صلات قوية بالتحالف السعودي ويسيطر على أجزاء كبيرة من الجنوب هجماته على عناصر القاعدة في أبين خلال العامين الماضيين.
وأفلت التنظيم من محاولات الجيش الأميركي والتحالف والحوثيين على مدى سنوات للقضاء عليه مستغلا الفوضى في اليمن وتعاطف القبائل والمساحات الشاسعة من الأراضي غير المعمورة والتي تعتبر ساحة للتخطيط وتنفيذ الهجمات.
وتعتبر محافظة أبين من المناطق التي تشهد نشاطا مكثفا لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب.
ويهدف استهداف نقطة تفتيش عسكرية إلى إضعاف الوجود الأمني في المنطقة وزعزعة الاستقرار، كما أن التنظيم يسعى من خلال تلك الهجمات إلى إثبات وجوده وأنه مازال فعال باليمن، وأيضا محاولة زعزعة الإستقرار.
وتزيد هذه الهجمات من حالة عدم الاستقرار في اليمن، وتعقد جهود مكافحة الإرهاب، وتؤثر على معنويات القوات الأمنية، وتزيد من صعوبة مهامها في تأمين المناطق التي تشهد نشاطًا إرهابيا.