لو كان قلبي معي

المنخل اليشكري شاعر عراقي عاش في عصر المناذرة الذي سبق فجر الإسلام وناظم الغزالي مطرب عراقي عاش في القرن العشرين.
قال الأول "وأحبها وتحبني ويحب ناقتها بعيري"، أما الثاني، فقد قال “أحبك وأحب كلمن يحبك/ وأحب الورد جوري عبنه (لأنه) بلون خدك”، وإذا كان المثل يؤكد على أن الحب جنون، فإن هناك مثلا آخر يقول “مَن أحب كثيرا تعذب كثيرا.” غير أن المحبين يصرّون على التمتع بذلك العذاب كما لو أنه جزء من الوصفة السحرية للحب.
وفي ذلك يقول عبدالحليم حافظ “حبك نار بعدك نار قربك نار وأكثر من نار،” ويضيف “حبك نار مش عايز أطفيها/ ولا أخليها دقيقة تفوتني محسش فيها،” وفي الحب عناد هو جزء من جنونه وفيه أيضا تمسك بلحظة العاطفة الأولى التي عبر عنها أبوتمام، العراقي هو الآخر حين قال “نقل فؤادك حيث شئت من الهوى/ ما الحب إلا للحبيب الأول”. وفي السياق نفسه تقول أم كلثوم “وإن كنت أقدر أحب تاني أحبك أنت” كما لو أن الحب تجسد في شخص بعينه.
وفي الأغنية نفسها تقول “ده مستحيل قلبي يميل ويحب يوم غيرك أبدا،” ومن ذلك أن قيس الملوح لم ير من النساء سوى ليلى العامرية، كما أن روميو لم يجد الحياة ممكنة بعد وفاة جولييت، وفي ذلك يقول عنترة بن شداد “لو كان قلبي معي ما اخترت غيركمُ/ ولا رضيت سواكم في الهوى بدلا”.
في فيلم “إنت حبيبي” حوار غنائي بين فريد الأطرش وشادية تقول لازمته “يا سلام على حبي وحبك/ وعد ومكتوب لي أحبك/ ولا نامش الليل من حبك،” أليس ذلك قريبا من قول عمر بن أبي ربيعة “إذا طلعت شمس النهار ذكرتها/وأحدث ذكراها إذا الشمس تغرب”.
والحب أيضا هو نوع من المطاولة التي تجمع بين الأزمنة الثلاثة “الماضي والحاضر والمستقبل”، وفي ذلك يقول محمد عبدالمطلب “حبيتك وبحبك وهحبك على طول/ مش خاين ونسيتك زي أنت ما بتقول”.
وفي مواجهة ذلك الخضوع المطلق لقوة الحب هناك مَن يشعر بالندم لأنه استسلم وفقد حريته بسبب الحب. تقول ليلى مراد “ليه خلتني أحبك/لا تلومني ولا أعاتبك/ فين أهرب من حبك/روح منك لله”.
وللمتنبي أسلوب شيق وماكر ومراوغ في التعبير عن ورطة مَن يقع في الحب. يقول “لعينيك ما يلقى الفؤاد وما لقي/ وللحب ما لم يبق مني وما بقي/ وما كنت ممَن يدخل العشق قلبه/ ولكن من يبصر جفونك يعشق”.